مواقف متتالية ضد “حزب الله” اللبناني.. هل بدأت الحرب؟

camera iconالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله (انترنت)

tag icon ع ع ع

تعرض “حزب الله” اللبناني إلى مواقف متتالية ضده، خلال الأسابيع الماضية، محلية ودولية، على أصعدة مختلفة “سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا”.

الحزب يعتبر حليفًا قويًا لإيران في لبنان والمنطقة، ما جعله متهمًا من قبل دول، في مقدمتهم أمريكا والسعودية، بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة بعد تدخله في سوريا إلى جانب النظام السوري المدعوم سياسًا وعسكريًا من طهران.

مواقف الحزب في لبنان ومحاولته السيطرة على القرار السياسي، إضافة إلى مواقفه الخارجية وتقربه من إيران وقتاله في سوريا، جعلته يتعرض لهجمات أهمها:

هجوم سياسي

الهجوم السياسي كان من رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، الذي أعلن استقالته أمس، السبت 4 تشرين الأول، وشن هجومًا على الحزب وإيران بسبب تدخلهم في الشؤون الداخلية لبلاده.

واعتبر الحريري أن الحزب هو الذراع الإيراني في لبنان والمنطقة، قائلًا إن “حزب الله استطاع فرض أمر واقع في لبنان بقوة السلاح، الذي يزعم أنه موجه ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه موجه ضد الشعبين السوري واليمني”، على حد قوله.

وأضاف “أريد أن أقول لإيران وأتباعها إنهم خاسرون، وستقطع الأيادي التي امتدت إلى الدول العربية، كما ردت عليكم في البحرين واليمن، فسترد عليكم في كل أجزاء أمتنا الغالية وسيرتد الشر إلى أهله”.

تصريحات الحريري، في خطاب الاستقالة الذي أعلنه من السعودية، اعتبره محللون سياسيون إعلانًا للحرب على الحزب من قبل الرياض، في حين اعتبره البعض بداية حرب باردة بين طهران والرياض على الساحة اللبنانية.

وعقب خطاب الحريري غرّد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، عبر حسابه في “تويتر” أن “أيدي الغدر والعدوان يجب أن تبتر”.

ودعا السبهان في تغريدات سابقة لـ “لجم حزب الميليشيا الإرهابي، يجب معاقبة من يعمل ويتعاون معه سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا والعمل الجاد على تقليمه داخليًا وخارجيًا ومواجهته بالقوة”.

وكان السبهان قال عبر قناة “MTV” اللبنانية، الأسبوع الماضي، إن “من يعتقد أن تغريداتي موقف شخصي يعيش في الوهم، وسيرون في الأيام المقبلة ما سيحصل”.

وأضاف أن “المسألة ليست تطيير الحكومة بل يجب تطيير حزب الله، والآتي سيكون مذهلاً بكل تأكيد”.

واعتقد محللون أن لبنان سيدخل في نفق سياسي مظلم، وسط محاولة لتقليص نفوذ “حزب الله” محليًا وعربيًا”.

عقوبات اقتصادية

وإلى جانب الهجوم السياسي، أقر مجلس النواب الأمريكي، في 26 تشرين الأول الماضي، ثلاثة إجراءات ضد الحزب.

الإجراء الأول يفرض عقوبات جديدة على أي كيانات يثبت دعمها للحزب، في حين يفرض الإجراء الثاني عقوبات على الحزب وإيران لاستخدامهما المدنيين كدروع بشرية، أما الإجراء الثالث فيدعو الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف حزب الله “تنظيمًا إرهابيًا”.

وكان مجلس الشيوخ الأمريكي أقر بالغالبية مشروع القرار 2297 ضد “حزب الله”، في 23 تشرين الأول 2015، ليشدد الخناق على مؤسساته المالية والأفراد الذين يدعمونه.

ويطلب القرار من وزارة الخزانة الأمريكية “فرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأي جهة خارجية تقوم بتسهيل التعاملات لحزب الله وغسل أمواله، وتتآمر بإرسال تحويلات لأشخاص أو مؤسسات على صلة بالحزب”.

وشن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تصريحات عدة، خلال الأشهر الماضية، هجومًا على الحزب، واعتبره “يشكل تهديدًا للشرق الأوسط برمته”.

هجوم إعلامي

لكن التطور الملفت في الأسبوع الماضي كان الهجوم الإعلامي على “حزب الله” عبر قنوات لبنانية، خاصة بعد الاحتجاجات التي شهدتها الضاحية الجنوبية أكبر معقل شعبي له.

وكانت البلدية بدأت بإزالة جميع المخالفات عبر الجرافات في حي السلم بالضاحية، ضمن حملة لإزالة “التعديات” داخل المنطقة، ما دفع مواطنين إلى اتهام الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، الاهتمام بالشأن السوري على حساب الشؤون الداخلية لأنصاره.

وشتم مواطنون عبر قنوات إعلامية حسن نصر الله بعبارات حادة، لأول مرة، معتبرين أن “همه الوحيد هو المشروع الفارسي وليس لقمة عيش الفقير”.

كما بثت قناة “MTV”، أمس، تسجيلًا مصورًا بعنوان “حزب الله يعتدي ويخطف نساء من آل شمص”، يظهر أشخاصًا من الطائفة الشيعية يوجهون اتهامات للحزب ونصر الله بخطف امرأتين من العائلة، كما يظهر شخصًا يعلن قتاله للحزب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة