قوات الأسد تراهن على عزل حرستا من خاصرة دوما

camera iconعناصر من قوات الأسد في معارك حي جوبر الدمشقي - كانون الأول 2017 (وسيم عيسى)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الغوطة الشرقية

تستمر المعارك الدائرة بين قوات الأسد وفصائل المعارضة السورية في محيط مدينة حرستا شرقي دمشق للأسبوع الرابع على التوالي، وسط محاولات للأسد لاستعادة المناطق والأبنية التي خسرها في محيط إدارة المركبات، بعدما فرضت عليها الفصائل العسكرية طوقًا كاملًا من أربع جهات.

عمليات عسكرية “غير مجدية” من قبل قوات الأسد لم تستطع فك الحصار بالكامل، واقتصر تقدمها على فتح ممر مشاة من جهة البساتين الفاصلة بين حرستا وعربين إلى جانب السيطرة على كراج الحجز، الأمر الذي دفعها إلى البدء باقتحام الخاصرة الشرقية المجاورة لمدينة دوما، كخطوة لعزل حرستا من ثلاث جهات.

وحتى الآن ورغم التمهيد الجوي على مدن وبلدات الغوطة والخطوط الأولى للاشتباكات في حرستا وعربين، إلا أن الخريطة العسكرية ماتزال لصالح المعارضة السورية، التي تجد في طبيعة المنطقة وتقسيمتها السكنية استنزافًا لقوات الأسد في حال التوغل فيها.

هل تنجح في التقدم من خاصرة دوما؟

مصادر إعلامية من حرستا قالت لعنب بلدي، الجمعة 12 كانون الثاني، إن قوات الأسد فتحت محورًا عسكريًا على البساتين الفاصلة بين حرستا ودوما، وسيطرت على عدة نقاط من مشفى الشرطة إلى مشفى البيروني.

وأضافت أن المحور العسكري يأتي مساندًا لعمليات منطقة عربين التي تحاول من خلالها فك الحصار عن إدارة المركبات، بعد فرض حصار كامل عليها من قبل فصائل المعارضة السورية.

وسائل إعلام النظام ذكرت أن قوات الأسد تقدمت من المحور الجديد، وسيطرت على عدة نقاط في البساتين بعمق 200 متر، وسط اشتباكات عنيفة وقصف جوي على مواقع المعارضة.

وتمتد بساتين حرستا من شرق وحتى شمال شرقي حرستا، وتعتبر خطًا دفاعيًا “استراتيجيًا” لفصائل المعارضة السورية.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية يتركز اقتحام قوات الأسد من المنطقة الخلفية لمشفيي البيروني والشرطة الواقعين على الأوتوستراد الدولي دمشق- حمص، وتسعى من هذه العملية إلى عزل مدينة حرستا بالكامل عن مدينة دوما، لتطوقها من ثلاث جهات الأولى من جهة الأوتوستراد، والثانية من جهة مدينة عربين الخاضعة لسيطرة فصيل “فيلق الرحمن”، والثالثة من جهة البساتين.

القيادي العسكري في “الجيش الحر”، “أبو أحمد زين”، اعتبر أن “الأمور تحت السيطرة بعد فشل محاولات النظام لاسترجاع ما تم تحريره في حرستا، وكسر الحصار عن عناصر الإدارة”.

وأوضح لعنب بلدي أن عمليات النظام تتركز منذ ثلاثة أيام من جهة تجمع المشافي (العسكري، البيروني، الأمن المركزي)، كخطوة للتخفيف عن محور المحافظة والإدارة وبغرض اقتحام حرستا من “الخاصرة الرخوة”.

وبحسب ما قالت مصادر عسكرية لعنب بلدي فإن قوات الأسد تراهن على خاصرة دوما لعزل حرستا، ومن الصعب التوغل في هذه المنطقة كونها مسيطرًا عليها ناريًا بالقنص من جهة مدينة دوما، عدا عن التحصينات وشبكة الأنفاق التي توجد في البساتين الواصلة بين حرستا ودوما.

حرستا خارج “المصالحات”

وبالتزامن مع العمليات العسكرية في محيط المدينة والتطورات العسكرية، قال وزير المصالحة الوطنية في حكومة النظام السوري، علي حيدر إن منطقة حرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق “أبعد ما تكون حاليًا عن إنجاز اتفاق تسوية ومصالحة”، جراء خرق فصائل المعارضة اتفاق “تخفيف التوتر” الذي يضم المنطقة.

وأضاف حيدر في تصريحات، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الرسمية، أن “التنظيمات المسلحة في حرستا، والتي كانت ضمن منطقة تخفيف التوتر قامت باعتداءات منتظمة ومتكررة على نقاط الجيش ومؤسسات الدولة، واستهدفت المدنيين في الأحياء والضواحي السكنية بدمشق ومحيطها بعشرات القذائف”، معتبرًا أن “الرد على الاعتداءات يكون بالعمل العسكري كما يجري حاليًا في حرستا، دون إغلاق باب المصالحة وإن كنا لا نعول عليها كثيرًا في هذه المرحلة”.

وبحسب مراسل عنب بلدي، استهدفت قوات الأسد مدينة حرستا في الأيام الماضية بعشرات الغارات الجوية، إضافةً إلى استهداف مدينة دوما بغاز تعتقد مصادر طبية أنه الكلور، ما أدى إلى إصابات بين المدنيين.

وتستهدف قوات الأسد مدن حرستا وعربين ومديرا بشكل يومي على خلفية المعارك الدائرة في حرستا، وشهدت حرستا حركة نزوح كبيرة بلغت نصف سكانها، البالغ عددهم 25 ألف نسمة، فيما يعيش الباقون في الملاجئ.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة