بعد ثلاث سنوات.. فلول تنظيم “الدولة” تهدد إدلب

عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حمص الشرقي - شباط 2016 (انترنت )

camera iconعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حمص الشرقي - شباط 2016 (انترنت )

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

يعود تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى واجهة الأحداث في محافظة إدلب مجددًا، بعد ثلاث سنوات من انسحابه من المنطقة بشكل كامل، إثر سلسلة عمليات عسكرية بدأتها فصائل المعارضة و”جبهة النصرة” ضد التنظيم في عام 2014، كان آخرها من مدينتي الدانا وبنش.

وتعود التهديدات بمعارك بدأتها فلول تتبع للتنظيم ضد فصائل المعارضة وخاصة “هيئة تحرير الشام” في ريف حماة الشرقي، في محاولة لدخول الحدود الإدارية لإدلب.

ويتكتم التنظيم على مجريات المعارك في المنطقة، ولم يتحدث عن سير العمليات العسكرية، على خلاف المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والتي تتكرر إعلاناته بشكل يومي عن تطوراتها الميدانية عبر وكالته الرسمية “أعماق”.

العمليات العسكرية لتنظيم “الدولة” تتزامن مع محاولات اقتحام لقوات الأسد والميليشيات المساندة لها شرقي حماة أيضًا للوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري “الاستراتيجي” الذي يمثل حاليًا نقطة سباق روسي- تركي.

جغرافيا الأرض تساعد التنظيم

منذ منتصف تشرين الثاني الماضي، لم تهدأ محاولات التنظيم في التقدم تجاه إدلب، مستغلًا انشغال فصائل المعارضة بصد محاولات قوات الأسد المدعومة بالطيران الحربي الروسي الذي يقدم تغطية مشتركة على الجبهتين ضد فصائل المعارضة.

واستطاع التنظيم حتى الآن السيطرة على عشرات القرى، أهمها عنيق باجرة، طوطح، حجيلة، أبوحريج، عبيان، وأبومرو، إضافةً إلى أبوخنادق، السميرية، الجديدة، الوسيطة، المضابع، أبو كسور، الشلو، سروج، طليحان، معصران، الزجافي، طوال دباغين، وجناة الصوارنة، وبعض القرى المتقدمة نحو حدود إدلب.

وقالت مصادر إعلامية من المنطقة لعنب بلدي إن فلول التنظيم تزحف بشكل كبير في الريف الشرقي لحماة، ووصلت إلى أطراف قرى حوايس، ابن هديب، قلعة الحوايس، حوايس أم الجرن وجبل الحوايس والتي تلامس حدود إدلب الإدارية.

تساؤلات عدة طرحت عن الأسباب التي تتيح للتنظيم التقدم، رغم الترسانة العسكرية الكبيرة لفصائل المعارضة في المنطقة، وخاصةً “تحرير الشام” التي تمتلك ثقلًا عسكريًا بارزًا.

مدير العلاقات الإعلامية في “الهيئة”، عماد الدين مجاهد، قال في حديث إلى عنب بلدي إن “المعارك في البادية شرسة، فجغرافية الأرض تسمح بتقدم القوات العسكرية لنا ولهم بشكل سريع”.

ووفق مجاهد، فإن العمل العسكري في المنطقة يتمثل بقطع مسافات طويلة في البادية دون دخول القرى، عن طريق الالتفاف حول مجموعة منها، معتبرًا أنها “الاستراتيجية التي يعتمدها المجاهدون هناك وكذلك تنظيم الدولة”.

ويكمن هدف النظام والتنظيم، من وجهة نظر مجاهد، في “التمدد في البادية والمناورة للوصول إلى مناطق عسكرية، يستطيعون من خلالها تثبيت القوات كالجبال والهضاب”.

وأكد مجاهد أن معارك كر وفر تجري في المنطقة لدى سؤاله عن القرى التي يسيطر عليها التنظيم، مشيرًا إلى أن “المعارك مستمرة، والتنظيم يستشرس بالقتال لأنه لم يعد خلفه مكان ينسحب إليه وليس لديه ما يخسره، في ظل أعداد القتلى الكبيرة ضمن صفوفه”.

خلايا من الداخل تدخل المواجهات

في سياق الحديث عن تهديدات تنظيم “الدولة الإسلامية” لمحافظة إدلب، برزت إلى الواجهة خلايا تتبع له داخل المحافظة أعلنت “تحرير الشام” التصدي لها، بعد نيتها مساندة العمل العسكري للتنظيم من خارج الحدود الإدارية.

وفي تقرير نشرته وكالة “إباء” التابعة لـ “الهيئة”، مطلع كانون الأول الجاري، قالت إن “تحرير الشام” تصدت لخلايا أمنية تابعة لـ”جماعة الدولة” في الشمال المحرر وأوقعتهم في كمائن محكمة.

ونقلت عن القيادي العسكري، “أسامة الشامي”، قوله إن “مجموعة من الخوارج حاولت التسلل إلى نقاط المجاهدين في منطقة الحوايس أم الجرن بريف حماة الشرقي لمؤازرة الخوارج المحاصرين، وبعد رصدهم دارت اشتباكات بين الطرفين انتهت بدحرهم واضطرارهم للفرار”.

وأوضح الشامي أن “المجاهدين وضعوا كمائن محكمة لفلول عصابات البغدادي أدت لقتل ما يقارب 15 عنصرًا وأسر آخر في منطقة سنجار جنوب إدلب، إضافةً لاغتنام سيارتين بيك آب”، بحسب قوله.

وتحدث الأسير محمد رضوان قشاش، الذي ألقت “تحرير الشام” القبض عليه أثناء العملية، أن “المجموعة جمعت في معسكر لمدة أسبوع بإحدى قرى ريف إدلب بهدف الذهاب إلى أراضي الدولة لمؤازرتها في ريف حماة الشرقي، وأثناء نقلنا باتجاه أراضي الدولة اشتبكت مع مقاتلي الهيئة في قرية حوايس أم الجرن”.

ومنذ أن تقدمت قوات الأسد على حساب التنظيم في عقيربات، انسحب الأخير إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بعد فتح طريق له من قبل قوات الأسد، التي تحاول بهذه الطريقة بحسب متابعين تسهيل دخول التنظيم إلى إدلب لـ “شرعنة” القصف الجوي والتقدم على حساب المعارضة، بعيدًا عن اتفاق “تخفيف التوتر” الذي انضمت إليه المحافظة في تشرين الأول الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة