سقراط.. فيلسوف الكرة البرازيلية ودكتورها الثائر

سقراط أسطورة الكرة البرازيلية (إنترنت)

camera iconسقراط أسطورة الكرة البرازيلية (إنترنت)

tag icon ع ع ع

كان سقراط قائد تشكيلة ضمت أفضل لاعبين عرفتهم البرازيل على الإطلاق، رغم أنهم لم يحرزوا كأس العالم ولا مرة.

لقبه محبوه بـ “فيلسوف” الكرة نسبة إلى سميّه الفيلسوف اليوناني، وحكيم الكرة لما يتحلى به من حكمة في اللعب، والدكتور لأنه يحمل دكتوراة في الطب، واشتهر بمعالجة الفقراء.

صادف، أمس الاثنين 4 كانون الأول، الذكرى السادسة لرحيل سقراط، فمن هو محبوب البرازيل؟

اسمه سقراطيس برزيلينو سامبايو دي أوليفيرا، ولد عام 1954 في مدينة بيلم بالبرازيل، تأثر بوالده الذي علمه الاعتماد على نفسه، كما ورث منه أفكاره الثورية.

اهتم سقراط بالتحصيل العلمي، فتابع دراسته للطب إلى أن حصل على الشهادة العليا، وبعدها تفرغ للعب كرة القدم التي كان يعشقها، لكن ولعه بها لم يشغله عن الطب.

ومثله مثل كل البرازيليين كان يراقص الكرة ويلاعبها، دون أن يلعب بها، واشتهر باستخدام كعبه في التمريرات، حتى قال عنه بيليه إن “سقراط يلعب بكعبه إلى الخلف، بطريقة تفوق كثيرًا من يلعبون للأمام وبمقدمة أقدامهم”.

الأسطورة الذي لم يحمل كأس العالم

كان سقراط لاعبًا غير عادي حتى في مظهره، فكان يطلق لحيته ويضع ربطة على رأسه، متخذًا مظهرًا مميزًا.

ورغم أنه قاد المنتخب البرازيلي في مسابقتين لكأس العالم عامي 1982 في إسبانيا، و1986 في المكسيك، إلا أنه لم يحقق حلمه بمداعبة الكأس، بعد أن خرج منتخب السامبا من الدور ربع النهائي في المسابقتين.

وكان منتخب السامبا يضم آنذاك أفضل لاعبين عرفتهم كرة القدم البرازيلية، مثل زيكو، فالكاو، وإيدير.

لكن إيطاليا أخرجتهم في مونديال إسبانيا، بهدف سجله أسطورة إيطاليا باولو روسي، وغادروا مونديال المكسيك بعد خسارتهم مع المنتخب الفرنسي، بضربات الجزاء الترجيحية، عندما أضاع نجوم المباراة من الفريقين ركلات الجزاء التي سددوها، وهم سقراط وسيزار من البرازيل، وميشيل بلاتيني من الفريق الفرنسي.

وبذلك حرم من إكمال مشواره، لكن شقيقه الأصغر، راي، عوضه بعد أن قاد المنتخب البرازيلي لإحراز كأس العالم في الولايات المتحدة عام 1994.

فضل اللعب محليًا

برغم العروض الخارجية التي انهالت على سقراط، إلا أنه كان يفضل البقاء في البرازيل، فبعد أن انضم إلى صفوف فيورينتينا الإيطالي، لم يلبث إلا أن عاد إلى ناديه، فلامنغجو، البرازيلي، لأنه لم يتحمل الضغوط المادية في الدوري الإيطالي، وتفضيلهم النتائج على حساب متعة اللعب.

وكان قد بدأ مشواره مع نادي كورينثياز، وحقق معه بطولة أمريكا الجنوبية، قبل الانتقال إلى إيطاليا.

وكان سقراط طويل القامة إذ تجاوز طوله 190 سنتمتر، وبفضل مركزه في خط الوسط كان هو ممن يتحكم بوتيرة لعب فريقه.

الشاب الثائر

عرف سقراط بين زملائه بآرائه الثورية، وخاصة ضد الحكم العسكري للبرازيل، ومن شدة حبه للديمقراطية، جعل ناديه، كورينثياز، أول نادي كرة قدم يطبق الديمقراطية بين صفوفه.

وعندما سئل عن تفضيله لعب كرة القدم علة ممارسة السياسة، أجاب “كرة القدم كانت بالنسبة لي فرصة للضغط على الحكم من موقع مؤثر، فالشعب البرازيلي شغوف بكرة القدم، وسأكون أكثر تأثيرًا لو كنت لاعبًا جيدًا”.

وكان أحد مساندي الرئيس لولا داسيلفا، والذي رشحه لمنصب وزاري لكنه رفض مفضلًا البقاء إلى جانب الناس.

سقراط رحل قبل ست سنوات ونعاه الرئيس البرازيلي، دا سيلفا، واصفًا إياه بصاحب إنجازات لا تنسى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة