فيسك في عفرين: أغلب الضحايا مدنيون

camera iconأحذية ضحايا منزل منكوب في عفرين 2018 (إندبندنت)

tag icon ع ع ع

حذر الصحفي البريطاني روبرت فيسك من تردي الوضع الإنساني في عفرين بعد زيارة أجراها إلى المنطقة.

وفي مقاله الأسبوعي بصحيفة “إندبندنت” البريطانية أمس، الاثنين 29 كانون الثاني، وصف فيسك ما رآه فور وصوله إلى المنطقة مما قال إنها “آثار مأساوية” للقصف المدفعي الليلي من قبل القوات التركية.

وأضاف أنه شاهد منزلًا مدمرًا في قرية معبطلي كانت تسكنه عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص، لم ينجُ منها إلا فتاة واحدة في سن 19 عامًا.

وأشار فيسك إلى أن العائلة كانت من نازحي قرية تل قراح في ريف حلب ولم يكونوا من الكرد.

فيسك زار أيضًا مشفى عفرين وشاهد جرحى مدنيين بينهم أطفال ونساء ومسنون، على ما قاله، وهو ما يخالف الرواية التركية في تقاريرها الرسمية بقصفها “إرهابيين”.

وتتقدم قوات “الجيش الحر” بدعم تركي في منطقة عفرين، وسط مقاومة من “وحدات حماية الشعب” (الكردية).

وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، أعلن خلال مؤتمر صحفي اليوم من أنقرة، تحييد 649 مقاتلًا.

بينما بلغ عدد قتلى الجيش التركي خمسة جنود، وقتل 24 عنصرًا من فصائل “الجيش الحر”، وفق وزير الدفاع.

وفي جولة أجراها على عنابر المشفى مع الطبيب، استمع فيسك لشهادات الجرحى، لافتًا إلى أنه “من المقزز” مقارنة شهاداتهم مع التقارير التركية الرسمية بخصوص سير عملية “غصن الزيتون”، والتي تتحدث عن 70 طائرة حربية قصفت أكثر من مئة موقع عسكري لـ”الوحدات” يوم 21 الشهر الجاري، وهو اليوم الذي نقلت فيه إلى المشفى جثامين 34 مدنيًا.

واطلع فيسك على سجلات المشفى في الفترة بين 21 و26 كانون الثاني الجاري، وأظهرت السجلات أن المشفى تلقى أربعة قتلى ومصابين اثنين فقط من المقاتلين الكرد، وسبع ضحايا وتسعة جرحى آخرين من “الوحدات” في الأيام اللاحقة، بينما بلغ عدد المصابين المدنيين 49.

وتساءل فيسك، بينما كان يتجول بين المصابين، أين سمع مثل هذه التبريرات الرسمية من قبل.

وأردف “أولم تكن تلك الرواية نفسها التي كانت تسوقها إسرائيل في عدوانها على جنوب لبنان، أو كل ضربة جوية للناتو على يوغسلافيا، والاعتداءات الأمريكية على القوات العراقية والأفغانية بين عامي 1991 و2003 وكذلك في مدينة الموصل العراقية العام الماضي”.

واختتم فيسك مقاله بالقول إنه يشعر بالأسى لأن هؤلاء المدنيين لن يُذكروا إلا في سجلات المشفى، ولن تُقام لهم نصب تذكارية، كما هو الحال مع المقاتلين الكرد في المقبرة العسكرية على بعد أميال من عفرين، والذين قُتل معظمهم في معارك تنظيم “الدولة الإسلامية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة