حصد لقب بطل الجمهورية في التسعينيات

مصاب بالشلل يدرب “كمال الأجسام” بريف حمص

camera iconا لرياضي سليمان الشيخ علي من أبناء الرستن مواليد 1969 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

حمص – مهند البكور

لا تمنع الإعاقة أصحاب العزيمة عن تحقيق مرادهم، وكما غير كثيرون من ذوي الاحتياجات الخاصة حياتهم على مستوى العالم، تحدى الرياضي السوري سليمان الشيخ علي شلل الأطفال الذي رافقه منذ ولادته، وحقق إنجازات على المستوى الشخصي، ليدرب في الوقت الحالي رياضة “كمال الأجسام” في ريف حمص الشمالي.

سليمان الشيخ (49 عامًا)، من أبناء مدينة الرستن، شمالي حمص، روى لعنب بلدي مسيرة حياته، التي تجاوز خلالها إعاقته الدائمة وظن أنه غير قادر على المضي قدمًا في تحقيق هدفه، على حد وصفه، مؤكدًا أنه تجاوز كل ما دار في ذهنه عن الفشل، ليحصل على لقب بطل الجمهورية عام 1995.

درس سليمان في مدرسة “الأمل للمعوقين” في دمشق، وكان من المتفوقين ليتابع دراسته حتى حاز على الثانوية العامة بفرعها العلمي، ليكمل تعليمه في معهد الإلكترونيات بالعاصمة، ثم يفتتح محلًا لإصلاح الساعات والهواتف النقالة في مدينة حمص وسط سوريا.

التجربة الأولى في ممارسة الرياضة كانت عام 1994، في صالة “عبد الباري هواش” في حمص، يقول سليمان، “كانت أصعب التجارب وتساءلت مرارًا حينها، كيف لي أن أنجح وأنا غير قادرٍ على حمل عكازي”.

ويشير إلى أنه انتسبت للنادي الرياضي في الصالة، مردفًا “تدربت كثيرًا وكنت مستمتعًا، فقد كان الأمر بمثابة تحدٍ للإعاقة التي أُعاني منها، ثم تابعت مسيرتي وتكللت بالنجاح لدى حصولي على لقب بطل الجمهورية، فكان اللقب ثمرة جهدٍ بذلته وأمل زُرع في جوفي وتحدٍ كان الأقوى في حياتي”.

عقب بدء الثورة السورية، استمر سليمان بممارسة الرياضة بشكل فردي، إلى أن أصيب ولده بشظية أدت إلى بتر يده، ويوضح “مررت حينها بظروف صعبة كما بداية مسيرتي، ومنذ ذلك الوقت قررت أن أدرب الشباب المصابين خلال الثورة”.

بالاتفاق مع بعض زملائه في الرياضة ومن حصلوا على لقب بطل الجمهورية سابقًا، بدأ سليمان التدريب على مدار ساعتين في اليوم، ضمن صالة لأحد أصدقائه أسسها في الرستن، مشيرًا إلى أن الفكرة لاقت ترحيبًا “كبيرًا” من الشباب المصابين.

كغالبية المشاريع في المناطق المحاصرة، عانى سليمان من صعوبات، أهمها نقص المعدات وعدم توفر وسيلة لنقل المصابين وذوي الاحتياجات الخاصة إلى مكان التدريب، على حد وصفه.

يرى الشاب محمد الخليل من أبناء الرستن، أن سليمان رمز للإصرار والأمل، موضحًا لعنب بلدي “عندما سمعت قصته ورأيته لم أصدق أنه مدرب رغم إعاقته، كما أن حيازته للقب قبل سنوات أمر صعب ويحتاج جهدًا جبارًا”.

لمس محمد الإصرار وتعلمه من سليمان، كما يقول، مضيفًا “غير نظرتي للحياة وكان مثالًا إيجابيًا لفكرة أنه مهما كنت ضعيفًا، تستطيع بالإصرار أن تبلغ هدفك”.

الشاب عمار أحمد أصيب بقدمه إثر قصف مدفعي استهدف منزله بريف حمص، يقول لعنب بلدي إن الأمل في عيون سليمان خفف عنه ألم إصابته، “بدأت أحس أنه يمكن أن أتحول لشخص آخر”.

ويؤكد أن قصته وغيره من أصحاب العزيمة، “ترفع من معنويات كل مصاب وتجعله يتشبث بالحياة”، مؤكدًا أنه أصبح متيقنًا بفكرة “نقص الشيء من الشخص يعوضه أمر آخر في داخله”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة