“سان خوان” ليست الأولى.. أبرز الغواصات المفقودات في قاع البحار

tag icon ع ع ع

شغلت حكاية الغواصة العسكرية الأرجنتينية “سان خوان” العالم منذ انقطاع الاتصال بها في 15 تشرين الثاني، ولم يسدل الستار على مأساتها إلى اليوم، الجمعة 24 تشرين الأول، بعد أن صرح المتحدث باسم البحرية الأرجنتينية بحدوث انفجار على متهنها.

فما هي قصة “سان خوان”، وهل كانت الأولى؟

“سان خوان” والنهاية الغامضة

هي واحدة من ثلاث غواصات تملكها البحرية الأرجنتينية، وأحدثها، أدخلت الخدمة عام 1983، وجرى تحديثها بين عامي 2007 و2014 لتمديد صلاحية عملها حتى 30 عامًا أخرى.

يضم طاقمها 44 شخصًا، من بينهم أول امرأة برتبة ضابط غواصة في تاريخ الأرجنتين، إليانا كراوزيك، ذات الـ 35 عامًا.

وفقد الاتصال بالغواصة عندما كانت في طريق العودة من دورية مراقبة في أوشوايا، إلى قاعدتها في مار ديل بلاتا، وسجل موقعها الأخير قبالة سواحل باتاغونيا، وشبه جزيرة فالديس، على بعد 700 كيلومتر من قاعدتها.

واللافت، بحسب رأي البحرية الأرجنتينة، أن الغواصات عندما ينقطع التصال بها تطفو على السطح، أو ترسل استغاثة لاسلكية، لكن سان خوان لم تفعل.

واشتركت عدة دول بعمليات البحث عنها، ومنها البحرية الأمريكية، لكن دون جدوى.

إلى أن رصد أمس الخميس 23 تشرين الثاني، أصوات قوية من مكان الغواصة، لتجدد الآمال بمعرفة مصيرها، إلا أنه تم الكشف عن أن هذه الأصوات كانت لانفجار ضخم تم على متن الغواصة، ليبقى سبب عدم إمكانية إرسالها لاستغاثة، كانت ربما أنقذت حياة طاقمها، لغزًا سيحتل تفكير العلماء في الأيام المقبلة.

غواصة “سان خوان” لم تكن الأولى، فقد شهد التاريخ فقدان غواصات كان لها تأثير في مجريات الحروب.

ست غواصات ألمانيات

بعد عقود من غرق ست غواصات ألمانية من طراز، يو بوت، في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، تم العثور على مكانها.

فبعد أن كانت البحرية البريطانية تتباهى بإغراق هذه الغواصات، على مدى عقود من الزمن، ظهر ما لم يكن في البال، بعد جهود مضنية من علماء البحار والمؤرخين في تلك الفترة.

لأنه تبين من الحطام المستخرج من حطام الغواصات، أن معظمها غرقت بسبب ألغام بحرية، ما يدحض رواية الانكليز، عن كونها غرقت بفعل القذائف البريطانية.

وغير هذا الاكتشاف مسار التأريخ لتلك المرحلة.

 

الغواصة الإسرائيلية “داكار”

كانت إحدى غواصتين حصلت عليها إسرائيل من البحرية البريطانية عام 1967، وكانت الغواصة في مهمة للتجسس على القوات البحرية المصرية، بعد حرب حزيران.

تلقت هيئة عمليات البحرية المصرية، معلومات تفيد باقتراب جسم في المياه الإقليمية، فاندفعت لانشات الصواريخ المصرية لتدميره، ما دفع قائد الغواصة “داكار” إلى إعطاء أوامر بالغوص حتى أقصى عمق يبقيهم بأمان من القذائف، لتفادي الصدمة الانفجارية.

لكنه لم يفلح وبدأت الغواصة بالتداعي، إلى أن توقفت عن إصدار أي إشارة، فتأكدت البحرية المصرية أنها دمرت.

لكن إسرائيل لم تعترف بذلك وادعت فيما بعد أن سبب غرق الغواصة كان عطلًا ميكانيكيًا.

الغواصة الروسية “كورسك”

كانت الغواصة “كورسك” درة الأسطول الروسي، وكان غرقها أسوأ كارثة بحرية في تاريخها، لأنها لم يكن قد مضى على دخولها الخدمة إلا سنوات قليلة.

في صبيحة 12 آب عام 2000 كانت “كورسك” على موعد مع نهايتها، وظل الغموض يلف اختفائها في الأيام الثلاثة الأولى، إلى أن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن كارثة الغواصة، وطلب المساعدة الأجنبية بطريقة غير مباشرة، حين أعلن أن روسيا لن ترفض العون الأجنبي من أي كان.

فبعد أن كانت الغواصة تجري مناورات اعتيادية مع مجموعة من القطع البحرية، عندما التقطت أجهزة الرصد الأمريكية والنرويجية، صوت انفجار في الغواصة، حاولت بعده الغواصة الارتفاع إلى السطح، لكن انفجارًا آخر أقوى بعدة أضعاف الانفجار الأول، هوى بها إلى قاع البحر لتتحطم.

ولقي معظم أفراد الطاقم حتفهم، وبقي منهم 23 بحارًا من أصل 118 كانوا على متنها.

وبالرغم من تلقي رسائل استغاثة من بعض أفراد الطاقم، الذين استطاعوا الخروج من الغواصة بعد الانفجار إلا أن بعض القادة الروس نفوا ذلك، لتتوقف الرسائل معلنة بذلك موت من تبقى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة