المنتخبات العربية ونهاية “الأداء المشرّف”

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لطالما وجه الإعلام العربي كل متابعيه للإيمان بجدوى المشاركة المشرّفة “والمشرّفة فقط “، فيما يخص أي وجود عربي لمنتخبات كرة القدم في مونديال كأس العالم، وأذكر الراحل عدنان بوظو الذي أصدر مطبوعًا عن مشاركة المنتخب التونسي في مونديال الأرجنتين 1978، أطلق عليه “تونس صيحة العرب في الأرجنتين”.

المشاركة المشرّفة هي التمهيد الأمثل لدى الإعلام الرسمي والرياضي العربي قبل صدمة “إمكانية المنافسة والخروج المبكر”، ومعه حق إعلامنا العربي، رغم التخشب الذي يطاله منذ عشرات السنين وحتى اليوم، فقد شاركت المنتخبات العربية وسجلت وجودها في 12 مونديال عبر سبعة منتخبات هي: مصر، تونس، المغرب، الجزائر عن عرب إفريقيا، والسعودية، العراق، الكويت، الإمارات عن عرب آسيا. ولم تصل في كل مشاركاتها إلا إلى الدور الثاني من مونديال أمريكا 1994، عبر السعودية التي خسرت أمام السويد بنتيجة 3 -1، وعبر الجزائر في مونديال البرازيل 2014 وخسرت أمام ألمانيا بهدفين لهدف.

فعلًا تبدو عبارات “الرؤوس المرفوعة والمشاركة المشرّفة وتسجيل الوجود في العرس العالمي”، هي الأنسب ضمن هذه النتائج وتاريخ المشاركات.

ماذا يحدث الآن؟

يحدث أن أربعة منتخبات عربية تأهلت، ولأول مرة إلى مونديال روسيا 2018، هي تونس، المغرب، السعودية، مصر، واللافت في تأهل المنتخبات الأربعة أنها لم تأت في ملحق أو مباريات فاصلة، أبدًا، المنتخبات العربية الإفريقية انتزعت صدارة المجموعات، والسعودية من عرب آسيا انتزعت البطاقة الثانية خلف اليابان وأجبرت أستراليا على خوض الملحق فيما بعد.

يحدث أن عددًا من اللاعبين العرب أصبحوا محط أنظار العالم والصحف والمسابقات الكروية الكبرى في إسبانيا وإيطاليا وإنكلترا، والتعويل عليهم واجب وضرورة لانتشال المشاركات العربية من بند “المشرّفة والرؤوس المرفوعة” إلى “المنافسة وتسجيل الحضور وانتزاع التأهل من مرحلة إلى مرحلة”.

أعرف أن هذا الكلام صعب المنال في المرحلة الحالية.. وأن تأهل المنتخبات العربية باستمرار لا يعني وصولهم إلى الحد الكافي من التطور وقدرة قراءة شكل المنافسة في المونديال.

إلا أن أسماء لامعة كأمين بن عمر، يوسف المساكني، مهدي بن عطية، أشرف حكيمي، حكيم زياش، محمد صلاح، محمد النني، وفهد المولد، قادرة على أن تكون مفتاح حلول مدربيها للعبور نحو الدور الثاني في المونديال، ولا نستطيع فقط أن تقول إن أي تطور للكرة العربية يأتي بفضل تراجع مستوى المنتخبات المعروفة.. لا.. لا يمكن حساب الأمور بهذه الطريقة، ولا يمكن إضاعة التعب الذي بذله أبناء الجزائر في مواجهتهم أمام ألمانيا في 2014، ألمانيا التي احتاجت إلى شوطين إضافيين لإيقاف المد الجزائري غلبت البرازيل بنتيجة ثقيلة وانتزعت كأس العالم في اللقاء النهائي من الأرجنتين.

يجب أن نقفز فوق حلم “الطفرة” وإمكانية الظهور بأداء مشرّف وتمثيل جيد للكرة العربية، يجب أن تنتهي هذه العبارات وهذه اللغة، هل نحتاج إلى الفوز ليتحول إعلامنا الى حجم الإنجاز؟ نعم نحتاج الانتصار والتأهل، نحتاج أن تحسب المنتخبات في دور المجموعات حساب المنتخبات العربية، لعل هذا المونديال يسجل رقمًا جديدًا للكرة العربية بعد التأهل الأول بأربعة منتخبات.

بانتظار أن يتحول الحلم إلى حقيقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة