بعد توقفه لأربعين عامًا

حمام “الصغير” الأثري يعود للعمل في أريحا جنوب إدلب

camera iconداخل حمام أثري قديم أعيد تفعيله في المدينة جنوبي إدلب - كانون الأول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – طارق أبو زياد

يتكئ الحاج لطفي القربي (60 عامًا) من مدينة أريحا، داخل حمام أثري قديم أعيد تفعيله في المدينة جنوبي إدلب، ويرى أن الحمام “ليس للاستحمام فقط بل مكان لاجتماع الأصحاب واستذكار أيام الشباب”.

بدأ حمام “الصغير” الأثري في أريحا بتقديم خدماته للأهالي، مطلع كانون الأول الجاري، بعد إعادة ترميمه مع المحافظة على رمزيته القديمة، بطريقة تسخين المياه على حرارة الفحم الحجري، وبطابعه الشعبي والتراثي ولباس العاملين فيه.

يطلق أهالي أريحا على الحمام اسم “الصغير” أو “الجمعة”، وهو أحد ثلاثة حمامات قديمة في المدينة إلى جانب “الوسطاني” و”الفوقاني”، المغلقين حتى اليوم، بعد أن كانا يعجان بالناس قديمًا.

عودة بعد 40 عامًا

يعتبر الأهالي أن افتتاح الحمام أمر جيد في إدلب، التي استقرت الحياة في معظم مناطقها بشكل أفضل، خلال الأشهر القليلة الماضية.

ويقول محمد خير عوض، أحد أفراد العائلة المالكة للحمام ويعمل فيه اليوم، في حديثه لعنب بلدي، إن الهدف الرئيسي من افتتاحه يكمن في إعادة إحياء التراث الشعبي في المدينة.

يعود عمر الحمام إلى 400 سنة حين بني في عهد العثمانيين، وفق محمد، الذي يوضح أنه كان مغلقًا منذ قرابة 40 عامًا، “بسبب توقف عمله وغياب الإقبال على خدمة الاستحمام التي يوفرها، بعد أن غدا الحمام جزءًا من منزل كل شخص”.

تعرض “الصغير” للقصف الجوي في وقت سابق، ما خلف دمارًا تراكم بسبب إهماله، وفق تعبير الشاب، الذي يشير إلى أنه “كان معطّلًا قبل الثورة فالنظام لم يكن مهتمًا بمثل تلك الأمور”.

خدمات يوفرها الحمام

يوفر الحمام خدمات متنوعة ضمن حجراته الضيقة، إلى جانب مسبح مياه ساخنة “تنظف باستمرار”، وخدمات البوفيه بعد الاستحمام.

على رأس العاملين في الحمام، يتنقل “أبو دياب” لتوزيع المناشف على الزبائن، ولدى الانتهاء من الاستحمام في “الجواني”، ينتقل إلى “البراني” حيث الساحة و”البحرة” التي يسترخي فيها الزبون، ويمكنه طلب الطعام من أحد المطاعم القريبة، في ظل طقوس شعبية، وفق محمد.

ألف ليرة عن الشخص والإقبال “جيد”

الإقبال على الحمام “جيد”، وفق إدارته، رغم أنه مايزال في بدايته، ويقول محمد إن تكلفة الشخص الواحد للاستفادة من خدماته تبلغ ألف ليرة سورية، ولا تشمل المشروبات والطعام داخله.

ويمكن حجز الحمام كاملًا لمجموعة من الأصدقاء أو لغرض معين، وتتراوح التسعيرة حسب الخدمات المقدمة، بين عشرة و20 ألف ليرة سورية لليلة الواحدة، عدا الخميس والجمعة، المخصصين للزبائن العاديين.

ليس فقط تراثًا

يرى عدنان سيف، من أهالي أريحا، أن افتتاح الحمام لا ينظر له من ناحية تراثية فقط، فالحرب السورية أفقدت المنطقة مرافقها الخدمية والكثير من المنازل، كما أن كثيرين لا يملكون سخانات للمياه في حماماتهم.

“حمام فيه يعادل عشرة خارجه”، وفق سيف، الذي يعتبر أنه رغم دفع الشخص أموالًا مقابل الاستحمام، إلا أنه يحصل على استرخاء ونظافة لا يجدهما في حمام منزله.
وتعمل حاليًا بعض الحمامات في محافظة إدلب، منها القديم إلى جانب أخرى افتتحت حديثًا.

وتتوزع في كل من سرمدا ومعرة مصرين، وبعض المدن والقرى، بينما يقدر أهالي المحافظة أعدادها بخمسة حمامات، “تقدم خدمات باعتبارها مكانًا للترفيه”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة