مشاريع “ضخمة” عززت أولوية الطاقة الشمسية في سوريا

camera iconألواح الطاقة الشمسية لتشغيل مستشفى نوى في درعا - 13 أيلول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

توجهت الأنظار في السنوات الأخيرة من الحرب السورية نحو ابتكار بدائل تقنية تعمل على سد النقص الحاصل في القطاع الخدمي للمواطنين في الداخل، تلك الابتكارات جاءت بفعل تسخير التكنولوجيا المتوفرة والاستفادة من الطاقات الكامنة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، وتحديدًا تلك التي تشهد استقرارًا نسبيًا يسوده تحسن في الخدمات المقدمة للمواطنين.

بالحديث عن الكهرباء التي عانى السوريون نتيجة خروج منظومة الكهرباء والبنية التحتية عن الخدمة بفعل النزاعات، كانت ألواح الطاقة الشمسية الحل الأمثل والأبرز في بعض المناطق، التي اتجهت إلى نشر ثقافة الطاقات البديلة لتوليد الكهرباء، تكون متوفرة وموفرة ونظيفة.

مشاريع “ضخمة” لإنارة مستشفيات درعا بالطاقة الشمسية

بدأت مستشفى نوى في ريف درعا بالاعتماد على الطاقة الشمسية، في أيلول 2017، بعد تركيب المجلس المحلي للمدينة مئات الألواح والبطاريات، ضمن مشروعٍ وصفه أهالي المنطقة بأنه “الأضخم” في الجنوب من حيث التكلفة والمعدات.

واستفاد المجلس المحلي، التابع للمعارضة السورية، من اتفاق وقف إطلاق النار، وانخفاض وتيرة المعارك ليدير عجلة المشاريع الخدمية، وكان أكبرها تشغيل مستشفى نوى على الطاقة الشمسية.

الناطق باسم المشروع عدنان الجباوي قال لعنب بلدي إن المستشفى كانت تعتمد على مولدات الكهرباء، باستهلاك شهري قدره حوالي أربعة آلاف ليتر من المازوت شهريًا، ما دعا إلى التفكير ببديل ناجع لتشغيل المستشفى.

فضلًا عن المعاناة التي شهدتها المنطقة من ناحية صعوبة تأمين المازوت، بعد انقطاع طرق الإمداد القادمة من آبار النفط شرقي سوريا، ما دفع المجلس المحلي للإشراف على تنفيذ المشروع، الذي موله مشروع “سوريا للخدمات الأساسية SES 2″، بكلفة وصلت إلى 400 ألف دولار (أكثر من 200 مليون ليرة سورية)، بحسب الجباوي.

وأوضح الجباوي أن 474 لوح طاقة شمسية ركبت للمستشفى، تشغلها 492 بطارية، مشيرًا إلى أن المشروع وفر 40 فرصة عمل، بين عمال ومهندسين، على مدار 40 يومًا من بدء المشروع.

سار مشروع تشغيل المستشفى على الطاقة الشمسية، تزامنًا مع آخر للعمل في الفرن الآلي داخل مدينة نوى.

وكخطوة مماثلة يسعى المجلس المحلي في بصرى الشام، لتشغيل مستشفى المدينة بالطريقة ذاتها، إلى جانب مشاريع أخرى لتشغيل آبار المياه في درعا البلد، على أمل ألا يوقف ضجيج المعارك مجددًا العمل في هذه المشاريع.

تجربة الجنوب إلى الشمال

انتقلت تجربة مستشفى نوى في الجنوب السوري إلى شماله، كونها حفزت العديد من القائمين على القطاع الخدمي على توفير تجربة مماثلة للمواطنين في مناطقهم، إذ بدأ المجلس المحلي في مدينة مارع بريف حلب الشمالي بتنفيذ مشروع إنارة الطرقات بالاعتماد على الطاقة الشمسية، وذلك بالتعاون مع البرنامج الإقليمي السوري في مؤسسة “كيمونيكس”.

وفي حديث سابق لعنب بلدي مع مدير مكتب الخدمات في المجلس المحلي لمدينة مارع، صالح عباس، قال إنه تم رفع مشروع إنارة طرقات المدينة، منتصف العام الماضي، للبرنامج الإقليمي السوري الذي وافق عليه، ليبدأ المجلس المحلي بالمدينة تنفيذه مطلع عام 2018، ومن المنتظر انتهاء العمل به قريبًا.

وعلل صالح طول الفترة الزمنية التي سيستغرقها المشروع، بصعوبة تركيب القواعد الحديدية التي ستحمل أعمدة الكهرباء المخصصة لهذه الألواح.

وقدم البرنامج الإقليمي الدعم لهذا المشروع من خلال “لدات” وبطاريات وألواح للطاقة الشمسية، إضافةً للحساسات الضوئية، ويتم تنفيذه من قبل المجلس المحلي في المدينة والمدنيين إضافةً لعمال الكهرباء العاملين في المدينة.

وسيتم تزويد اللوحات الشمسية بمدخرات (بطاريات) عمرها لا يقل عن السنتين، إضافةً لـ “لدات” يتبع لها حساس ضوئي، توفر الإنارة والرؤية الواضحة، وتسمح للمواطنين بممارسة أعمالهم ونشاطاتهم ليلًا.

وأوضح مدير مكتب الخدمات في المجلس أن المشروع يهدف لإنارة شوارع مدينة مارع والساحات الرئيسية فيها، إضافةً للشوارع الفرعية ومداخل المدينة، من خلال إنارة 176 نقطة ضوئية.

صالح قال إن هذا المشروع لاقى ترحيبًا وموافقةً من قبل أهالي المدينة، لكنهم طالبوا بتأمين الكهرباء إلى كامل المنطقة.

كيف تعمل الخلايا الشمسية؟

يقول المهندس جمال الحسين من بلدة بالا، لعنب بلدي، إن الألواح الشمسية تتألف من خلايا ضوئية تسمى (photovoltaic) توجد داخل اللوح الواحد على شكل مصفوفة ذات بعدين، وتوضع الألواح بشكل منتظم ومتقارب، “واحدة من أهم المزايا أننا قادرون على الجمع بين أعداد مختلفة من الخلايا لتوفير قدر أكبر من الكهرباء، وهذه الطريقة تجعل من الكهرباء المولّدة من الشمس خيارًا قابلًا للبقاء فترات أطول لتزويد الطاقة للبيوت والشركات”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة