تعا تفرج

ترفع القبعات لجبهة النصرة

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

الخبر الذي نشرته صحيفة عنب بلدي، بتاريخ 15 من نيسان 2018، عن تحركات هيئة تحرير الشام لاستعادة ريف حماه الشمالي، يمكن قراءته بطريقة فيها الكثير من الذكاء والألمعية، وبما أنني ذكي وألمعي، ولله الحمد، سأتولى هذه القراءة بنفسي، فأقول إن إخوتنا المجاهدين في تنظيم قاعدة الجهاد (فرع جبهة النصرة) الذين يشكلون العصب الأساسي لهيئة تحرير الشام، قد أحسنوا التصرف حيال هذه القضية، ولولا أنهم يعتبرون رفع القبعة نسجًا خبيثًا على تصرفات الكفار، لرفعت لهم قبعتي، مع أنني أساسًا، لست من معتمري القبعات.

حينما أدرك إخوتنا مجاهدو فتح الشام خطورة الأحداث الأخيرة التي تعصف بهذه الرقعة المباركة من بلاد المسلمين، أعني بلاد الشام، وخصوصًا الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية التي وجهت لنظام الأسد في أعقاب الهجوم الكيماوي على “دوما”، فقد استنفروا، قبل تنفيذ الضربة بأيام، وعقدوا اجتماعات بحثية مكثفة، وجلسوا إلى طاولة مستديرة ملأى بالكومبيوترات، واللابتوبات، والآيبادات، وبرجكتورات الإضاءة، واللواقط.

وبدأت فرق الرصد التابعة لهيئتهم تتابع ما يجري في أروقة دوائر صنع القرار الأمريكية، البيت الأبيض، والكونجرس، والبنتاجون، ومؤسسات استطلاع الرأي، وصقور الجمهوريين، وحمائمهم، وموقف الحزب الديمقراطي المتصيد لأخطاء الرئيس، وتابعوا ما يجري في المؤسسات الأوروبية، البريطانية والفرنسية على وجه الخصوص، وتغلغلوا في كواليس نوادي المضاربات المالية بـ وول ستريت، ودبي، وقرؤوا تقارير البنوك المركزية العالمية، وأرقام مبيعات شركات إنتاج السلاح، وتجارته، وميزانيات الدول النفطية التي تورطها الدول الإمبريالية في حروب جانبية لتجبرها على شراء أسلحتها وذخائرها بمبالغ خيالية، والمركز المالي لما تبقى من نظام الأسد، وروسيا، وإيران، والمؤسسات العراقية واللبنانية والأفغانية التي تتبع لها الميليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام.

وبعد حصول الضربة الأمريكية البريطانية، درسوا التأثيرات، والارتدادات، والعمق، والدبكة التي عقدها أنصار النظام عندما تأكدوا أن التحالف الثلاثي لا يريد إسقاط الأسد حاليًا، وأعدوا تقارير عن المواقع التي ضربت، وإمكانيات النظام وحلفائه المتعلقة بإعادة تأهيلها، وتَخَلْخُل التحالفات القائمة بين روسيا وإيران وتركيا من جهة، وأمريكا وتركيا والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، والوجود الأمريكي في شرقي الفرات، ومحاولات بريطانيا وفرنسا إقناع أمريكا بعدم الانسحاب من سوريا، والرسائل التي وجهتها السفارة الأمريكية في عمان إلى الفصائل التي تتمول من “الموك” بضرورة الابتعاد عن استثارة النظام والروس لكيلا يمتلكا حجة للعدوان عليهم ويخرقا معاهدة خفض التصعيد الجنوبية، ونقاط التفتيش التي أحدثتها تركيا في الشمال، بالاتفاق مع إيران وروسيا، والتغير في علاقات أمريكا مع الـ بي واي دي، واحتمالات دخول الأتراك إلى منبج، وانخفاض سعر صرف الليرة التركية، والليرة السورية، والأخبار المتعلقة بتوجيه إسرائيل ضربات متتالية لمواقع إيرانية في سوريا مستقوية بالحلف الثلاثي الجديد.

بعد هذه الدراسات المعمقة، عرفت هيئة تحرير الشام أين تقع الخاصرة الهشة للنظام، لذلك تحركت من مورك، إلى خان شيخون، باتجاه معرة النعمان… ومما لا شك فيه أنها، بعد أن تتمكن من معرة النعمان، ستنطلق بجحافلها المؤللة لاحتلال قرية معرشمشة، لتطهيرها من الخوارج، كلاب أهل النار!




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة