فاقدات المعيل يطردن شبح البطالة في ريف حمص

camera iconنساء يدرن مركز إنتاج الألبان في ريف حمص الشمالي - 22 آذار 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حمص

فقدت أم علي زوجها قبل سنوات لتعيش على “مساعدات أهل الخير”، كما تقول، إلى أن سجلت في مشروع “سبل العيش” وبدأت تكسب رزقها من عملها.

وافتتحت منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” مركزين لتصنيع الأجبان والألبان في ريف حمص الشمالي، مطلع العام الحالي، تديرهما نساء من فاقدات المعيل، في ظل ندرة فرص العمل في المنطقة.

“أعمل لتأمين لقمة عيش عائلتي”، تضيف أم علي لعنب بلدي، معتبرةً أن هذه المشاريع مهمة لدعم وتمكين المرأة ومساعدتها للعيش في وضع الكفاف، ومن الضروري أن تشمل كثيرات ممن فقدن أزواجهن.

يندرج المشروع ضمن برنامج “الأمن الغذائي وسبل العيش”، وفق عبد المالك كاخيا، مدير مشروع الألبان شمالي حمص، ويهدف إلى تأمين فرص عمل وتمكين المرأة الريفية التي فقدت زوجها، مستهدفًا النساء “الأكثر حاجة”.

وحذرت منظمة الأغذية العالمية (فاو) من تدهور الأمن الغذائي الوطني في سوريا، في تقرير منتصف آذار الحالي، مشيرة إلى أن خسائر القطاع الزراعي بلغت 16 مليار دولار منذ عام 2011 وحتى 2016.

المحامي إياد البكور، المطلع على قضايا العمل والتجارة في ريف حمص الشمالي، أوضح أن البطالة منتشرة في ريف حمص بنسب عالية، بعد توقف المعاملات التجارية في المنطقة.

وأشار لعنب بلدي إلى أن أهالي المنطقة الذين يعملون بالزراعة يشكلون 30% من العدد الإجمالي للسكان، أما المهن الحرة والتجارة فتشكل 10%، ليبقى ما يزيد على 60% بلا عمل.

ويوضح مدير المشروع عبد المالك كاخيا أن المراكز تؤمّن مشتقات الحليب في السوق المحلية، للإسهام في استقرار وثبات أسعارها.

نفذ المشروع على مراحل متعددة، بالتعاون مع المجالس المحلية في المنطقة، وفق كاخيا، ويشير إلى أن المنظمة اختارت بناءً وأعادت ترميمه، لضمان استمرار عمل المراكز بعد الانتهاء من دعم المشروع في نهاية آذار الحالي، وجهزته بالمعدات والأجهزة اللازمة للاستدامة.

وشكلت لجنتا حوكمة لكل مركز من مرشحي المجالس المحلية والاتحاد النسائي في حمص، لتديرا المراكز خلال التصنيع والتسويق، وتشرفا عليها ماليًا وإداريًا.

يزود كل مركز يوميًا بـ 1200 كيلوغرام من الحليب، في الوقت الحالي، وتقد عدد علب اللبن التي تطرح في السوق بشكل يومي بقرابة ألف علبة، لتوزع نصف إيرادات كل المركز على العاملات فيه.

يركز برنامج “سبل العيش” على مسارين رئيسيين، هما الإغاثة والتنمية المبكرة، وتقدر المنظمة أعداد المستفيدين الذين وصلت إليهم بأكثر من 3.5 مليون شخص، منذ تأسيسها في تموز 2013.

وتدير منظمة “إحسان” مشاريع مشابهة في كل من إدلب ودرعا، ولها مكاتب في كل من حمص وحلب وريف دمشق.

أم وائل من مدينة الرستن زوجة معتقل ولديها ستة أطفال، سجلت في المشروع وبدأت العمل، وتقول “أحصل على راتب جيد يكفيني وأولادي ولم أعد أحتاج إلى أي شخص”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة