في ذكرى مجزرة خان شيخون

tag icon ع ع ع

محمد رشدي شربجي

قبل عام من الآن ذهب أهل خان شيخون في المساء ليستيقظوا صباحًا وقد نقص عددهم 100 شهيد وشهيدة، لم تكن المجزرة عادية -وكأن هناك مجازر عادية وأخرى غير عادية، ولكن هكذا علّمنا المجتمع الدولي بطبيعة الحال- من رأى مشاهد الأطفال متوسعي الحدقات، والبلغم يخرج من أفواههم  لا يمكن أن ينساها، فكيف بمن عاشها.

كانت مجزرة باسم المجتمع الدولي وعرابته إسرائيل، التي اقترح رئيس وزرائها، بينامين نتنياهو، في 2013، على الرئيس الأمريكي أوباما صفقة الكيماوي، لتجنيب النظام السوري القصف مقابل تسليمه لترسانته الكيماوية.

بات واضحًا بعد سبع سنوات أن التدخل الأمريكي في سوريا خلال سنوات الثورة صب بقصد أو من دونه في صالح النظام السوري، فبداية ضغطت الولايات المتحدة على حلفائها على طول الخط من أجل منع تزويد المعارضة بسلاح نوعي قادر على قلب الموازين، فأوباما المهتم بإنجاز الانسحاب الأمريكي من العراق والاتفاق النووي مع إيران، سلم طهران إدارة العراق من أجل الهدف الأول، ثم سلمها إدارة سوريا لإنجاز الهدف الثاني، وأخيرًا جاءت الحرب على الإرهاب التي حرصت الولايات المتحدة على ألا تستفيد منها المعارضة بشيء، وفضلت التعامل -سواء في سوريا أو في العراق- مع ميليشيات مرتبطة مباشرة بإيران التي تجعجع الإدارة الأمريكية الحالية ليلًا نهارًا بضرورة مواجهتها.

أراد ترامب بعد المجزرة أن يثبت أنه ليس كأوباما، الذي وضع للأسد خطوطًا حمراء لم يلتزم بها، وهو ما كان، فقد أثبت ترامب أي قوة تتمتع بها أمريكا، وأن استمرار المقتلة السورية كان من الممكن أن يتوقف منذ سنوات لو أرادت.  وقد ظن كثيرون أن الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات، وهو الشيء الوحيد الصحيح الذي فعلته أمريكا في سوريا خلال سبع سنوات، هو بداية تحول في الموقف الأمريكي في سوريا، ولكن هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح.

قتل السوريون بأسلحة كثيرة، وجربت عليهم نوعية وفعالية أسلحة كثيرة أيضًا، قادة جيوش دول عظمى يتفاخرون بفعالية أسلحتهم في سوريا. في مؤتمر ميونخ للأمن قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل إن العالم يقف على حافة الهاوية، الحقيقة أن العالم يقف في الهاوية فعلًا، هذا ليس عالمًا للعيش، هذا عالم للموت.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة