ثماني ملاحظات على وثيقة ترامب- بوتين حول سوريا

الرئيسان الأمريكي والروسي في فيتنام - 11 تشرين الثاني 2017 (Reuters)

camera iconالرئيسان الأمريكي والروسي في فيتنام - 11 تشرين الثاني 2017 (Reuters)

tag icon ع ع ع

توصل الرئيسان الأمريكي والروسي، دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، لاتفاق مشترك حول سوريا خلال لقائهما في فيتنام، وبرزت استفسارات حول مضمون ذلك الاتفاق.

ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، الأحد 12 تشرين الثاني، ثماني ملاحظات نقلًا عن مصادر غربية، حول “وثيقة” مشتركة للرئيسين بخصوص الملف السوري.

وينص الاتفاق على آلا يكون هناك حل عسكري في سوريا، مع التأكيد على استقلالها وسلامة أراضيها، ومواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ثماني ملاحظات على الاتفاق

اتفق ترامب وبوتين على “الحفاظ على قنوات اتصال عسكرية مفتوحة بين العسكريين للمساعدة في ضمان سلامة القوات الأميركية والروسية على حد سواء”.

ورغم الاتفاق إلا أن واشنطن “قلقة على مصير قواتها في سوريا بعد الانتهاء من داعش”، وفق الصحيفة، وبما أن موسكو تعتبر وجودها “غير شرعي”، إلا أن البيان المشترك “جاء بمثابة اعتراف سياسي أمريكي- روسي بتقاسم النفوذ، ليكون شرق نهر الفرات لحلفاء أميركا، وغربه لحلفاء روسيا”، وهذا يخالف التأكيد على وحدة سوريا وسيادتها.

لا حل عسكري في سوريا عقب تخلي ترامب عن برنامج تدريب المعارضة “المعتدلة”، وتحدث محللون عن أن الإدارة الأمريكية عدلت عن تغيير النظام، بينما أضاف الجانب الأمريكي، وفق الصحيفة، عبارة إلى الاتفاق، تضمنت التأكيد على استمرار مفاوضات جنيف والقرار 2254.

وتخلت موسكو عن “مؤتمر سوتشي للتركيز على جنيف”، وفق المصادر، إذ لم يتضمن البيان المشترك أي إشارة إلى المؤتمر، وكان مقررًا في 18 تشرين الثاني الجاري، الأمر الذي يشير إلى استمرار عقد مفاوضات جنيف ومحادثات أستانة.

وفق بيان الرئيسين فإن هناك ضمانًا لالتزام الأسد بالعملية السياسية والإصلاح الدستوري، وهنا أصر ترامب، بحسب المصادر، على إضافة “وفق عملية جنيف والقرار 2254″، على أن تجري انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، بمشاركة جميع السوريين، “بمن فيهم أعضاء الشتات، المؤهلون للمشاركة”.

وهنا ذكر مسؤول غربي لـ”الشرق الأوسط”، أن هذا الموقف “يشرعن موقف الأسد من قبل أمريكا”، رغم تصريحات متكررة لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، آخرها أن “عهد عائلة الأسد اقترب من النهاية”.

لم يتضمن البيان أي إشارة إلى الانتقال السياسي أو “جنيف1” عام 2012، بل نص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.

ورغم أنه ذكر القرار 2254، إلا أنه أغفل نقطتين فيه: الأولى قرار تشكيل حكم تمثيلي غير طائفي، والثانية صياغة دستور جديد.

وبما أن ألكسندر لافرينتييف، مبعوث الرئيس الروسي، التقى مع الأسد في دمشق قبل أسبوعين، وصرح من هناك بوجوب تعديل الدستور وإجراء انتخابات جديدة، إلا أن البيان المشترك الأمريكي والروسي، لم يذكر أي تفاصيل حول الأمر.

وبخصوص مشاركة الشتات السوري، نقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله، إن الروس قدموا تنازلًا بخصوص مشاركة اللاجئين في الانتخابات، لإقناع الأمريكيين بالتخلي عن مرجعية جنيف، “ولكن موسكو نجحت اليوم في تقديم تنازل إضافي وتمييع القرار 2254”.

وتحدثت الصحيفة عن مذكرة تفاهم أمريكية- روسية- أردنية، وقعت في عمان، في 8 تشرين الثاني الجاري، متوقعة أن “تعزز وقف إطلاق النار وتخفيف التوتر”، في سبيل “القضاء النهائي على وجود القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من المنطقة لضمان سلام أكثر استدامة”، في إشارة إلى الميليشيات اللبنانية والعراقية، متضمنة “حركة النجباء”، و”حزب الله” اللبناني.

وأخيرًا يكشف البيان المشترك، وفق مسؤولين غربيين، أن أمريكا تراهن على سعي موسكو لتقليص نفوذ إيران في سوريا.

إلا أن تقارير تحدثت قبل أيام عن إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في منطقة الكسوة، على بعد 50 كيلومترًا من الحدود الجنوبية.

ويرى محللون أن الاتفاق يأتي في إطار إظهار التوافق السياسي بين البلدين، كل وفق مصلحته، رغم تصريح ترامب أن الاتفاق “ينقذ عددًا كبيرًا من الأرواح في سوريا”، وتوافقه مع بوتين أن العمل جار لتجنب “وقوع حوادث خطيرة في الشرق الأوسط”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة