الإحليل التحتي.. تشوه ولادي شائع يمكن علاجه

الإحليل التحتي

camera iconتعبيرية (gelgez.net)

tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

هناك العديد من العيوب الخلقية التي تشاهد في القضيب الذكري عند الأطفال حديثي الولادة، ولكن أشهر هذه العيوب وأكثرها حدوثًا وجود فتحة مجرى البول أسفل المكان الطبيعي في نهاية القضيب، وهو ما يسمى “الإحليل التحتي”.

ومع أن هذا التشوه لا يسبب مشاكل في البول إلا أنه يؤدي إلى خلل في عملية إنزال البول، كذلك قد يؤدي إلى صعوبة في عملية الإنجاب مستقبلًا إذا لم يجر إصلاحه عند الصغر.

ما المقصود بالإحليل التحتي

هو تشوه ولادي تكون فيه فتحة التبول (الصماخ البولي) على الوجه البطني للقضيب أسفل المكان الطبيعي لها.تبلغ نسبة حدوث هذا التشوه 4 من كل 1000 مولود ذكر، وعادة يكون تشوهًا معزولًا، إلا أنه قد يترافق بحالات قليلة بوجود فتق أو عدم هبوط الخصيتين.

وغالبًا يكون هناك تطور غير كامل للحشفة، إذ تكون القلفة على الوجه الظهري والجانبين للقضيب بينما تغيب من الناحية البطنية، وقد نجد عند بعض الأطفال المصابين حبلًا يؤدي لانحناء القضيب للجهة البطنية عند الانتصاب.

ما أسباب تشوه الإحليل التحتي؟

السبب الرئيسي لحدوث الإحليل التحتي ما زال غير معروف، ولكن يعد السبب الوراثي من أشهر الأسباب حتى الآن، كذلك التلوث أثناء فترة الحمل، إذ تظهر علاقة بين تعرض الأمهات لمستويات مرتفعة من مادة الفتالايت (وهي من الكيماويات البيئية الموجودة في صناعات البلاستيك) وبين إصابة الأجنة الذكور بالإحليل التحتي، ومن المسببات المحتملة الأخرى تناول الحامل أدوية غير مناسبة للحمل كالعلاج بالبروجيسترون أثناء الحمل، وكذلك زواج الأقارب.

ما أنواع الإحليل التحتي؟

هناك عدة أنواع مختلفة لتشوه الإحليل التحتي، وهذا يرجع إلى مكان فتحة مجرى البول، فمن الممكن أن تكون أسفل نهاية القضيب مباشرة، وهو أشيع الأنواع، حيث يشكل من 50 إلى 70% من الحالات، كما يمكن أن تكون فتحة مجرى البول في منتصف القضيب من الأسفل، كذلك من الممكن وجودها ما بين القضيب وكيس الصفن، أو في كيس الصفن، أو أسفل كيس الصفن وهو من أصعب أنواع الإحليل وأقلها حدوثًا.

كيف يتم علاج هذا التشوه؟

كثيرًا يحتار الأهل بتحديد الطبيب المختص بعلاج تشوه الإحليل التحتي، ونؤكد هنا أن طبيب جراحة الأطفال وبالأخص طبيب الجراحة التجميلية عند الأطفال هو الأكثر قدرة على إصلاح هذا التشوه.

ويكون العلاج بالجراحة التصنيعية التي تهدف إلى مد صماخ البول إلى رأس حشفة القضيب وإحداث مظهر القضيب المختون الطبيعي، ويفضل إجراؤها للطفل ما بين عمر ستة و18 شهرًا، وعادة تتم هذه العملية على مراحل: تقويم القضيب وتحويل فتحة القناة البولية إلى رأس القضيب، إجراء فتحة في رأس القضيب، إجراء الختان أو تغطية القلفة، إقفال الفتحة غير الطبيعية.

وعند مغادرة الطفل المشفى سيكون هناك قسطرة للبول وذلك لتفادي ملامسة البول لجرح العملية، وستبقى هذه القسطرة حوالي 7-10 أيام حتى تتم إزالتها.

في بعض الأنواع النادرة من الإحليل التحتي التي تكون فيها فتحة البول بين القضيب وكيس الصفن قد يتعذر تحديد جنس المولود بالكشف الخارجي، ويأتي هنا دور جراح الأطفال بتشخيص الحالة وعلاجها كجزء من عملية تحديد الجنس.

وننبه هنا إلى أنه يمنع إجراء الختان (الطهور) عند الطفل المصاب بتشوه الإحليل التحتي لأن الإصلاح الجراحي يحتاج إلى نسيج القلفة عند إجراء العملية.

بشكل عام، عمليات إصلاح تشوه الإحليل التحتي عند الأطفال ناجحة جدًا، وتصل نسبة نجاحها لأكثر من 95%، وغالبًا تتم الجراحة على مرحلة واحدة، إلا في بعض الأنواع التي تكون فيها فتحة مجرى البول بالقرب من كيس الصفن فيتم إجراء الجراحة على مرحلتين يفصل بينهما من ثلاثة إلى ستة أشهر.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة