قوافل التهجير تتوجه جنوبًا لأول مرة

“تحرير الشام” في درعا تستعيد مقاتليها

camera iconعناصر من فصائل المعارضة أثناء قيامهم بعملية أمنية في مدينة درعا جنوب سوريا - (وكالة نبأ)

tag icon ع ع ع

 عنب بلدي – درعا

اختلف تهجير الأهالي والمقاتلين من منطقة بيت جن عن المناطق السورية الأخرى، فالوجهة حددت إلى الجنوب لأول مرة، ما طرح تساؤلات عن الأسباب التي وضعت الجنوب السوري وجهة لعمليات التهجير، إلى جانب الشمال الذي استقبل الآلاف من المدنيين والمقاتلين في السنوات الماضية.

وأخذ التساقط المتتالي للمدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق الغربي منحىً متسارعًا بعد اتفاقية إخلاء مدينة داريا، ووصلت قوات الأسد إلى آخر معاقل المعارضة في ريف دمشق الغربي وهي منطقة الحرمون، والمعروفة إعلاميًا باسم منطقة بيت جن.

ووصلت الدفعة الأولى من المقاتلين الخارجين من المنطقة، إلى كل من إدلب ودرعا، في 30 كانون الأول الماضي، وبلغ عدد المقاتلين الواصلين إلى ريف درعا الشرقي حوالي 150 مقاتلًا برفقة 50 مدنيًا، نقلوا بخمس حافلات.

بينما لم يحدد عدد المقاتلين الذين وصلوا إلى الشمال السوري، وسط الحديث عن أنهم قرابة 120 مقاتلًا فقط، في حين مايزال أهالي بيت جن جميعهم داخل البلدة.

خصوصية مختلفة

تميزت منطقة بيت جن بخصوصية لمناطق الجنوب السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، إذ تبعد بضعة كيلومترات عن أكبر معاقلها في محافظتي درعا والقنيطرة، ما جعل واقع حصارها قابلًا للكسر، وبالتالي تغيير معادلة المعركة من خلال إقحام فصائل درعا والقنيطرة بها.

وفي مطلع تشرين الثاني الماضي أطلقت فصائل المعارضة تتقدمهم “هيئة تحرير الشام” معركة تحت مسمى “كسر القيود عن الحرمون”، أرادت من خلالها الوصول إلى بيت جن عبر بلدة حضر الموالية في ريف القنيطرة، وهو ما تحقق لها لساعات، قبل أن تعيد قوات الأسد بمساندة الفصائل الدرزية إطباق الحصار على المنطقة من جديد.

ورغم قلة الساعات التي كسر فيها الحصار، إلا أنها أثرت في واقع المعركة وأتاحت للمعارضة إحداث نوع من التغيير، بعد أن تمكنت من إدخال العشرات من مقاتليها من أبناء محافظة درعا للمؤازرة، بحسب ما تحدث مصدر عسكري لعنب بلدي.

وقال المصدر إن “المعركة كانت تعني لهيئة تحرير الشام جنوبي سوريا الكثير”، موضحًا “منذ سنوات كانت جبهة النصرة ترسل أعدادًا من كوادرها ذوي الخبرة والكفاءة إلى ريف دمشق الغربي للأهمية الكبيرة للمنطقة، وتمكنت من تأسيس وجود قوي في خان الشيح وبيت جن، وهو ما دفعها للحفاظ على هذا الوجود بشكل أكبر من غيرها”.

ومع وصول المعارك إلى بيت جن وجدت “تحرير الشام” نفسها مضطرة للزج بكل قوتها لمنع سقوط المنطقة بيد قوات الأسد، ودفعت بالعشرات من مقاتليها للمشاركة في معركة بلدة حضر.

وأضاف المصدر “مع أول فرصة كُسر فيها الحصار، ورغم وعورة الطريق وصعوبته، استطاع ما يزيد عن 130 مقاتلًا من أبناء محافظة درعا الدخول للمؤازرة وإكمال المعارك من الجهة المقابلة”.

لكن قوات الأسد سارعت بإعادة الحصار من جديد والذي عزاه المصدر لـ “اتفاقيات إقليمية لعبت دورها في منع تحرير بلدة حضر، ومنعت فصائل الجبهة الجنوبية من المساندة بشكل فاعل”، لتعود المعارك بعدها إلى نقطة الصفر، بإضافة 130 مقاتلًا جديدًا في المنطقة المحاصرة.

“تحرير الشام” تستعيد مقاتليها

بعد شهرين من هذه المعركة، وتحت ضغط قوات الأسد المتواصل، توصل النظام مع فصائل المعارضة إلى اتفاقية لإخضاع منطقة بيت جن، وقدمت قوات الأسد شروطها المعتادة بتسليم الأسلحة وتسوية أوضاع المقاتلين وإخلاء الرافضين نحو محافظة إدلب حصرًا، قبل أن تتمسك “تحرير الشام” بإعادة مقاتليها من أبناء محافظة درعا إليها من جديد.

وأوضح المصدر أن “تحرير الشام” أدخلت مجموعة من أفضل مقاتليها إلى بيت جن، وكانت حريصة على إعادتهم إلى درعا “لحاجتها الكبيرة لهم”، وهو ما تحقق فعلًا، في 30 كانون الأول الماضي، لتصل قافلة تضم قرابة 180 شخصًا من مقاتلي “الهيئة”، بالإضافة إلى عوائل عدد من المقاتلين إلى محافظة درعا، لتفرض “الهيئة” إجراءات أمنية مشددة على العائلات الواصلة وتمنع أي تغطية إعلامية معهم.

بحسب ما رصدت عنب بلدي، فإن 12 مقاتلًا من أبناء محافظة درعا قُتلوا أثناء مشاركتهم في معركة بيت جن، وذلك بعد أن وصلوها للمؤازرة وحوصروا فيها، بينهم أيمن الطعاني القيادي العسكري في “تحرير الشام”، بالإضافة لعدد مماثل تقريبًا من الجرحى.

ولا يبدو أن المعركة بين هؤلاء المقاتلين وقوات الأسد قد انتهت، في انتظار الوجهة القادمة لقوات الأسد بعد أن أغلقت ملف الغوطة الغربية بالكامل، وسط مؤشرات أن المواجهة المقبلة في مثلث الموت لن تكون بعيدة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة