الذهب الأبيض يفقد بريقه في سوريا

camera iconمساحات زراعية في الحسكة مزروعة بمحاصيل القطن والقمح - (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

محمد حسان – دير الزور

بدأت منذ أيام عمليات قطف وجني محصول القطن في مناطق عديدة من البلاد، وأهمها محافظة دير الزور، التي تعد من أبرز منتجي هذا المحصول الاستراتيجي، والذي كان يعد قبيل الثورة المصدر الثاني لجلب القطع الأجنبي إلى الخزينة السورية، إلا أن زراعته شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الثلاث الماضية لأسباب كثيرة.

وعن المشاكل التي تواجه زراعة القطن وأسباب تراجع إنتاجه، قال محيسن العلاوي، عضو المكتب الزراعي في المجلس المحلي لمحافظة دير الزور، في حديثه لعنب بلدي إن “أهم أسباب تراجع إنتاج محصول القطن في محافظة دير الزور هو خروج مساحات واسعة من الأراضي الزراعية من عملية الاستثمار الزراعي، وذلك لارتفاع أسعار المواد الأولية للعملية الإنتاجية (كالأسمدة والبذور ومواد المكافحة)، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود وعدم مقدرة المزارع على الاستمرار في تمويل العمليات الزراعية للمحصول”.

ونوه العلاوي إلى أن “إنتاج دير الزور بلغ عام 2012 ما يقارب الـ 325 ألف طن من مادة القطن الخام، ولكن الإنتاج انخفض هذا العام والعام الذي سبقه بنسبة 40%”، مشيرًا أنه “من المتوقع أن يكون إنتاج المحافظة هذا العام يقارب 155 ألف طن من مادة القطن”.

ويعتبر القطن السوري من أجود أنواع القطن في العالم، وتشتهر سوريا بزراعة القطن متوسط التيلة وقصير التيلة. يقول المزارع أبو فيصل “لم يعد هناك إقبال من الفلاحين على زراعة القطن، رغم أنه يعتبر من أهم مصادر دخل المزارعين، إلا أن شح الأسمدة وقلة مياه الري الخاصة بالزراعة إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات، باتت من أهم المشاكل التي تثقل كاهل المزارعين”.

ويتابع أبو فيصل في حديثه لعنب بلدي “محصول القطن لهذا العام من أقل المواسم الإنتاجية بعد أن أصيب المحصول بعدة آفات زراعية لعدم توافر المواد الخاصة بمكافحتها في السوق، إضافة لغياب الجهات الرسمية التي تشتري المنتج سواء كانت هذه الجهات النظام السوري أو المعارضة السورية المتمثلة بالحكومة المؤقتة، مما جعل الفلاحين تحت سيوف التجار في السوق السوداء الذين يشترون المنتج بأسعار متدنية جدًا بعكس السعر الحقيقي له والفلاح لا حول له ولا قوة”.

وحول عدم توفر الأدوية الزراعية الخاصة بآفات القطن، أفاد أبو علي، الذي يعمل في صيدلية زراعية بدير الزور “إن السبب في غياب المواد الخاصة بمكافحة الآفات هو دمار المصانع الخاصة بإنتاجها وتصنيعها بسبب قصف النظام العشوائي، إضافة إلى تخلي التجار عن استيرادها من الدول المجاورة بسبب غياب الأمن وخوف التجار من فقدان البضاعة بعد انتشار عصابات السرقة وقطاع الطرق”.

في ظل هذه الظروف وغيرها بات “الذهب الأبيض” مهددًا بالزوال وإيقاف زراعته، التي باتت تشكل عبئًا على الفلاحين، ليضاف إلى قائمة المنتجات الزراعية المتهاوية في سوريا، بعد أن كانت من أهم دول المنطقة الزراعية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة