“أشخاص مثلنا”.. حكاية الأب الذي لمّ شمل عائلته

tag icon ع ع ع

يتناول فيلم “People Like Us” للمخرج ألكس كورتزمان، موضوع عائلة مفككة لا تخلو حياتها من المفاجآت حتى بعد وفاة الوالد.

وتبدأ أحداث الفيلم بالتصاعد مع وصول الخبر إلى الابن “سام” الذي لعب دوره الممثل كريس باين، لنشاهد شخصًا شديد الغرابة يحاول بشتى الوسائل تجنب حضور مراسم دفن والده.

وخلال أحداث الفيلم نكتشف أن للابن علاقة سيئة للغاية بوالده، الذي كان شديد القسوة معه، ولم يعتنِ به كما يجب على الآباء أن يفعلوا.

وكان “سام” أصبح مندوب مبيعات لشركات كبرى، وأصبحت النظرة المادية جزءًا أساسيًا من حياته، لدرجة أن أهم شيء في وفاة والده بالنسبة له، كانت الثروة التي ينتظرها منه، لا سيما وأن الأب مؤلف موسيقي مشهور جدًا.

إلا أن المفاجأة كانت بأنه ترك رسالة له توصيه بالتواصل مع أشخاص غرباء، ومنحهم الثروة التي تبلغ 150 ألف دولار، وليس هذا فقط، بل والاعتناء بهم أيضًا.

الشاب الغارق في الديون يبدأ باختلاق المبررات للاستحواذ على الثروة دون العودة إلى وصية والده، إلا أنه تقرب من الأشخاص المعنيين بالأمر، ليكتشف أن له صلة قرابة بهم لم يتوقعها في حياته.

وبينما ينقلنا الفيلم من إدانة البطل إلى التعاطف معه، كون معاملة والده السيئة جعلت منه هذا الشخص المخيف الذي يظهر أمامنا، يعمل كاتبا السيناريو جودي لامبيرت وألكس كورتزمان، بالتوازي على نقل مشاعر المشاهد من الإدانة إلى التعاطف مع الأب نفسه.

فبينما كان الوالد يقوم بتصرفات غريبة طيلة حياته، لا يمكن تفسيرها سوى بكره بغيض لعائلته، كان في حقيقة الأمر يحتمل عذابًا كبيرًا في محاولة عاطفية منه لإصلاح خطأ ارتكبه في يوم من الأيام، بحق أشخاص لا ذنب لهم في الحياة سوى أنهم كانوا أبناءه.

الفيلم يغوص عميقًا في القضايا العائلية، وعلاقات أفراد الأسرة بعضهم ببعض، ويكاد يكون أشبه بدعوة للبحث عن مبررات لهؤلاء الأشخاص الذين يتسببون بالألم للآخرين، دون وجود مبرر معقول لما يفعلونه، كون كل إنسان لا بد وأنه قد مرة بتجربة صعبة في حياته، غيرت تشكيل شخصيته بشكل كامل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة