ما مصير المناطق التي تقدم إليها النظام جنوب عفرين

تحركات لقوات الأسد شمالي حلب لتسلم المناطق من "الوحدات" - 12 آذار 2018 (تويتر)

camera iconتحركات لقوات الأسد شمالي حلب لتسلم المناطق من "الوحدات" - 12 آذار 2018 (تويتر)

tag icon ع ع ع

أثار تسلم النظام السوري لمناطق في ريف حلب الشمالي وجنوب عفرين تساؤلات حول مصير تلك المدن والبلدات، التي تحمل خصوصية ورمزية لدى أهالي المنطقة.

وتقدمت قوات ومجموعات تتبع لقوات الأسد، نحو ثماني مناطق في الجهة الجنوبية الشرقية من عفرين، في إطار تفاهم روسي- تركي، وفق ما قالت مصادر عسكرية لعنب بلدي، على رأسها تل رفعت ومنغ.

مصادر عسكرية معارضة قالت لعنب بلدي اليوم، الثلاثاء 13 من آذار، إن دخول النظام على حساب “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، يصب في إطار إدخال المنطقة ضمن اتفاق “تخفيف التوتر”.

وتحاول فصائل “الجيش الحر” في الوقت الراهن السيطرة على مركز مدينة عفرين، وبقي لها حوالي أربع قرى لحصار المركز بالكامل، وفق ما قال الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني”، محمد حمادين، لعنب بلدي.

وبدأت تركيا عملية عسكرية ضد “الوحدات”، التي ترفض التحرك ضدها، في 20 من كانون الثاني الماضي، وسيطرت على مساحات واسعة من منطقة عفرين حتى اليوم.

المصادر أوضحت أنه “رغم انتشار النظام في المنطقة بتوجيه روسي وتسلمه بعض النقاط، ستعود تلك المناطق في وقت لاحق لتركيا”.

وتحدثت مصادر موالية للنظام عن تسلمه، أمس، كلًا من: كيمار، الزيارة، برج القاص، باشمرا، باصوفان، دير الجمال، تل رفعت، قرية ومطار منغ.

واعتبرت أن الأمر يأتي في سياق “منع تقدم القوات التركية والفصائل التي تعمل تحت قيادتها”.

توجيه روسي للنظام

التحرك جاء عقب ما ذكرته صحيفة “الشرق الأوسط”، قبل أيام، وقالت إن مسؤولًا عسكريًا روسيًا رفيع المستوى وصل إلى العاصمة دمشق، حاملًا رسالة من الرئيس، فلاديمير بوتين، إلى رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وبحسب الصحيفة، حددت الرسالة بوضوح نقاط انتشار قوات الأسد شمالي حلب مقابل الجيش التركي، في زيارة غير معلنة، تضمنت تسليم المسؤول الروسي إلى النظام خرائط انتشار نقاط المراقبة له شمالي سوريا.

وأظهرت الانتشار في عشر نقاط قرب اعزاز وتل رفعت ونبل والزهراء التي تسيطر عليها، وفق الصحيفة، إضافةً إلى سبع نقاط أخرى أقيمت سابقًا.

عمل عسكري أم تسليم؟

النقيب أنس حجي يحيى، الناطق باسم “الفرقة الرابعة قوات خاصة”، قال لعنب بلدي إن كل ما يجري “تكهنات مخفية عن الجميع، فالاتفاق لم يظهر بشكل علني وبقي بين الأتراك والروس”.

وأكد أن “الجيش الحر سيتابع تحرير مناطقنا، وخاصة تل رفعت ومنغ لما تملكه من خصوصية لدى الثوار والأهالي شمالي حلب”.

مصادر عسكرية مطلعة، تحدثت لعنب بلدي عن أن العمليات تجري حاليًا للسيطرة على مركز عفرين، مؤكدة أنه “حتى بدخول النظام وقوات روسية لن يكون هناك أي مساومة”.

وأوضحت أن القرى العربية في المنطقة “ستشهد انسحابات لصالح تركيا، حتى تصبح المنطقة الممتدة من درع الفرات نحو إدلب منطقة آمنة”.

وعقب السيطرة على عفرين “سيكون الزحف نحو منبج مرورًا بمنغ وتل رفعت، أي أن السيطرة على تلك القرى، ستكون في المرحلة الثانية من المعركة”، وفق المصادر.

وتوقعت مصادر أخرى مواجهات عسكرية ضد قوات الأسد في المنطقة.

وتخضع منبح لسيطرة “الوحدات” التي تشكل عماد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، منذ آب 2016 الماضي.

ومطلع العام الفائت سلمت “الوحدات” قوات الأسد، قرى تقع على خط التماس مع فصائل “الجيش الحر”، غرب مدينة منبج، وأعلن المجلس العسكري في المدينة حينها أن عملية التسليم جاءت بالاتفاق مع الجانب الروسي.

وتخضع المنطقة من عفرين إلى منبج لتفاهمات دولية، بينما توقع محللون في وقت سابق أن تنتشر قوات أمريكية- تركية في مدينة منبج، مقابل “وجود رمزي” لقوات الأسد قرب منطقة عفرين برعاية روسية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة