بالوثائقيات.. روسيا تعيد كتابة تاريخ الحرب في سوريا

جندي من قوات الأسد ينزع راية "داعش" في تدمر ifp news

camera iconجندي من قوات الأسد ينزع راية "داعش" في تدمر ifp news

tag icon ع ع ع

أعلن ميخائيل شفيدكوي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للتعاون الثقافي الدولي، عن بدء الانعكاس الفني للحرب في سوريا، وخاصة في المجال الوثائقي.

وأوضح شفيدكوي، في حديث أجراه لوكالة “نوفوستي”، اليوم الثلاثاء 5 كانو الأول، أن أثر الحرب في سوريا سيشغل حيزًا كبيرًا من اهتمام الفنانين والكتاب الروس.

ولم يحدد شفيدكوي تاريخ البدء بإنجاز الأعمال الفنية التي تروي قصة الحرب السورية، لكنه أكد وجود أعمال وثائقية، ستنجز قريبًا، تتناول المواقع الأثرية وما لحقها من دمار، مثل تدمر وحلب.

ولكنه أبدى تخوفه من المغامرة بصنع هذه الأفلام، بسبب ما يحويه المجتمع السوري من مشاكل خطيرة، على حد تعبيره.

وفي حديث إلى عنب بلدي، قال مدير مكتب رابطة الصحفيين السوريين في غازي عنتاب التركية، قتيبة الخطيب، معلقًا على هذه الخطوة الروسية، “سابقًا فعلت روسيا نفس الشيء في الشيشان بعد أن دمرتها عن بكرة أبيها”.

واعتبر الخطيب أن هذا الأسلوب الذي تتبعه روسيا هو “بروباجندا” معروفة، وغالبًا تسوق القوى العظمى لنفسها في الأفلام الوثائقية التي تنتجها، بحيث تظهر نفسها بمظهر المخلص لهذه البلاد، أمام العالم، وأمام شعوبها.

وأضاف “سواء الذي  دمر مدينة تدمر هم الروس  أم “داعش”، فما يهم روسيا أن تظهر نفسها أنها هي من أنقذت السوريين، بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبتها بحقهم.

وهذه أول مرة سيتم فيها إنتاج أفلام وثائقية تعكس آثار الدمار الناتج عن الحرب، من وجهة نظر روسية، فسبق أن أنتجت افلام وثائقية وروائية قدمت الحرب من وجهة نظر النظام السوري، مثل الفيلم الوثائقي “حلمهم المسروق” الذي انتجته قناة الميادين، المقربة من النظام.

في حين يشتكي صناع الأفلام الوثائقية السورية الذين يمثلون المعارضة، من ضعف التمويل لمشاريعهم، وخاصة أنهم يعيشون تحت القصف، لينقلوا الواقع دون انحياز إلى فئة معينة.

ورغم هذه المصاعب هناك أفلام وثائقية سورية أحرزت جوائز عالمية، كان أبرزها فيلم “الخوذ البيضاء”، الذي نال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير.

وحذر الصحفي السوري ومنفذ الأفلام الوثائقية، ياسر بدوي، من قيام روسيا بهذه التجربة وقال لعنب بلدي  “إذا كانت روسيا ستعيد إنتاج روايتها ورواية النظام القاتلة والمدمرة، عن حركة الشعب السوري، فتلك مأساة يجب مواجهتها”.

وأضاف بدوي أنه يجب على روسيا إذا قررت أن تكون أكثر موضوعية (وهي تقول شيء وتفعل غيره، على حد قوله)، فيجب عليها أن تتواصل مع قوى المعارضة، والناشطين على الأرض، لتكوين صورة أكثر مصداقية.

وأشار بدوي إلى موقف روسيا من استخدام النظام للسلاح الكيماوي ضد المدنيين، معتبرًا أنها إذا أرادت أن توثقها في أفلام فسيكون مصيرها الفشل.

وأكد أنه يجب التنبه من جميع الناشطين والمؤسسات من خطورة التعامل مع روسيا، مشيرًا إلى “لغم” اقتطاع التصريحات في الإنتاج الوثائقي الروسي، بشكل يخدم مصالحهم ومصالح النظام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة