“Shutter Island”.. إياك أن تعلق في هذه الجزيرة

tag icon ع ع ع

ما إن تصل سفينة المحقق الأمريكي “تيدي دانيالز”، الذي جسد دوره ليوناردو ديكابريو، ومساعده “شاك”، الذي أدى دوره مارك رونالدو، إلى جزيرة معزولة مخصصة للأمراض العقلية في فيلم “Shutter Island”، حتى يشعر المشاهد أنه في ورطة ما، ولا يريد للسفينة التي أقلت البطلين أن تغادر الميناء.

عمل المخرج الإيطالي الأمريكي مارتن سكورسيزي في هذا الفيلم على تجسيد رواية للكاتب الأميركي دنيس ليهان، وبالرغم من النقاش البيزنطي الذي يدور في كل مرة يجري فيها تحويل عمل روائي إلى فيلم، حول قيمة كل من العملين، تمكن سكورسيزي هذه المرة من التأكيد على خصوصية كل نمط بين الأدب والفن.

وبالرغم من أن المخرج ينتمي إلى السينما الهوليودية، إلا أنه اختار تنفيذ عمله بالاعتماد على تقنيات التصوير، ومقدرات الممثلين فقط، ليخلق عالمًا مربكًا مثل الذي حاصر فيه مشاهدي هذه الجزيرة “الملعونة”.

يصل المحققين إلى الجزيرة التي تضم أخطر مرضى عقليين في البلاد، للبحث عن امرأة فقدت في ظروف غامضة، بالرغم من كون الجزيرة معزولة ومحاطة بحراسة شديدة ودقيقة.

خلال أحداث الفيلم يستعرض المخرج، وكاتبة الحوار، ليتا كالوجريديس، أثر الحرب العالمية الثانية على المجتمع، إذ تجري القصة عام 1954، في فترة كان العالم بأسره ما يزال تحت تأثير صدمة التوحش البشري، واكتشاف حدود الإجرام التي تسببت بمقتل الملايين.

أما المحقق بطل الفيلم “دانيالز”، فقد وجد بالجزيرة التي صادف وجوده فيها حلول عاصفة عليها، فرصةً للتفكير بماضيه، وتحديدًا حين كان جنديًا محاربًا ضد النازيين، إذ شارك بإعدام 500 عسكري منهم بعد استسلامهم، معتبرًا أن ما قام به لم يكن سوى جريمة قتل، لأن الحرب حينها كانت قد انتهت.

وبتأثير تلك الفترة، بالإضافة إلى عوامل الريبة التي ترافق مكان مثل مستشفى على مساحة جزيرة للأمراض العقلية، يبدأ “دانيالز” بالاعتقاد أن القائمين على المستشفى متورطون بإجراء تجارب على مرضاهم لصناعة إنسان وحشي، ينفذ الأوامر العسكرية دون أي رادع.

تتصاعد الأحداث في هذا الفيلم، بشكل متعب للمشاهد الذي يعتقد في كل مرة أنه اجتاز الاختبار الصعب مع الأبطال، ليجد نفسه أمام مأزق جديد مرة آخرة، وتستمر الحبكة بتقليب الحقائق حتى ينتهي الفيلم وقد غير موقع ممثليه وأبطاله بالكامل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة