تبادل الاتهامات حول إفشال المفاوضات

“سوتشي” يتصدر بعد انتهاء أطول نسخ “جنيف”

camera iconالمبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا ورئيس وفد المعارضة، نصر الحريري في جنيف - 1 كانون الأول 2017 (روتيرز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

انتهت النسخة الثامنة والأطول من مفاوضات جنيف، بتصريحات تقر للمرة الأولى  منذ أكثر من أربع سنوات بفشلها، وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف المعنية بالمسؤولية عن تغييب فرص نجاح الجولة، في وقت تصدر مؤتمر سوتشي، الذي تروج له روسيا، المشهد رغم غياب التفاصيل التي تحدد برنامجه وتوقيته.

على العلن، اعترف دي ميستورا بفشل المفاوضات، محملًا وفد النظام السوري المسؤولية عن الأمر، والذي رفض إجراء مفاوضات مباشرة مع المعارضة، قبل سحب بيان “الرياض2″، والذي أكد على ضرورة الانتقال السياسي وتغييب دور الأسد في المرحلة الانتقالية المقبلة.

ووفق مصادر إعلامية من جنيف، عقد المبعوث الأممي مع انتهاء النسخة الثامنة، سبع لقاءات مع وفد النظام، مقابل 11 اجتماعًا مع المعارضة، التي شكّلت وفد “الهيئة العليا” من كافة أطيافها في الرياض، تشرين الثاني الماضي.

على مرحلتين، امتدت مفاوضات جنيف بين 28 تشرين الثاني الماضي، وحتى 14 كانون الأول، ولم يستطع المعنيون الوصول إلى حل خلالها، ما دفع دي ميستورا إلى الإقرار بـ “غياب أي مفاوضات حقيقية”، خلال لقائه سفراء ومبعوثي الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن بجنيف.

“جنيف” عرّت حجج النظام

عنب بلدي تحدثت إلى فراس الخالدي، عضو وفد “الهيئة العليا” للمفاوضات، وقال إن الجولة الثامنة عرّت حجج النظام والمحور الداعم له، الذين تذرعوا بحجج “غير موجودة”، أبرزها غياب توحد المعارضة ما أظهر أنها ليست “العامل الحقيقي لانخراط النظام بالعملية السياسية”.

ووفق الخالدي، فإن الأطراف المعنية “تقف أمام مفترق طريق واضح، يظهر من يصر على الحل العسكري، في إشارة إلى النظام، ومن يدعو إلى الحل السياسي”، مؤكدًا أن “التباين أصبح واضحًا بين الإرادة الوطنية لوفد المعارضة، وبين الإرادة الإيرانية التي ينتمي إليها وفد النظام”.

وزارة خارجية النظام السوري أدانت اتهامات الأمم المتحدة وفرنسا للنظام بالمسؤولية عن إفشال المفاوضات، ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، الجمعة 15 كانون الأول، عن مصدر مسؤول في الخارجية قوله إن وفد النظام  تعامل “بكل إيجابية” مع كل الجهود الرامية للخروج من الأزمة في سوريا، متهمًا وفد المعارضة بإفشالها.

بينما علق ممثل فرنسا في الأمم المتحدة، جيرار أرو، عبر حسابه في “تويتر”، باعتبار أن “نظام الأسد لم يدخل أي مفاوضات منذ بداية الحرب الأهلية، هم لا يريدون تسوية سياسية بل يريدون القضاء على أعدائهم”.

تحذيرات عقب انتهاء “جنيف8”

عقب انتهاء المفاوضات، حذرت أمريكا من اضطرابات لا نهاية لها تقبل عليها سوريا، مطالبةً الدول الداعمة للنظام بالضغط عليه، من أجل المشاركة بـ “جدية” في المفاوضات، بينما حمّلت روسيا المسؤولية للمعارضة.

ونقلت وكالات عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، السبت 16 كانون الأول، قولها إن أمريكا تريد من داعمي النظام “استخدام نفوذهم لحثه على المشاركة بالكامل في مفاوضات جادة مع المعارضة في جنيف”.

وفي الأيام الأخيرة للمفاوضات، نسبت تصريحات إلى دي ميستورا، تحدث عن توقف الدعم الدولي للمعارضة، إلا أن وكالات نقلت عن دبلوماسيين أوروبيين حضروا جنيف، قولهم إن “أصدقاء سوريا” مازالوا يدعمون المعارضة، وعلى رأسهم ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا.

ووفق ما نقلت وكالة “رويترز”، عن المبعوث البريطاني الخاص إلى سوريا، فإن مفاوضات جنيف “وحدها الشرعية والتي يمكن أن تجلب لسوريا الانتقال السياسي الذي تحتاجه اليوم”.

المعارضة تنتظر توضيحات حول “سوتشي”

فشل الجولة الأخيرة من “جنيف” فتح الباب أمام عقد مؤتمر “سوتشي”، الذي أجلته روسيا إلى شباط المقبل، وتزامن ذلك مع بحثها عن شرعنته تحت مظلة دولية.

وأكد مسؤول في المعارضة السورية أن الدول الداعمة لها سلّمت لرؤية مؤتمر “الحوار الوطني” في “سوتشي”، والذي تروج له روسيا كنقطة أساسية في الحل السياسي متجاهلة المفاوضات السابقة.

وقال المسؤول “الكبير”، بحسب توصيف وكالة “رويترز”، السبت 16 كانون الأول، إن الولايات المتحدة ودولًا أخرى دعمت المعارضة مثل السعودية وقطر والأردن وتركيا سلمت لرؤية روسيا، وبالتالي فإن المحادثات الأساسية ستكون في سوتشي وليس جنيف.

وأضاف “القاعدة هكذا فُهمت، وعن طريق الحديث مع الأمريكيين والفرنسيين والسعوديين ومع الدول كلها اتضح أن الخطة هكذا (…) لا توجد أي دولة تعارض الحل لأن العالم بأسره سئم من تلك الأزمة”.

تصريح المسؤول جاء عقب وضع وفد المعارضة السورية إلى جنيف، شروطًا للتعامل بإيجابية مع مؤتمر سوتشي، إذ ربط مستشار “الهيئة العليا”، الدكتور يحيى العريضي، في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط”، الجمعة، حضور المؤتمر بتوضيح وتحديد تاريخه وهدفه والأطراف التي ستشارك فيه.

وجاء الحديث في الأيام الماضية عن إمكانية ترؤّس فاروق الشرع للمؤتمر، وتحدثت وكالات عن أن موسكو تدرس الأمر بناء على اقتراح قدمه معارضون سوريون.

العريضي أضاف للصحيفة أن المعارضة “تؤيد لا شك أي فعل خارج جنيف يحقق الأهداف الأساسية للمعارضة وأبرزها تطبيق القرارات الدولية”، مشددًا “سيكون هناك تمسك أكثر بجنيف، لمواجهة غطرسة النظام وتحديه للشرعية الدولية وللأمم المتحدة”.

كما لفت إلى أنه “بناء على ما سبق، فإذا كان سوتشي سيسهم بإطلاق عملية الانتقال السياسي وعودة اللاجئين وإطلاق المعتقلين، فلم لا نشارك فيه؟“.

وحول حضور “سوتشي”، قال الخالدي لعنب بلدي إنه “لا يمكن لأحد سحب ملف المفاوضات من جنيف”، مؤكدًا “كلامنا ورأينا واضحان، في أن المفاوضات تجري تحت مظلة أممية”.

ولفت الخالدي إلى أنه “في حال كان ما يذاع عن سوتشي لتمييع القضية فهذا مرفوض”، مردفًا “في حال استطاع الروس تقديم ضمانات أن المؤتمر لتنفيذ الانتقال السياسي والقرار 2254 تحت الرعاية الأممية وليس لتمييع القضية سيكون لنا تعامل إيجابي”.

واشترط عضو وفد المعارضة “أن يكون هناك دعوات واضحة وجدول بيّن للمؤتمر”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة