سوريون وأتراك يديرون فعاليات ثقافية مشتركة في أورفة

camera iconنائب رئيس بلدية أورفة في زيارة لمعرض "سلام" أحد فعاليات الحملة - 17 آذار 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أورفة – برهان عثمان

يدير مجموعة من السوريين والأتراك نشاطات في مدينة أورفة، سعيًا لتفعيل المشاركة والاندماج ضمن المجتمع، من خلال سلسلة من الفعاليات الفنية والثقافية، واللقاءات المشتركة والرحلات الترفيهية التي تركز على فئتي اليافعين والشباب.

انطلقت الحملة مطلع آذار الحالي وتستمر حتى منتصف نيسان المقبل، ويشارك فيها سوريون وأتراك بينهم مسؤولون وموظفون في قطاعات التربية والتعليم والبلدية والجمعيات، وأفراد يساعدون السوريين في المدينة.

 يشكل السوريون 20%من إجمالي عدد سكان أورفة التركية، وينتشر في كامل الولاية أكثر من 700 ألف سوري، موزعين على المدن والمخيمات، وفق الإحصائيات الرسمية.

عنب بلدي تحدثت إلى بعض المشاركين، ويقول الناشط سليمان السعود (23عامًا)، الذي يعمل منسقًا لفريق “أثر” التطوعي السوري، إن الحملة “رسالة عرفان إلى الأتراك لما يقدمونه من خدمات للسوريين”، لافتًا إلى أنها “تهدف إلى تفعيل العمل المشترك وزيادة النشاطات بين الجانبين على جميع المستويات”.

وتشرح المعلمة نضال الشيخ، عضو فريق “نساء الغد السوري” التطوعي، عن النشاطات، فترى أن لها جوانب تعود بالنفع على السوريين، “يمكن من خلال النشاطات التي تجري بالتعاون مع البلدية والأوقاف والتربية التركية، تفعيل الوجود السوري بشكل يجعله أكثر إنتاجية”.

وتضيف أن أحد أهداف الحملة، هو تمكين المرأة السورية وتنمية معارفها وخبراتها، وتوسيع شبكات العلاقات بين السوريين والمجتمع المضيف، “من الضروري أن نتواصل بشكل فعال ونتجنب الانعزال عن المحيط”.

فرق تطوعية بمشاركة رسمية

الشاب السوري عبد الله الصالح (18عامًا)، مقيم في أورفة ويشارك في الحملة، يقول إنها تضم أكثر من سبعة فرق تطوعية وخمس جمعيات وأربع منظمات، إلى جانب العشرات من الناشطين المجتمعيين من السوريين والأتراك.

“سعيد بمشاركة جميع الشرائح العمرية والمستويات الثقافية”، يضيف عبد الله، مشيرًا إلى أن الحملة تستهدف الأطفال واليافعين والنساء، وتتضمن نقاشات لمشاكلهم المعيشية والاقتصادية، إلى جانب تسليط الضوء على جوانب من التراث والثقافة السورية.

حضر الشاب جلسات حوارية وأمسيات ثقافية ومعارض صور ونشاطات مسرحية وقصصية، إلى جانب نقاشات لبعض الكتب السورية والتركية، كما يوضح لعنب بلدي، متحدثًا عن العشرات من الجلسات والورش التعليمية والدراسات حول وضع المجتمع السوري في أورفة.

ويرى عبد الله أن تجربته مميزة، ويصفها بأنها “رحلة مناورة بين التعلم والتطبيق بعد فهم حاجات المجتمع”، معتبرًا أن هذه الحملات “تسهم في إنتاج ناشطين مؤهلين ليصبحوا قادة مجتمعيين في المستقبل، عدا عن كونها تطبيقًا عمليًا لمفاهيم الحشد والمناصرة التي تساعد في إبراز القضايا وإيضاحها وحشد الرأي العام”.

كيف يرى الأتراك هذه الحملات

يقول الشاب التركي أونور تهماز إن العمل مع السوريين وفر له خبرات جديدة، وزاد من معرفته بالثقافة العربية والسورية، ويضيف لعنب بلدي “تعلمت بعض الكلمات العربية من السوريين الذين يشكل تفعيل قدراتهم، رافدًا مهمًا لمجتمعنا”.

يشكل السوريون جزءًا “لا يمكن إغفاله من الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مدينة أورفة”، وفق أونور، ويشير إلى أن تلاقي الطرفين السوري والتركي “يشكل حالة من الإبداع الخلاق ويمنح طاقة جديدة تدفع المجتمع إلى الأمام”.

“إما أن يستوعب المجتمع حالة التنوع ويجعل منها دافعًا إيجابيًا أو يرفضها، وبالتالي نكون أمام أطراف منعزلة تعيش في جو من التوتر وربما الصدام”، من وجهة نظر الشاب التركي.

أما السيدة التركية سيفجي إبراهيم، التي تعمل مساعدة للأطفال في المخيمات، فترى أن النشاطات في الحملة “تساعد السوريين على تجاوز ما مروا به من مشكلات لا تزال تؤثر على حياتهم ومزاجهم النفسي حتى اليوم”.

وتلفت إلى ضرورة أن تشمل الحملات المخيمات، “التي تعيش شبه عزلة عن العالم الخارجي”، على حد وصف سيفجي، “ما يزيد من صعوبة دمجهم مع المجتمع التركي في حال طالت مدة إقامتهم”.

كما تعتبر أن أي نشاط يهدف إلى الدمج، يجب أن يعمل على زيادة توافق السوريين مع المجتمع المضيف، “لكن مع الحفاظ على هويتهم الثقافية وطابعهم الاجتماعي المميز” .




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة