اتفاق جديد يعيد الكهرباء إلى ريف حمص الشمالي

camera iconمدخل حي الوعر في مدينة حمص- 19 أيلول 2016 (رويترز)

tag icon ع ع ع

حمص – مهند بكور

توصل النظام السوري، واللجنة المسؤولة عن ريف حمص الشمالي، إلى اتفاق متبادل يقضي بعودة الكهرباء إلى مدن وبلدات المنطقة، مقابل السماح بصيانة خط جندر- حماة.

ووقّع المدير العام لشركة كهرباء محافظة حمص مصلح الحسن، على بيان دعا فيه إلى إعادة التغذية الكهربائية لكل من مناطق الرستن، تلبيسة، تير معلة، الغنطو، والدار الكبيرة، مقابل إصلاح خط التوتر جندر- حماة “400 ك. ف”.

ويأتي هذا الاتفاق بعد أن عاشت مدن ريف حمص الشمالي ثلاث سنوات بلا كهرباء، إثر تضرر الشبكات الكهربائية في المنطقة بشكل كبير، نتيجة المواجهات العسكرية.

عضو لجنة اتفاق إعادة تأهيل خط الـ 400، نضال دير بعلباوي، أوضح لعنب بلدي أنه تم تكليف لجنة من مناطق ريف حمص الشمالي لتوقيع اتفاق مع النظام يقضي بإعادة الكهرباء إلى مناطق الريف الحمصي المحاصرة.

وينص الاتفاق على السماح بإعادة تأهيل خط التوتر العالي المعروف بخط الـ 400، مقابل إعادة الكهرباء للريف الشمالي.

وتحتاج المناطق الشمالية بحمص إلى إعادة تمديد شبكات الكهرباء التي تضررت في السنوات الماضية، إذ إن الخط الكهربائي مقطوع منذ المواجهات العسكرية الأولى في 2013.

ويغذي خط جندر- حماة معظم المحافظات السورية، وهو خط “توتر عال” يمتد من الجنوب مرورًا بالطرف الشرقي من ريف حمص الشمالي، ويصل إلى الشمال باتجاه تركيا.

بعلباوي أكد في تفاصيل الاتفاق أنه لا توجد أي شروط للنظام إلا حماية خط الكهرباء المار من شرق مدينة تلبيسة، مشيرًا إلى أن الاتفاق يقضي بأن يتم الانتهاء من إعادة تمديد شبكات الكهرباء إلى مدن وقرى ريف حمص الشمالي قبل إنهاء إعادة تأهيل خط التوتر العالي.

وعن أهمية خط الـ 400، بيّن أنه خط كهرباء دولي، وهو يربط بين محطات توليد الكهرباء في جندر جنوبي مدينة حمص ومدينة حماة مرورًا بريف حمص الشمالي المحاصر على مسافة 20 كيلومترًا.

عضو مجلس شورى تلبيسة، حسام الناصر، لفت من جانبه إلى أن أهمية خط الـ 400 للنظام تأتي من كونه يربط كافة محطات الكهرباء في سوريا ببعضها البعض.

وأوضح لعنب بلدي أن توقيع الاتفاق تم من قبل لجنة شكلت في الريف عام 2016 عقب معركة حربنفسه جنوبي حماه، ولكن تنفيذ المشروع لم يتم في ذلك الوقت لعدم توفر المواد اللازمة، ومنذ قرابة ثلاثة أشهر رسا المشروع على متعهد بدأ العمل عليه، لافتًا إلى أن المواد اللازمة لإعادة التأهيل بدأت بالدخول بشكل متتابع.

وعمل المدنيون في البداية على نقل الطلب إلى المعنيين بالريف الشمالي، ومن ثم شكلت لجنة عملت على التنسيق مع شركة كهرباء حمص، ليتم بعدها الاتفاق مع شركة الكهرباء، وتحصيل الموافقة الأمنية لبدء تنفيذ المشروع.

وأشار الناصر إلى أن النظام لم يعرقل مشروع الخط، ولكن التكاليف الكبيرة لتنفيذه أدت إلى تأجيله.

عثمان طه، عضو مجلس شورى تلبيسة وأمين سره، صرح لعنب بلدي أنه بعد اطلاعه على بنود الاتفاق تأكد أنه مشروع خدمي بشكل كامل، وهو يخدم المحاصرين في شمال حمص، لذلك فهو يؤيده.

وأكد طه أنه لا صحة للأنباء المتداولة عن أن الاتفاق سيكون مقابل تسليم أوتوستراد حمص- حماه.

الشاب محمد المحمد وهو من سكان مدينة تلبيسة، اعتبر في حديثه لعنب بلدي أن الاتفاق سيخفف الكثير من مصاريف الحياة اليومية للأهالي المحاصرين، إذ سيغنيهم عن استخدام المولدات الكهربائية، التي تتطلب مادة البنزين لتشغيلها، والتي يتراوح سعر الليتر منها 400 ـ 500 ليرة سورية (ما يعادل دولارًا واحدًا)، الأمر الذي يشكل عبئًا ماديًا كبيرًا.

وكانت فصائل المعارضة قطعت كابلات التوتر العالي “400” (خط الرباعي الخماسي)، وفجرت بعض الأبراج في مزارع الرستن وتلبيسة الشرقية خلال المواجهات العسكرية التي شهدتها المنطقة في وقت سابق.
وعاشت مدن ريف حمص الشمالي ثلاث سنوات بلا كهرباء منذ خروجها من يد النظام، وفي عام 2014 تم إيصال الكهرباء إلى قرية

تيرمعلة لتقطع في نهاية العام ذاته مع محاولة قوات الأسد اقتحام القرية مدعومة بغطاء جوي روسي.

ومع نهاية معركة حربنفسه، جنوبي حماه، في أواخر العام 2016 تم الاتفاق على إعادة تأهيل خط كهرباء 400 لإيصال الكهرباء إلى مناطق شمال حمص إلا أن الاتفاق تم تأجيله، ليتم إنعاشه من جديد عام 2017.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة