كتّاب عرب يبدون آراءهم حول زيارة الأسد إلى روسيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد في سوتشي - 21 تشرين الثاني 2017 (وكالات روسية)

camera iconالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد في سوتشي - 21 تشرين الثاني 2017 (وكالات روسية)

tag icon ع ع ع

أثارت زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد “المفاجئة” إلى روسيا تساؤلات عدة، إذ تزامنت مع المحادثات السياسية المتعلقة بسوريا، والتي يدور الحديث عنها في أكثر من مؤتمر واجتماع.

وأفردت الصحف العربية اليوم، الأربعاء 22 تشرين الثاني، مساحةً واسعة للحديث عن الزيارة، والتنبؤات المتعلقة بنتائج الاجتماعات السياسية المقبلة، إن كانت ستقدم جديدًا على الساحة السورية، أو ستكون كسابقتها من الاجتماعات والمفاوضات.

خيارات صعبة تنتظر الأسد

البداية من مقالة الكاتب السياسي رائد جبر في صحيفة “الحياة” اللندنية، بعنوان “زيارة الأسد والمرحلة الجديدة”، وتحدث فيها عن المرحلة السياسية المقبلة التي ينتظرها الأسد، خاصةً بعد انتهاء العمليات العسكرية على الأرض.

وقال إن “الأسد في روسيا مرة أخرى، وبلاده أمام منعطف حاسم جديد، ولم تختلف ترتيبات الزيارة كثيرًا عن سابقتها قبل عامين، إذ نقل الرئيس السوري بشكل مفاجئ ليلًا ومن دون مرافقين على متن طائرة عسكرية روسية، وأدخل وحيدًا إلى قاعة لم يرفع فيها علم دولة الضيف”.

وأضاف أن “توقيت الزيارة ومجرياتها عكست توجهًا روسيًا لوضع اللمسات الأخيرة على الجهود المبذولة حاليًا لطي صفحة العملية العسكرية في سوريا وإطلاق المسار السياسي”.

وبحسب وجهة نظر الكاتب بدا الأسد في زيارته أمام خيارات صعبة.

واعتبر أن “توقيت ترتيب الزيارة عشية القمة الحاسمة لرؤساء البلدان الضامنة وقف النار في سوريا، عكس استعجال موسكو رسم ملامح المرحلة المقبلة التي سيكون عنوانها الأساسي الإعلان عن انتهاء الجزء النشط من العمليات العسكرية في سورية والانتقال إلى مسار سياسي”.

وعلى الأسد في المرحلة المقبلة أن يعلن موقفًا واضحًا يؤيد الترتيبات الروسية لعقد مؤتمر الحوار السوري، بحسب الكاتب، الذي رأى أن عليه أيضًا تأكيد الاستعداد للتعامل بشكل إيجابي مع نتائجه، الأمر الذي يوفر لموسكو مساحة أوسع للتأثير في إيران باعتبارها الطرف القادر على وضع عراقيل أمام التوجه الروسي.

احتلال جديد بـ”شرعنة سياسية”

إلى ذلك اعتبر الصحفي والمحلل السياسي، مصطفى فحص، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحتاج إلى خروج سريع من “المستنقع السوري”، وهو يرى أمامه فرصة تاريخية لا تتكرر، تحققت نتيجة ضبابية الموقف الأمريكي العالق بين التردد والتلكؤ، يضاف إليه غياب أوروبي وعربي وصل لدرجة الاستسلام في سوريا.

وقال في مقالة له في صحيفة “الشرق الأوسط” تحت عنوان “ثلاثية سوتشي وشرعنة احتلال سوريا”، إن موسكو نجحت في تحويل خصوم الأمس إلى شركاء اليوم، واستفادت من تقاطع المصالح بينها وبين أنقرة وطهران في سوريا، وحولت العداء التاريخي بينها إلى علاقة مستقرة تحكمها المنافع المتبادلة، لكن هذه المنافع تبقى محدودة المكان والصلاحية.

ورأى أن سوتشي “قمة ثلاثية الأبعاد”، تتوافق على قاسم مشترك واحد هو شرعنة تدخلهم في سوريا، لكنهم يختلفون على كثير من التفاصيل، حيث المناعة التركية ضعيفة في تجنب “شياطين طهران”.

بينما خيارات موسكو بعيدة حتى الآن عن فكرة احتوائها، لذلك من الممكن أن تحصل طهران في سوتشي على ما عجزت لقرون عن تحقيقه.

روسيا تفوض سياسيًا وعسكريًا

في ذات السياق اعتبرت صحيفة “القدس العربي” في مقالة لها حملت اسم “التفويض السياسي بعد العسكري في لقاء بوتين- الأسد” أن الساعات التي التقى فيها الأسد ببوتين كافية لكي يتلقى الأسد الرسالة واضحة صريحة، حول المرحلة المقبلة من استحقاقات روسيا في سوريا، أي حيازة تفويض شامل سياسي هذه المرة، يحمله بوتين إلى قمة سوتشي الثلاثية التي ستجمعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني.

إضافةً إلى تفويض للكرملين ببحث “التسوية السياسية والسلمية على الأمد الطويل” مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقادة قطر والعراق والسعودية ومصر والإمارات والأردن، كما أعلن بوتين نفسه.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة