رجل في الأخبار..

إيمانويل ماكرون ينسحب “تكتيكيًا” من وعوده

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (انترنت)

camera iconالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (انترنت)

tag icon ع ع ع

خلافًا لتوقعات العالم عنه، لا سيما الفرنسيين الذين صوتوا لصالحه، شكل وصول إيمانويل ماكرون للسطة، كأصغر رئيس لفرنسا عن عمر 39 عامًا، خيبة أمل للكثير من المراقبين.

فخلال حملته الانتخابية أطلق ماكرون خطابًا منفتحًا وإنسانيًا بوجه منافسته المتطرفة، مارين لوبان، مرشحة حزب الجبهة الوطنية، جعلت العالم بأسره يحبس أنفاسه كونه شكل بادرة تغير كبير في الفكر الأوروبي.

وأحد أبرز التصريحات التي أدت إلى لمعان نجم ماكرون على الصعيد العربي، هو حديثه حول ضرورة “الاعتذار” عن ماضي فرنسا الاستعماري، وضرورة عدم وضع مسلمي فرنسا في مواجهة مع الجمهورية.

لكن ما إن وصل ماكورن إلى قصر الإليزيه، حتى انسحب “تكتيكيًا” من تعهداته، وبعد زيارته لعدة دول في إفريقيا، أبرزها الجزائر، اكتفى ماكرون بالاعتراف بالجرائم المرتكبة فترة الاستعمار، وليس الاعتذار.

وهذا ما دعا العديد من المتابعين للحديث حول استغلاله لمشاعر المسلمين والعرب في فرنسا، للحصول على أصواتهم خلال الانتخابات، بينما تراجع عن تعهداته فور وصوله إلى السلطة.

وفي حدثين متتالين في الجزائر وبوركينا فاسو، تحدث ماكرون بفجاجة عن طلبات من الشباب للحصول على تأشيرة، أو المساعدة في وضع الكهرباء بالبلاد، لكنه تجاهل المطالبين له بمغادرة بلادهم.

ومع أن ماكرون تحدث بكلام منطقي بالنسبة للمشاهدين للحدث نفسه، كون فرنسا لم تعد دولة استعمارية حتى يطالبها أحد بتوفير خدمات، تحدث فرنسيون عن كون حكومتهم ماتزال تعتمد على هذه الدول كقوة بشرية لدعم صناعتها، بينما تتنصل من التعاون معها لتطوير القطاعات الأساسية.

وفيما يتعلق بسوريا كانت فرنسا خلال السنوات السابقة محافظة على موقف متوازن من أحداث البلاد، إذ اعتبرت بشار الأسد المسؤول الرئيسي عما يجري، ودعت إلى رحيله عن السلطة بالتزامن مع محاربة التنظيمات المتطرفة التي تسبب بوجودها.

لكن ما إن وصل ماكرون إلى الحكم حتى بدأ يغير هذه السياسة، إذ تحدث عن عدم وجود بديل “شرعي” عن بشار الأسد، ما أثار سخرية السوريين، مذكرين إياه بالعملية الديمقراطية التي وصل من خلالها إلى سدة الحكم، وهي الانتخابات، في إشارة لحق السوريين في خوض التجربة لصناعة بديل شرعي.

وفي 17 كانون الأول 2017، قال ماكرون إن بشار الأسد عدو الشعب السوري، موضحًا أن عدوه (عدو فرنسا) هو تنظيم “الدولة الإسلامية”، في إشارة إلى أنه لن يحاربه.

وشغل ماكرون سابقًا منصب وزير الاقتصاد في حكومة مانويل فالس، خلال فترة حكم الرئيس، فرنسوا هولاند، وكان قد تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة عام 2004.

وبدأ مسيرته السياسية بين عام 2006 و2009 مع الحزب الاشتراكي، وفي عام 2012 عين نائبًا للأمين العام لرئاسة الجمهورية، وفي عام 2016 أسس حزب “إلى الأمم” الوسطي، ووصل إلى رئاسة الجمهورية في أيار الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة