“فبركات وزارية” في سوريا لتحسين صورة المسؤولين

محافظ حماة في صورة قيل إنه يضبط فيها موظفًا يلعب "التركس" أثناء الدوام - 8 تشرين الأول 2017 (محافظة حماة)

camera iconمحافظ حماة في صورة قيل إنه يضبط فيها موظفًا يلعب "التركس" أثناء الدوام - 8 تشرين الأول 2017 (محافظة حماة)

tag icon ع ع ع

يسعى وزراء في حكومة النظام السوري إلى تحسين صورتهم أمام المواطنين عبر قيامهم بحملات مفاجئة على الدوائر الحكومية.

ولا يكاد يخلو شهر دون تصريح لوزراء الحكومة حول سعيهم لمحاربة الفساد، وبناء دولة مؤسساتية قائمة على القانون ومحاربة الرشاوى.

الحملات الوزارية السابقة رافقتها بعض التسجيلات المصورة التي تظهر التنسيق سابقًا مع الموظفين، بحسب ما يقوله ناشطون يعتبرون أن الحملات “فبركات وزارية” لتلميع صورة المسؤولين.

وزير التموين والتجارة الداخلية، عبد الله الغربي، كان صاحب أكبر ظهور في الحملات، فبعدما حمل الحقيبة الوزارية، في تموز العام الماضي، بدأ بجولات على مؤسسات الوزارة وأفران الخبز ومحطات الوقود وسوق الهال.

الغربي أعلن، أمام لجنة الموازنة في مجلس الشعب، أمس الأحد 19 تشرين الأول، أن تاجرًا من تجار سوق الهال في دمشق عرض عليه مبلغ من المال أثناء جولته.

وقال الغربي إنه “خلال إحدى جولاته في سوق الهال، اعتقد أحد التجار أنه مراقب تمويني، وعرض عليه مبلغ 25 ألف ليرة سورية”.

كما لا يكاد يخلو أسبوع دون تصريحات من وزارة التموين حول إلقاء القبض على مستودعات أغذية ومحاربة التجار لتخفيض الأسعار.

لكن البعض يعتقد أن ذلك يندرج في إطار المظاهر، نظرًا لعدم وجود أثر يترتب على هذه التصريحات والقرارات.

وفي أيلول الماضي أعفى رئيس الحكومة، عماد خميس، مدير مطار دمشق الدولي من منصبه بعد زيارة “مفاجئة” للمطار، وشكوى إحدى المسافرات السوريات من التسيب وعدم اهتمام موظفي المطار بتلبية حاجات المسافرين.

وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تقديم المسافرة شكوى إلى عماد خميس ووزير الداخلية السوري محمد الشعار، وهي في حالة غضب نتيجة ضياع إحدى حقائبها، ما أثار حفيظة خميس الذي طلب أسماء المسؤولين عن التسيب، وفصل مدير مطار دمشق.

واعتبر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الفيديو مجرد “مسلسل” من تمثيل عماد خميس وإخراج نائب رئيس مجلس الشعب، نجدة أنزور، على اعتبار أن المسافرة تكلمت بلهجة “فوقية” مع شخصيات “اعتبارية”.

تصوير بدأ قبل دخول الوزير

ولم تقتصر هذه المواقف على الوزراء، فقد انتشرت صورة لمحافظ حماة، محمد الحزوري، الشهر الماضي، تظهر موظفًا في مديرية الإحصاء وهو يلعب “تركس” (الورق)، والوزير خلفه، معلنًا أنه يحارب الفساد.

وتظهر الصور أن التقاط صور الموظف بدأ قبل أن يدخل الحزوري إلى الغرفة.

جندي يتفاجأ بسيده الرئيس

“الفبركات” ليست حكرًا على المسؤوليين في الحكومة، فقد سخر مواطنون من تسجيل مصور لرئيس النظام، بشار الأسد، أثناء زيارته لجبهات جوبر القتالية للاحتفال برأس السنة مع المقاتلين.

ويظهر التسجيل دخول الأسد إلى إحدى نقاط المقاتلين، وسط ذهول واندهاش المقاتلين لحظة وصوله إلى خط الجبهة، وكأنهم لم يكونوا يعرفون أنه يزور المنطقة، رغم أن المصوريين وموظفي التلفزيون كانوا موجودين في المكان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة