انتهاكات جنسية لموظفي منظمات عالمية

جرافيتي لمنظمة "أوكسفام" في هاييتي عام 2011 (Jonathan Torgovnik)

camera iconجرافيتي لمنظمة "أوكسفام" في هاييتي عام 2011 (Jonathan Torgovnik)

tag icon ع ع ع

ينشغل العالم اليوم بانتهاكات جنسية لموظفين في منظمات أممية وحكومية وخاصة، بعد عدد من التحقيقات الصحفية، وبيانات تندرج في إطار الشفافية من المنظمات نفسها.

أول الردود الرسمية على هذه البيانات كان تحذير الحكومة البريطانية بقطع المساعدات عن منظمات ما لم تثبت أنها تمنع انتهاكات يقوم بها موظفوها.

موظفو الأمم المتحدة وحالات اغتصاب

واتهمت صحيفة “التايمز” عاملين في الأمم المتحدة بارتكاب آلاف حالات اغتصاب حول العالم، بتحقيق تحت عنوان “الفضيحة الخيرية”.

وبحسب ما ترجمت عنب بلدي عن “التايمز”، قالت الصحيفة أمس، الأربعاء 14 شباط، إن المنظمة الدولية مسؤولة عن 60 ألف حالة اغتصاب ارتكبها موظفون لها حول العالم خلال العقد الأخير.

وأشار المسؤول السابق للعمليات في مركز تنسيق الطوارئ التابع للمنظمة، أندرو ماكلاود، إلى أنه يوجد في المنظمة حوالي 3300 من المولعين جنسيًا بالأطفال والقصر، يعملون في المنظمة الدولية ووكالاتها.

وقال ماكلاود إنه من بين كل عشر حالات اغتصاب يرتكبها الموظفون تُسجل حالة واحدة فقط، وفقًا للصحيفة.

كما أكد ماكلاود أن الموظفين يستغلون عملهم في مجال التنمية للوصول إلى النساء والأطفال المعرضين لهذا الخطر.

ويوجد الآلاف من عمال إغاثة منظمة الأمم المتحدة الذين وصفهم ماكلاود بـ”المولعين بالأطفال جنسيًا” يتجولون في أنحاء العالم، ولا يسألهم أحد عن الذي يفعلونه بمجرد ارتدائهم لباس المنظمة، مشددًا أن نظامها “خاطئ” ويتوجب إيقاف عملها منذ سنوات.

وباتت الأمم المتحدة تواجه في السنوات الأخيرة فحصًا مدققًا ورقابة مشددة بشأن قضايا الاستغلال الجنسي لدى العاملين فيها، حيث أقر أمين عام المنظمة، أنطونيو غوتيرس، أنها تصارع منذ سنوات عديدة قضايا الاستغلال والانتهاك الجنسيين.

ففي تقرير نشره، العام الماضي، أكد وجود 103 ادعاءات عن حالات استغلال جنسي وانتهاكات ضد عاملين في الأمم المتحدة، رفعت في 2016، من بينها 52 حالة ضد بعثة حفظ السلام في جمهورية افريقيا الوسطى.

كما أكد التقرير أن نسبة النصف من هذه الحالات شملت انتهاك “طفل واحد أو أكثر”.

وتنشر الأمم المتحدة 100 ألف من الأفراد العسكريين والشرطة النظاميين، و95 ألف مدني في جميع أنحاء العالم.

أطباء بلا حدود تعترف

وأقرت منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية بارتكاب عدد من موظفيها انتهاكات جنسية، مشيرة إلى قيامها بطرد 19 منهم في 2017.

وقالت المنظمة الإنسانية، ومقرها في باريس، إنها قامت بطرد 19 من موظفيها، العام الماضي، بعد تلقيها 194 شكوى أو تنبيه، تبين أن 40 منها اتهامات بالتحرش أو الاعتداء الجنسي، بحسب “فرانس برس”.

وأضافت في بيانها أنها تحركت بشأن 24 من تلك القضايا وطردت نتيجتها 19 موظفًا.

وبالرغم من تزايد التقارير حول الانتهاكات، إلا أن المنظمة أكدت علمها أن تلك الانتهاكات لا يبلغ عنها بالكامل.

ويبلغ عدد موظفي “أطباء بلا حدود” في أنحاء العالم 40 ألفًا، وتعد من أكبر منظمات الإغاثة في العالم، وأهم إسهاماتها تقديم المساعدات الطبية في مناطق النزاع.

تبعات فضيحة منظمة “أوكسفام”

تزامن اعتراف منظمة “أطباء بلا حدود” مع فضيحة هزت منظمة “أوكسفام” إثر اتهامات لها بعدم التعاطي بشفافية مع تورط عدد من موظفيها في عمليات استغلال جنسي، أدت إلى استقالة نائبة رئيسها، بيني لورانس.

وأظهر تحقيق نشرته “التايمز”، الأسبوع الماضي، اتهمت فيه المنظمة بإخفاء نتائج تحقيق عن قيام بعض العاملين فيها باستجلاب “بائعات هوى منهن قاصرات”، خلال عملهم في تسليم مواد الإغاثة الإنسانية في هايتي في 2011، وأكدت ادعاءاتها بوجود صور تظهر ذلك.

وقالت لورانس إنها تشعر بالخجل إزاء ذلك، وتتحمل كامل المسؤولية تجاه ما حدث.

وكانت نتائج استطلاع أجرته المنظمة البريطانية وشمل نحو 120 من العاملين فيها “مقلقة جدًا”، حيث شهد أو تعرض ما يقارب 11% إلى 14% من المشاركين لاعتداءات جنسية، وأن نسبة 7% من العاملين في جنوب السودان مثلًا شهدوا أو مروا بتجربة أو محاولة اغتصاب.

وطرحت تساؤلات حول تمويل الحكومة البريطانية للمنظمة الخيرية والتي تبلغ سنويًا حوالي 32 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 36 مليون يورو أو 44 مليون دولار).

وقالت متحدثة باسم “أوكسفام”، إن الوكالة سجلت 1270 حالة إلغاء للمساعدات يومي السبت والاثنين الماضي، مقارنة مع معدل شهري يبلغ 600 إلغاء.

كما أدى التحقيق الداخلي الذي تجريه المنظمة إلى طرد أربعة موظفين فيما سمح لثلاثة آخرين بالاستقالة.

وتأسست منظمة “أوكسفام” الخيرية في 1942، بهدف الحد من الفقر حول العالم، وتضم 23 ألف متطوع يعملون دون مقابل.

واحتلت المنظمة المرتبة الرابعة في المملكة المتحدة من بين أفضل 100 جمعية خيرية لجمع التبرعات في 2017، وتلقت حوالي الربع بالمئة من مجمل ما أنفقته الحكومة البريطانية على المساعدات الخارجية في 2016.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة