المجلس المحلي لمدينة كفرنبل … مشاريع إغاثية وخدمية للتعويض عن غياب الدولة

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 136 – الأحد 28/9/2014

مجلس كفرنبل - اجتماع المجلس المحليعنب بلدي

بعد مضي أكثر من سنتين على اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الأسد وما تبعها من أعمال عسكرية ومعارك شملت معظم المحافظات السورية، ظهرت جليًا ملامح أزمة إنسانية بدأت تعصف بالنسيج السوري، ما حدا ببعض الميسورين إلى تشكيل هيئات وجمعيات تساعد المتضررين على تجاوز ويلات الحرب وتقدم بعض الخدمات الأساسية للمحتاجين منهم، لكن سرعان ما تضخمت الاحتياجات لدرجة لم يعد يستطع فيها الأفراد أو المجموعات الصغيرة الاستمرار بتقديم الخدمات والمساعدة بمفردهم دون التعاون والتنسيق مع الآخرين، وعلى ذلك تأسست المجالس المحلية في سوريا كبديل عن الدولة المدنية الغائبة، سواء في المناطق التي بقيت تحت سيطرة النظام، أو تلك المحررة التي تدار من قبل أهالي المنطقة.

  • المجلس المحلي لمدينة كفرنبل

تأسس المجلس المحلي لمدينة كفرنبل في 20 نيسان 2013 عن طريق الانتخابات، فكان لكل عائلة في القرية ممثل داخل المجلس المحلي بشكل يتناسب مع حجمها، بحسب حمود الجنيد، أحد أعضاء المكتب الإعلامي في كفرنبل .

ويتألف المجلس المحلي من عدة مكاتب أساسية هي: مكتب الخدمات – مكتب الاحصاء – المكتب الإغاثي – المكتب الإعلامي – المكتب المالي – المكتب القانوني – مكتب التربية – المكتب الأمني – مكتب العلاقات الخارجية، وعلى الصعيد الطبي أسس المجلس الصيدلية المركزية التي تقدم الأدوية بشكل مجاني لجميع المواطنين سواء كانوا من كفرنبل أو من خارجها، بحسب عبد الرزاق الحمود، عضو مكتب العلاقات الخارجية للمجلس.

  • أعمال المجلس ونشاطاته

نفذ مجلس كفرنبل أكثر من مشروع خدمي للقرية خلال الفترة الماضية، فرمم الطرق الرئيسية وبشكل خاص الطرق المؤدية للمشافي، وأطلق مكتب الخدمات في المجلس حملة تحت عنوان “معًا لنجعلها أجمل” بهدف إعادة النظافة العامة للبلدة بعد أن توقف عمل البلدية عقب تحريرها من قوات النظام. وكانت الحملة على ثلاث مراحل وزع خلالها 300 حاوية بلاستيكية على جميع شوارع البلدة، إضافة لملابس عمال النظافة وأدواتهم، وقد لاقت الحملة نجاحًا كبيرًا بحسب أعضاء المجلس .

كما نشط المكتب الإغاثي في المجلس بتوزيع المساعدات بشكل مستمر على المحتاجين والفقراء والأرامل وأسر الشهداء والمنشقين في كفرنبل، ويعمل حاليًا على تأمين منازل وخيم للنازحين من ريف حماة الذي يشهد حملة عسكرية ضخمة، إذ يقوم المجلس بتوزيع الخبز والماء على الأسر التي اتخذت من أراضي كفرنبل الزراعية مأوى لها، بحسب الجنيد.

كما شارك المجلس المحلي لكفرنبل في حملة سوريا بالأخضر في 17 آذار 2014 وتولى توزيع المساعدات المقدمة من مواد غذائية ومولدات وآليات واستثمارها في المصلحة العامة وخدمة الأهالي. ومع انطلاقة العام الدراسي الجديد يعمل مكتب التربية على توزيع الكتب الدراسية للطلاب من الصف الأول وحتى الصف السادس، بحسب عبد الرزاق الحمود.

  • المجلس بعيون أهالي كفرنبل

“إرضاء الناس غاية لا تدرك” بهذا يبتدئ عضو المكتب الإعلامي حمود الجنيد حديثه لعنب بلدي، والذي يقول في رأيه الشخصي إن “هناك بعض المشاكل حول آلية اختيار الأشخاص للمجلس، ولكن نسعى كأهالي مدينة كفرنبل لحلها”، مضيفًا أن “المجلس يعمل كل ما بوسعه ولو توفر الدعم المطلوب لكان حال البلدة أفضل بكثير”، فيما يرى “أحمد” أحد أبناء كفرنبل أن المجلس يعمل على قدر استطاعته، وكان لأعماله أثرًا واضحًا في المدينة، ولكنه يؤكد على ضرورة إعادة النظر في طريقة انتخاب الأفراد للعمل في المجلس، قائلًا إنه “لا يجوز لعائلة جميع شبابها من الطبقة المثقفة أن تمثل بشخص، وعائلة كبيرة خالية من المتعلمين أن تمثل بشخصين” مشيرًا إلى أن “العقل البعثي ما زال موجودًا داخل المجلس”.

  • المشاكل التي تواجه مجلس كفرنبل

الحمود، عضو مكتب العلاقات الخارجية في المجلس المحلي تحدث لعنب بلدي عن العقبات التي تعيق عمل المجلس “في الحقيقة يوجد أكثر من سبب خارج عن إرادة أعضاء المجلس، كقلة ثقة المواطن في المجلس، لأن الأهالي ينظرون إلى كل من يعمل في الإغاثة على أنه مستفيد وسارق لحقوقهم، إضافة إلى غياب القيادة المركزية للمجالس المحلية على الأرض أو بالأحرى غياب النظام الموحد للمجالس”، ويضيف “أهم المشاكل التي تواجهنا هي المشكلة المالية، حيث لا يتوفر الدعم المستمر اللازم للمجلس وإنما الاعتماد الأكبر على المنظمات الإنسانية”.

الجدير بالذكر أن بعض المواطنين في إدلب قالوا لعنب بلدي في تغطيات سابقة إن وحدة تنسيق الدعم تتعامل بانتقائية مع قرى المحافظة، وتمنح كفرنبل حصصًا أكبر من غيرها في برامج الدعم الموجهة للمناطق المحررة، وقد أقر مصدر من داخل الوحدة لعنب بلدي بذلك، قائلًا إن أحد الأسباب يعود لكون كفرنبل قريبة من الحدود السورية-التركية، ولمكانتها الإعلامية في الثورة السورية.

  • أعدت هذه المادة بدعم من البرنامج الإقليمي السوري




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة