بذكريات 2015.. أسبوع دام في الغوطة الشرقية

camera iconقصف جوي استهدف مدينة دوما 7 شباط 2018 (رويترز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وصور لضحايا قتلوا بالقصف الذي استهدف الغوطة الشرقية خلال الأسبوع الفائت، القصف الذي وصفه البعض بأنه الأعنف منذ عامين أصاب مدن وبلدات المنطقة دون استثناء، الأمر الذي أدى إلى وقوع عدة مجازر أكبرها في دوما، حيث بلغت حصيلة يوم واحد 32 ضحية بينهم نساء وأطفال جراء غارة جوية من طيران تابع لقوات الأسد.

أرقام منظمة الدفاع المدني في دمشق وريفها تقول إن الحصيلة كانت 845 جريحًا معظمهم نساء وأطفال، وبينما تقوم المجالس المحلية بإزالة ركام المنازل مازالت الحصيلة النهائية للضحايا غير واضحة المعالم، فعدد كبير ممن جرحوا في حالة حرجة وسط إمكانيات طبية تقل عن “حجم الكارثة” التي عصفت بالمناطق المحاصرة شرق دمشق.

ولم يكتف النظام بالتصعيد العسكري، بل أغلق الطريق التجاري الوحيد إلى الغوطة، إذ قال إسماعيل المنجد، مدير المؤسسة الاستهلاكية في حمورية لعنب بلدي، إن قوات الأسد أوقفت، الجمعة9  شباط، التاجر محيي الدين المنفوش عن إدخال البضائع إلى الغوطة، مشيرًا إلى أن القوات أرسلت تهديدات للغوطة مع التاجر باستمرار حملة القصف.

لا تصريحات رسمية عن هدف التصعيد وماذا وراءه، لكن ناشطين اعتبروا أن الحملة انتقامية لفشل مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، الذي أقيم نهاية كانون الثاني الماضي.

معارك في الغرب والشرق

ومع استمرار حملة القصف تتحدث وسائل إعلام النظام عن تقدم مستمر لقواتها في مدينة عربين بالجزء الغربي من الغوطة، كما تقول إن تقدمها طال مناطق في حرستا.

إلا أن المعارضة نفت تقدم قوات الأسد، وأكد مدير المكتب الإعلامي لـ “فيلق الرحمن”، موفق أبو غسان، حفاظ الفصائل على مكسبها العسكري في الهجوم الأخير الذي شنته على تخوم إدارة المركبات، في كانون الأول 2017.

وفي ذات السياق، أعلن النظام السوري تقدمًا آخر شرقي الغوطة، في منطقة المرج، إذ قالت وسائل الإعلام الرسمية إن قوات الأسد تقدمت على محاور حزرما وحوش الضواهرة.

بينما نشر فصيل “جيش الإسلام”، الذي يسيطر على المنطقة، عبر منصاته، إحصائية قال فيها إن خسائر قوات الأسد بلغت خلال الأسبوع الماضي على جبهة حوش الضواهرة ثمانية ضباط، أحدهم برتبة عقيد، من أصل 68 عنصرًا قتلوا خلال المواجهات، إلى جانب تدمير وإعطاب اليات عسكرية.

العمليات العسكرية التي أطلقها النظام في المرج لعزل بلدة النشابية والسيطرة على تل فرزات الاستراتيجية لا تقل أهمية عن معارك حرستا بالقرب من ثكنة “إدارة المركبات”، التي أحاطتها المعارضة من جهاتها الثلاث بعد أن تمكنت قوات الأسد من فتح طريق إمداد وكسر الطوق المفروض عليها.

قصف غير مسبوق منذ 2015

بلغت حصيلة القصف على الغوطة الشرقية منذ الرابع من شباط الجاري 160 ضحية.

وبحسب “مركز الغوطة الإعلامي”، فإن 809 أشخاص قتلوا جراء قصف قوات الأسد على الغوطة، منذ 14 تشرين الثاني 2017، حتى تاريخ 9 شباط 2018، فيما وصلت حصيلة الضحايا من الأطفال إلى 188 طفلًا، إضافة إلى مقتل 111 امرأة منذ التاريخ نفسه.

وأحصى المركز 1405 غارة جوية تركزت على عربين وحرستا وطالت مناطق دوما وسقبا وحمورية وبيت سوى وجسرين، وتجاوزت القذائف المدفعية عشرة آلاف، بالوقت الذي غابت فيه إحصائيات الدمار الذي حل بالأبنية السكنية لتعذر العمل عليها بسبب كثافة القصف، بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في الغوطة.

وأكد المراسل أن القصف الذي طال المنطقة لم تشهده منذ الأيام الأخيرة من كانون الأول 2015، حين تعرضت المنطقة لمئات الغارات الجوية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة