الهلال الأحمر يسيّر عبور المرضى من مناطق المعارضة إلى مناطق الأسد

معبر بستان القصر يفتح للمرة الأولى منذ سنة

tag icon ع ع ع

ليان الحلبي – حلب

تعيش حلب منذ قرابة العام انفصال قسميها الشرقي والغربي عن بعضهما بعد أن أغلقت قوات الأسد المعبر الفاصل، ومنعت عبور المدنيين، ما اضطُرّ الموظفين والطلاب والمرضى للسفر ما يزيد عن 10 ساعات برًا للانتقال من مناطق سيطرة الجيش الحر إلى مناطق سيطرة الأسد، لكن مرحلة جديدة بدأت منذ شهر تقريبًا بإدخال المصابين وأصحاب الأمراض المزمنة إلى مناطق الأسد وتقديم العلاج اللازم عبر معبر بستان القصر.

وتعالت الأصوات المطالبة بفتح المعبر بشكل كامل، كما طولب الهلال الأحمر بصفته جهة حيادية تتبع لمنظمة دولية، بالتدخل بالوساطة لحلّ المشكلة، ولكنّ ذلك قوبل بالرفض حتى من قِبل قوات المعارضة المسيطرة على المعبر من جهة المناطق المحررة، وهي حركة أحرار الشام وجبهة النصرة.

وعللت أطراف المعارضة المسؤولة عن المعبر رفضها بـ “دواعٍ أمنية وعسكرية خاصة”، والخوف على حياة المدنيين بسبب تكرار استهدافهم من قبل قناص المشارقة التابع للنظام أثناء عبورهم على الدوام، إذ أكّد ناشطون لعنب بلدي أن الأيام الأخيرة للمعبر شهدت ما لا يقل عن 10 حالات قنص يوميًا قبل إغلاقه بشكل نهائي.

وتدخّل عندها الهلال الأحمر بالتوسّط للقبول بمرور الحالات الإنسانية على الأقل، وبعد أن رُفض هذا الطلب أيضًا من قبل جميع الأطراف، وافق القائمون على المعبر من جهة المعارضة على العبور الإنساني، فيما استمرت المفاوضات مع النظام فترة طويلة إلى أن رضخ في النهاية بعد ضغوطات دولية كبيرة.

وبدأ الهلال الأحمر منذ حوالي الشهر تقريبًا، وبشكل شبه يومي، بعمليات العبور للحالات الإنسانية التي شملت حالات الكسور الكبيرة ككسر عنق الفخذ والحوض خاصة لكبار السن، ومرضى السرطان والقلب، ممن يصعب عليهم تحمل عناء السفر الطويل بين الطرفين، كما سجلت حالة نقل لطفلة مصابة بـ “متلازمة النيفروز الكلوية” وغيرها من الحالات الأخرى.

كما تكفّل الهلال بتأمين كل المستلزمات الضرورية للنقل، كالنقالة والكرسي المتحرك، بالإضافة إلى فرقة إسعاف للحالات الحرجة، والدخول بها عبر المعبر لاستلام الحالات المطلوبة، ونقلها إلى مناطق سيطرة الأسد لتلقّي العلاج المطلوب في المشافي.

وعند سؤال أبو حسين، وهو ناشط طبي وإغاثي، عن الآلية التي يتم بها التنسيق لنقل الحالات المرضية، أجاب بأن بعض الحالات يتواصل أصحابها مباشرة مع عناصر المعبر من طرف المعارضة، الذين ينسّقون بدورهم مع الهلال الأحمر للقيام بالنقل المطلوب.

وأضاف في حديثٍ لعنب بلدي “تتم إحالة حالات أخرى من المشافي المتواجدة في مناطق سيطرة المعارضة عبر المجلس الطبي للمدينة إلى الهلال الأحمر، والذي يقوم بأخذ المعلومات والبيانات الشخصية للمريض والتنسيق مع الجهات المعنية في مناطق النظام لأخذ موافقة العبور للحالة”، وتابع أبو حسين “خلال هذه المدة يتم أخذ موافقة حركة أحرار الشام وجبهة النصرة في الطرف الآخر وتحديد تاريخ العبور والبدء بتجهيز الحالة”.

ونوه أبو حسين إلى أن “النظام يستغرق حوالي 24 ساعة لإعطاء الموافقة مع العلم أن بعض الحالات لا تحتمل التأخير، فيما نرى في الطرف الآخر سرعة في الاستجابة”، موضحًا أن “عمليات النقل تمت غالبًا بسلام، ولم تسجّل سوى حالة واحدة تعرض فيها الفريق للاستهداف من قبل قناص المشارقة، ولكنها والحمد لله لم تصب أحدًا بأذى”.

وفي انتظار حلٍّ نهائي يعيد ارتباط شطري حلب ببعضهما، تبقى عمليات العبور هذه بمخاطرها ومشقتها، السبيل الوحيد المتاح حاليًا للتخفيف قدر الإمكان من معاناة الناس وآلامهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة