فيلم The Imitation Game.. محاكاة رقمية لعقل البشر

tag icon ع ع ع

بينما كان العالم مشغولًا بآخر تطورات المعارك بين النازيين والحلفاء الأوربيين، خلال الحرب العالمية الثانية، كان عالم رياضيات بريطاني يسعى لهزيمة ألمانيا بالكلمات المتقاطعة.

يروي فيلم “The Imitation Game” قصة حياة آلان تورنج، الذي انضم لمشروع بريطاني سري يتعلق بفك شيفرة رسائل الجيش الألماني، وهو شاب لم يتجاوز 27 من عمره، ليغير بعدها مصير البشرية، ليس فقط بإنهائه الحرب، وإنما باختراعه “الكومبيوتر”.

كان النازيون يستخدمون آلة معقدة لتشفير رسائلهم تدعى “الاينيجما”، ويحتاج فريق من العباقرة قرابة 20 مليون سنة لحلها، بينما يغير الألمان إعداداتها كل 18 ساعة تقريبًا، ما يعني أن فك تشفيرها مستحيل تمامًا.

إلا أن تورنج قام باختراع آلة حملت اسم “كريستوفر”، وهو زميل دراسة قديم له، كان سببًا بدخوله إلى عالم التشفير، وهذه الآلة هي ما يمكن أن نسميه اليوم بالكومبيوتر أو الذكاء الاصطناعي.

لم يكن أحد من المحيطين بالعبقري البريطاني يفهم ما يفعله، وكانت مجرد فكرة وجود آلة قادرة على “التفكير” شيئًا مثيرًا للسخرية بالنسبة لهم، لكن تورنج أدرك منذ اللحظة الأولى أن حل الشيفرات بشريًا مستحيل، وأنه بحاجة لآلة تعمل كالعقل البشري لكنها تكون أسرع منه.

يُعتبر تورنج اليوم الأب الروحي لفكرة البرمجة، إذ إنه أول من قام بصناعة آلة يمكن استخدامها في أكثر من غرض، لمجرد تغيير برمجيتها.

لا يدخل الفيلم الذي أخرجه مورتن تيلدوم، وأخذ دور بطولته بينيديكت كامبرباتش، بتفاصيل علمية منفرة بالنسبة للمشاهد العادي، بل يقوم بسرد الحكاية بطريقة شيقة متلاعبًا بالزمن، وبحوار رشيق وذكي وسريع.

الفيلم يحكي قصة بداية وصولنا إلى ما نحن عليه اليوم، من تطور وتكنولوجيا، بفضل إنسان عبقري عاش حياته مظلومًا، وأسهم بإنقاذ حياة ملايين البشر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة