لماذا منعت “تحرير الشام” إياد الطوباسي من الوصول إلى درعا؟

إياد الطوباسي (يسار الصورة) خلال محاكمته من قبل لجنة شرعية في درعا - 2015 (حسابات جهادية في تويتر)

camera iconإياد الطوباسي (يسار الصورة) خلال محاكمته من قبل لجنة شرعية في درعا - 2015 (حسابات جهادية في تويتر)

tag icon ع ع ع

كان الأردني إياد الطوباسي (أبو جليبيب)، أبرز المعتقلين لدى “هيئة تحرير الشام”، خلال الحملة الأخيرة التي استهدفت فيها التيار المناصر لتنظيم “القاعدة” داخل “الهيئة”، بعد منعه ثلاث مرات من الوصول إلى درعا.

وبرزت عقب اعتقال الطوباسي تساؤلات حول الأسباب التي تدفعه إلى التوجه نحو درعا، والأخرى التي تدعو “تحرير الشام” إلى منعه من الوصول إلى المحافظة، الذي كان أميرًا لـ “جبهة النصرة” فيها سابقًا.

وبررت “تحرير الشام” الاعتقالات التي طالت قياديين بارزين سابقين في “جبهة النصرة”، ومنهم الطوباسي والأردني سامي العريدي، بأنها حملة ضد “رؤوس الفتنة”.

قبل أيام قالت “الهيئة” إن “أبو جليبيب” اعتقل في النقطة الفاصلة بين المناطق “المحررة” ومناطق “الوحدات” الكردية، مشيرةً إلى أنه “كان يحاول التوجه إلى محافظة درعا”.

سجال بين الظواهري وعطون

زعيم تنظيم “القاعدة”، أيمن الظواهري، هاجم  “تحرير الشام”، قبل يومين، على خلفية الاعتقالات التي بدأتها ضد مناصري التنظيم، واعتبر أن إعلان فك ارتباط “جبهة النصرة” منفي وغير مقبول.

وأشار الظواهري في التسجيل إلى كيان جديد يجري إنشاؤه حاليًا، وقال “أعطينا الفرصة لأكثر من سنة لكننا رأينا التعدي على الحرمات يتصاعد”.

عبد الرحيم عطون، الرجل الثاني بعد “أبو محمد الجولاني” في “الهيئة”، علق الخميس 30 كانون الثاني على كلمة الظواهري، وقال “جلس الشيخ الجولاني معه (أبو جليبيب) وبيّن له خطأه فيما أقدم عليه، وبيّنا له حينها أننا سنمنعه من التوجه لدرعا لأن ذهابه يسبب مشكلة كبيرة وهذا أمر لا علاقة له بموضوع القاعدة، وكان منذ أن عزلنا أبا جليبيب من درعا يوم كنا قاعدة”.

وأضاف عطون “من حقنا اعتقال من يسعى جاهدًا بالليل والنهار لشق صفنا باسم القاعدة ويبث الشبه، ويطعن في الدين والمنهج، خاصة بعد أن تكررت منا الطلبات للكف عن ممارسة هذا النوع من الطعن”.

وشغل “أبو جليبيب” منصب أمير “النصرة” في درعا، منذ منتصف عام 2012 وحتى نهاية 2015، ووفق مصادر عنب بلدي، فإن تلك المرحلة كانت “الأهم لتشكيل ونفوذ وسطوة جبهة النصرة في الجنوب”، والتي انهارت بشكل سريع بعد خروج قادتها إلى إدلب بموجب صفقة إقليمية.

وتزامنت تلك المرحلة مع وصول “أبو ماريا القحطاني” إلى درعا، قادمًا من المنطقة الشرقية، وشهدت حينها عمليات اغتيال.

ثلاث محاولات باءت بالفشل

وفق حديث عطون، فإن “تحرير الشام” منعت الطوباسي قبل أشهر من الذهاب إلى درعا، موضحًا “عزم على الذهاب وأرسل أهله دون تنسيق وترتيب للأمر، وحين وصلت لحاجزنا القريب من الحدود مع مناطق النظام أعدناها وأطفالها دونما اعتقال ولا تحقيق”.

عقب الحادثة جلس الجولاني مع “أبو جليبيب”، وتحدث عن منعه من التوجه إلى درعا، وأشار الجولاني إلى أن الطوباسي “حاول الذهاب لدرعا مرة ثانية مع أهله، ولكن بعد توغله في مناطق النظام تركه المهرب ولولا لطف الله به لأمسكه النظام وأهله”.

المرة الثالثة كانت قبل أيام، لدى اعتقاله من قبل “الهيئة”، ولفت عطون إلى أنه “اعتقل وأبقينا أهله في السيارة لبضع ساعات ثم رددناهم لبيتهم”.

“تحرير الشام” قالت في بيان حملتها إن “فئات من الناس بنظرتهم القاصرة وتصورهم الضيق المحدود، كانوا من البداية ضد توجه تحرير الشام لتشكيل كيان سني”.

وأضافت “لم يكتفوا بمجرد ذلك بل أخدوا يسعون جاهدين لتقويض هذا البنيان وزعزعته، وبث الفتن والأراجيف فيه، تحت ذرائع شتى ووسائل مختلفة وصلت لدرجة الافتراء والبهتان”.

وقدمت “الهيئة” لائحة ادعاء ضد من أسمتهم “رؤوس الفتنة”، على أن يقدموا لمحكمة شرعية عادلة تظهر الحقيقة، مشيرةً إلى أن “الأمر حاليًا لدى القضاء ليقول كلمته الفصل”.

لماذا توجه الطوباسي إلى درعا؟

ووفق ما تحدثت مصادر مطلعة على الوضع في درعا، فإن للطوباسي “نفوذًا قويًا” في الجنوب وخاصة مع انتشار “الجهاديين” الأردنيين في المنطقة.

ويكمن تخوف “تحرير الشام” من أن يعود “أبو جليبيب” ويجتمع مع قادة “الهيئة” في درعا، وفق المصادر، التي أشارت إلى أنه “ربما يتحدث عن الفترة التي كان خلالها أميرًا وعن دور الظواهري والجولاني، وإقناعهم بترك الأخير لصالح زعيم تنظيم القاعدة الحالي”.

المصادر ذاتها قالت إن سطوة الجولاني “غير كبيرة” على أعضاء “الهيئة” في الجنوب، مشيرةً إلى أنه أرسل قبل أشهر قياديين إلى درعا لتحسين صورته، إلا أنه “لم ينجح”، الأمر الذي جلب تخوفًا من خسارته لقطاع الجنوب، وفق تعبيرها.

مصادر أخرى اعتبرت أن “أبو جليبيب” غير مرحب به في الجنوب، موضحةً “فصائل الجيش الحر والأردن لن تتركه على راحته لإحياء القاعدة من جديد، كما أنه لن يكون مرحبًا به لدى (جيش خالد)، المتهم بمبايعته تنظيم (الدولة الإسلامية)، ما يجعله في بيئة معادية، “إلا في حال كانت هناك تفاصيل خفية أو أوراق ضغط بحوزته توفر له الحماية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة