الاحتكار وإغلاق المعبر يرفعان سعر الإسمنت في الحسكة

camera iconعناصر من قوات الأسد خلال المعارك الدائرة ضد تنظيم الدولة في دير الزور - أيلول 2017 (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

الحسكة – رودي طلحو

شهدت أسعار الإسمنت في الجزيرة السورية ارتفاعًا ملحوظًا، الأسبوع الماضي، نتيجة إغلاق معبر ”سيمالكا“ الحدودي مع إقليم كردستان العراق، بعد اشتباكات بالقرب منه، وتعرضه لقصف من قبل قوات “الحشد الشعبي” العراقية ومقتل مسؤول فيه، الجمعة الماضي.

سعر الإسمنت ارتفع من 2200 ليرة للكيس الواحد، بحسب تسعيرة اتحاد تجار مقاطعة الجزيرة التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، إلى خمسة آلاف ليرة سورية، خلال أيام (الدولار يعادل 500 ليرة)، ما أدى إلى إثارة تساؤلات حول الارتفاع الكبير الذي يزيد عن الضعف، خاصة في ظل ازدياد النشاط العمراني في مدينتي القامشلي والحسكة.

تجار محسوبون على الإدارة الذاتية

عدة أسباب وراء ارتفاع أسعار الإسمنت في المنطقة، أولها كان إغلاق المعبر، الذي كان يعتمد عليه بشكل كبير في استيراد مواد البناء والمواد الأساسية والغذائية، بحسب رئيس اتحاد التجار في “الإدارة الذاتية”، كوران سليمان، الذي أكد لعنب بلدي أن إغلاق المعبر بشكل مفاجئ أدى إلى فقدان المادة، إضافة إلى فراغ مخازن التجار من الإسمنت وعدم وجود كميات كافية لمدة شهر واحد بعد إغلاق المعبر.

كما لعب احتكار استيراد المادة من قبل تجار محسوبين على “الإدارة الذاتية” دورًا في ارتفاع الأسعار، بحسب التاجر جلال برو (أبو محمد)، الذي أشار إلى عدم إمكانية استيراد المادة بشكل حر عبر المعبر قبل إغلاقه، بسبب احتكار الاستيراد بزمرة من التجار التابعين والمقربين من الإدراة.

وأوضح برو لعنب بلدي أن الاحتكار أدى إلى ارتفاع سعر الإسمنت إلى خمسة آلاف ليرة، بسبب فراغ المخازن وعدم وجود كميات كافية لسد النقص في حال إغلاق المعبر.

واعتبر التاجر أنه في حال سماح الإدارة للتجار باستيراد المادة، سيستوردون كميات كبيرة منها عبر المعبر عند إعادة فتحه، وبالتالي رفد المخازن وامتلاؤها وزيادة رصيد المادة في السوق، وفي حال تم إغلاق المعبر في وقت لاحق لمدة شهرين لن يتجاوز سعر كيس الإسمنت 2500 ليرة سورية، وإذا ارتفع سيكون الارتفاع بفارق بسيط لا يتعدى 100 أو 200 ليرة فقط، وهذا لن يؤثر على المستهلك.

الأسعار مناسبة؟

تسعيرة “الإدارة الذاتية” للمادة تقدر بـ 2200 ليرة سورية للكيس الواحد، ويعتبرها البعض مرتفعة، لكن سليمان أكد أن الإدارة مطلعة على أسعار المعامل في تركيا وكردستان العراق ودمشق التي يتم الاستيراد منها، وتحسب التكلفة بحسب أسعارها إضافة إلى تكلفة الطريق مع حساب مصاريف العمال، لتكون التسعيرة مناسبة للمستهلك والتاجر معًا، إذ يربح التاجر من 50 إلى 75 ليرة سورية لكل كيس.

في حين اعتبر التاجر برو أن المنطقة تحتاج إلى خمسة آلاف طن يوميًا من الإسمنت، وأن السماح بالاستيراد الحر لجميع التجار دون أي قيد أو واسطات، سيؤدي إلى تشجيعهم واستيراد كميات كبيرة، ما سيخلق منافسة في السوق وإدخال كميات أكثر من حاجة المنطقة.

وسيؤدي ذلك إلى كسر الأسعار ويريح المستهلك، بحسب التاجر، مشيرًا إلى أن ضريبة الجمرك على المادة يجب أن تكون أقل من الأسعار الحالية على المعبر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة