بعد تضحيتها بأبنائها، قوات الأسد تعتقل “الخنساء”

no image
tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 134 – الأحد 14/9/2014

أماني رياض – عنب بلدي

خرجت من بيت النزوح في وادي بردى مع ابنتها الكبرى وزوجة ابنها وأطفالهم الستة، بداية شهر آب المنصرم، قاصدين بيت الابن الوحيد الذي بقي لديها، بعد أن قدمت أم أحمد بقية أبنائها في “سبيل الحرية والدين والوطن بين معتقل وشهيد وملاحق”.

ولكن خطوات رجال الأمن كانت أسرع بالوصول إليهم، لتعتقلهم جميعًا وترمي بهم في السجون؛ وبعد عدة أيام أفرج عن الأطفال وزوجة الابن، لكن أم أحمد وابنتها بقيتا رهينة الاعتقال إلى الآن، دون سببٍ أو تهمةٍ واضحةٍ.

أم أحمد “خنساء” وهبت أبناءها للثورة السورية لتفقدهم واحدًا تلو الآخر، فأصغرهم معتقل منذ 3 سنوات، والكبير اعتقل منذ قرابة السنتين، أما الثالث فقد مر على اعتقاله أيضًا سنتان وبضعة أشهر.

وكانت أم أحمد التي يصفها أقاربها بـ “صدق الابتسامة ونقائها والرضى بقضاء الله”، ودّعت أقرب أبنائها إليها شهيدًا على جبهات مدينة داريا في تموز 2013، ثم ودّعت بعد رحيله بشهر زوجها بعد معاناة طويلة من المرض، لكنها لم تتوانَ برهةً عن التعبير برضاها عن الحال الذي وصلت إليه “الحمد لله، يارب يكون لقاءهم بالجنة توفى زوجي وما بيعرف أنه ابنه استشهد”.

لطالما حاولت أم أحمد أن تعرف مصير أبنائها المعتقلين مظهرةً مدى شوقها لهم، ومتساءلةً “ماذا يأكلون كيف تمر عليهم أيام وسنوات اعتقالهم، ماذا عملت بهم ظلمات السجون، على أي حال سيكونون عندما أراهم؟” بحسب ابنتها، التي أضافت “كانت تتمنى أن تكون مكانهم تحمل عنهم همومهم وعذاباتهم… أمنياتها بسيطة في نظرها كأم ولكنها من المستحيلات في حكم الأسد”.

وبعد انتظار طويل ليوم الإفراج عن أبنائها، تقبع أم أحمد اليوم كما أبناءها الثلاثة وزوج ابنتها في سجون النظام، تعيش ما يعيشونه من “ظلم وقهر” كما تقول زوجة ابنها.

أم محمد وابنتها اثنتان فقط من بين 847 معتقلة في سجون الأسد موثقين بالاسم، حسب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، بينما “لا يدري أحد بغياب كثيرين واعتقالهن حيث تعددت أسباب التكتم عن اعتقال النساء” كما يقول عبد الرحمن العامل لدى مركز التوثيق، إذ تعود أسباب التكتم “إما خوفًا من المجتمع أو الفضيحة أو من معاملة أسوأ متوقع من قبل قوات الأسد”.

ويبقى السوريون المعارضون لنظام الأسد نساءً كانوا أم رجالًا ضمن دائرة الترهيب والخوف من الوقوع في يد قواته، وتبقى آمال من بقي من المعتقلين المغيبين معلقة بأبواب زنازينهم علّها تفتح قريبًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة