“الجيش الحر” يسيطر على عفرين

camera iconعناصر من الجيش الحر في محيط عفرين - 17 شباط 2018 (خليل الشاوي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

بعد تراجع مفاجئ لـ “وحدات حماية الشعب” (الكردية) تمكنت فصائل “الجيش الحر” المدعومة تركيًا من دخول مركز مدينة عفرين، بعد أقل من شهرين على انطلاق عملية “غصن الزيتون”.

وشهدت الخريطة العسكرية لمنطقة عفرين متغيرات جذرية، فرضها التقدم السريع الذي حققته الفصائل في الأيام الماضية، بتقطيع المنطقة إلى ثلاثة جيوب ومحاصرة مركز المنطقة، الذي دخلته في عملية استمرت ساعات فقط، فجر الأحد 18 آذار، بحسب ما قالت مصادر عسكرية من المعارضة لعنب بلدي.

واتبع “الجيش الحر” خطة شابهت السيناريوهات العسكرية المطبقة من أطراف أخرى في سوريا، وطُبقت أخيرًا في الغوطة الشرقية، فالعمل العسكري بدأ على أكثر من محور، وصولًا إلى تقطيع المساحة الجغرافية، للسيطرة عليها بأقل التكاليف.

ووجهت الفصائل عملياتها بعد السيطرة على المركز، إلى ناحية المعبطلي، وهي الناحية الأخيرة في المنطقة من أصل سبع.

وبالسيطرة على مركز عفرين يتوقع أن تفتح القوات التركية طريقًا من ريف حلب الشمالي إلى محافظة إدلب، التي ثبتت فيها ست نقاط مراقبة لـ “تخفيف التوتر”، بالتفاهم مع روسيا وإيران.

وانطلقت العملية، في 20 كانون الثاني الماضي، وتقول أنقرة إنها لقتال “إرهابيي الوحدات” الذين تعتبرهم ذراعًا عسكرية لحزب “العمال الكردستاني”، المحظور في تركيا.

ولم تعترف “الوحدات” بتقدم “الجيش الحر” منذ انطلاق العملية العسكرية، وتعتبر التدخل “احتلالًا”، وتتهم أنقرة باستهداف المدنيين وإجبارهم على النزوح من المنطقة، وتركزت تصريحاتها على الضحايا المدنيين والمواقع التي يستهدفها الطيران الحربي التركي.

لكن تركيا نفت أي استهداف لها للمدنيين، وعرضت تسجيلات مصورة أظهرت منع عناصر من “الوحدات” للمدنيين من الخروج من عفرين، بالإضافة إلى قطعهم للطرقات التي تصل المركز بالمناطق الأخرى.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا، ليندا توم، الجمعة 16 آذار، إن أكثر من 48 ألف مدني نزحوا من المنطقة، خلال العمليات العسكرية.

خريطة السيطرة في عفرين ومحيطها - 18 آذار 2018 (عنب بلدي)

خريطة السيطرة في عفرين ومحيطها – 18 آذار 2018 (عنب بلدي)

تل رفعت بانتظار قرار تركي

على الجانب الآخر خلط تسلم النظام السوري لقرى في “جيب تل رفعت” شمالي حلب أوراق المنطقة، بين إمكانية بقائه بيد قوات الأسد أو تحرك فصائل المعارضة نحوه.

وتقدمت قوات ومجموعات تتبع لقوات الأسد، إلى نحو ثماني مناطق في الجهة الجنوبية الشرقية من عفرين، الأسبوع الماضي، في إطار تفاهم روسي- تركي، وفق ما قالت مصادر عسكرية لعنب بلدي، على رأسها تل رفعت ومنغ.

وقال الناطق باسم “الجيش الوطني”، محمد حمادين، إن ملف تل رفعت قد يشهد تحركًا في الأيام المقبلة، لكن ليس في الوقت الحالي.

فيما أوضح النقيب أنس حجي يحيى أن العمل العسكري على محاور مرعناز التابعة لاعزاز وتل رفعت مرتبط “بتوجيهات تركية”.

ووفق حجي يحيى فإن الهدف الحالي والأول يتمثل بالسيطرة على عفرين بالكامل، والمنطقة المحصورة بين ناحية المعبطلي وما يحيط بها، مؤكدًا أن التحرك بعد ذلك “سيكون إما نحو منبج أو القرى المحيطة بمرعناز”.

بينما توقع البعض أن تضم المنطقة نقاط مراقبة تنتشر فيها قوات الأسد برعاية روسية في المنطقة.

وتحدثت مصادر موالية للنظام عن تسلمه كلًا من: كيمار، الزيارة، برج القاص، باشمرا، باصوفان، دير الجمال، تل رفعت، قرية ومطار منغ.

واعتبرت أن الأمر يأتي في سياق “منع تقدم القوات التركية والفصائل التي تعمل تحت قيادتها”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة