أربعة أحداث زادت حدة التصعيد الروسي في سوريا

جندي روسي يزود طائرة حربية بصواريخ أرضية في مطار حميميم غربي سوريا - (سبوتنيك)

camera iconجندي روسي يزود طائرة حربية بصواريخ أرضية في مطار حميميم غربي سوريا - (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

منذ تدخلها العسكري في سوريا، عام 2015، اعتمدت روسيا على أسلوب التصعيد الجوي لإثبات نفسها على الأرض وأمام القوى الدولية الأخرى اللاعبة والمؤثرة في الملف السوري.

وارتبط التصعيد بأحداث وتطورات فرضها الواقع العسكري على الأرض من جهة، والتحركات التي تقوم بها الدول الأخرى وخاصة أمريكا وتركيا من جهة أخرى، وخاصة في الفترة الممتدة من أواخر 2016 الماضي، أثناء أحداث مدينة حلب، وصولًا إلى الظروف التي تمر بها الغوطة الشرقية حاليًا.

مع دخول 2018 الجاري خالفت الخطط التي رسمتها روسيا في سوريا التوقعات، وخاصة على المسار السياسي والذي أردات فيه تحويل “مؤتمر الحوار” في سوتشي إلى نقطة أساسية يتنطلق منها الحل في سوريا وتكون أساسًا له.

لم يقتصر الأمر على فشل مؤتمر سوتشي والسياسة فقط، بل رافقه ثلاثة أحداث أخرى دارت في الشهرين الماضيين، تعرضها عنب بلدي:

هجوم حميميم

بداية كانون الثاني الماضي قالت صحيفة “كومرسانت” الروسية إن سبع طائرات روسية دُمرت، إثر استهدافها من قبل المعارضة السورية داخل قاعدة حميميم، في 31 كانون الأول 2017، كحادثة “فريدة” من نوعها منذ التدخل الروسي الأول في سوريا.

واعتبر قصف القاعدة حينها تهديدًا للوجود الروسي في سوريا، فالاستهداف طال أكبر القواعد الروسية في سوريا وذات الثقل الأبرز لها في المنطقة، ولم تحدد هوية الأطراف التي تقف وراءه بشكل أساسي.

وأقرت وزارة الدفاع الروسية بالاستهداف، مشيرةً إلى أن “تم إحباط محاولة هجوم إرهابيين، باستخدام طائرات من دون طيار، على قاعدة حميميم ونقطة دعم القوات البحرية الروسية في طرطوس”.

واتهمت فصائل المعارضة السورية في إدلب بالوقوف وراءها.

بينما ربطه مراقبون بأياد أمريكية حاولت إيصال رسالة للروس مفادها أن الوجود العسكري مهدد في أي لحظة.

ووفق “كومرسانت”، فإن تدمير المقاتلات السبع “هي أكبر خسارة تتكبدها روسيا في العتاد العسكري منذ أن بدأت حملة الضربات الجوية في أيلول 2015″، مؤكدة إصابة “أكثر من عشرة عسكريين في الهجوم الذي نفذه إسلاميون متطرفون”.

وحددت الصحيفة الروسية الخسائر بـ: ما لا يقل عن أربع قاذفات من طراز “سوخوي24″، ومقاتلتين من طراز “سوخوي35 إس”، وطائرة نقل من طراز “أنتونوف 72″، إلى جانب مستودع ذخيرة.

مؤتمر فاشل في “سوتشي”

مهدت روسيا لـ”مؤتمر الحوار “الوطني” في سوتشي على مدار أربعة أشهر، كمرجعية سياسية من شأنها تحديد المسار السياسي الذي ستقبل عليه سوريا في المرحلة التالية.

لكن وعقب انعقاده تكشفت النتائج التي وصل لها، والتي اعتبرت “فاشلة” خلافًا للتوقعات التي رسمتها روسيا، إذ لم تحضره المعارضة السورية رسميًا، وفتح الباب مجددًا إلى “جنيف”، الذي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون الأساس لأي عملية سياسية، كونه يعقد برعاية أممية.

وانتهى سوتشي، في 30 كانون الثاني، بالاتفاق على تشكيل لجنة دستورية من ممثلي “النظام السوري والمعارضة، لإصلاح الدستور وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254″.

كما أصدر المؤتمر ثلاث وثائق هي البيان الختامي ورسالة المشاركين وقائمة المرشحين للجنة الدستورية، وأدرج البيان الختامي له أسماء شخصيات من المعارضة السورية ضمن قائمة اللجنة الدستورية.

وكانت تركيا ممثلة للمعارضة فيه، بعد رفض الأخيرة حضوره وعودة شخصيات معارضة إلى أنقرة من مطار سوتشي.

واعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية أن المؤتمر فشل في الوصول إلى نتائج تذكر، وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، إن الأسلوب الأكثر لباقة لوصف نتيجة مؤتمر سوتشي هي القول إنه لم يحقق شيئًا، و”ها هم يعودون والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، والأمم المتحدة إلى جنيف”.

إسقاط الطائرة في إدلب

تمكنت فصائل المعارضة، في 3 شباط الجاري، من إسقاط طائرة حربية روسية من نوع “سو-25” قرب بلدة معصران في ريف إدلب الجنوبي، بعد استهدافها بمضادات أرضية.

وأثارت حادثة إسقاط الطائرة الروسية غضبًا روسيًا، أسفر عن توجيه اتهامات للولايات المتحدة الأمريكية بتزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات.

فيما نفت الولايات المتحدة أي صلة لها بالمضادات التي أسقطت الطائرة، وقال المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إريك باهون، إن الولايات المتحدة لم تزود أيًا من القوات الشريكة في سوريا بصواريخ، ولا نية لها للقيام بذلك في المستقبل.

لكن الاستخبارات العسكرية الروسية تمكنت من استعادة جثمان الطيار الذي كان يقود الطائرة المسقطة، بعد “التنسيق مع الجانب التركي”، وفق وزارة الدفاع الروسية.

وعقب إسقاط الطائرة شهدت مدن ومناطق محافظة إدلب تصعيدًا جويًا من قبل الطيران الروسي، أوقع العشرات من الضحايا بين المدنيين، وأخرج عددًا من المراكز الطبية عن الخدمة.

تثبيت وجود في شرق الفرات

في 7 شباط الجاري أعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية تصديه لهجوم اعتبره “غير مبرر”، نفذه المئات من أفراد قوات موالية للأسد، على “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وعقب ذلك، استهدفت طائرات تابعة للتحالف قوات تابعة للنظام السوري وروسيا في المحافظة.

وتضاربت الأنباء عن عدد القتلى الروس، إذ نقلت وكالة “رويترز”، الأسبوع الماضي، عن مصادر مطلعة قولها إن نحو 300 شخص يعملون لصالح شركة عسكرية روسية  على صلة بالكرملين قتلوا خلال الهجوم.

وأقرت روسيا، في 20 شباط الجاري، بمقتل وإصابة العشرات في ريف دير الزور الشرقي.

وقالت الخارجية الروسية إنه “المواجهة أسفرت عن مقتل مواطنين من روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة (مواطني الجمهوريات السوفيتية السابقة)، وهو أمر تم ذكره سابقًا، وهناك جرحى أيضًا، عدة عشرات”، مشيرة إلى مساعدة المصابين للعودة إلى روسيا وتلقي العلاج في المؤسسات الطبية المختلفة.

واعتبر الهجوم، الذي وصفه النظام السوري بـ “جريمة حرب”، الأكبر من نوعه لقوات أمريكية على قوات موالية للنظام، كما يعتبر أكبر هجوم يقتل فيه جنود روس.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة