مخيمات اللاجئين في لبنان سوء في الصرف الصحي، والبلديات تهمل نقل النفايات

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – العدد 143 – الأحد 16/11/2014

تمام محمد – بيروت

تعاني العائلات السورية في مخيمات اللجوء على الأراضي اللبنانية من سوء الصرف الصحي في خيامهم، بينما تهمل البلديات المسؤولة عن رعايتهمالمرج٢ نقل النفايات إلى الأمكنة المخصصة لها، ما يجعلها تتراكم بالقرب منهم مهددة إياهم بأمراضٍ عديدة، وسط الأوضاع المادية والأمنية المتردية في مناطق تجمعهم، ليزيد حجم العبء المتراكم عليهم في الغربة.

«حتى في قضاء الحاجة لا نجد الراحة، حمامنا حفرةٌ صغيرة مغطاة بلوح التوتياء فحسب»، هي إحدى الجمل التي قالها أبو محمد، أحد اللاجئين إلى البقاع اللبناني، في حديثه لعنب بلدي، موضحًا المعاناة التي تلاقيها كثيرٌ من العائلات السورية في الجوار عند استخدامهم «التواليت الخمس نجوم».

ويصف أبو محمد حالة الحمامات في مخيم الفاعور، التي تتموضع جوار الخيم، بكونها برّاكيات دائريةٌ مصنوعةٌ من ألواح توتياء «لا تكاد تستر من يجلس خلفها»، ولا تصلها المياه الصحية «نصحب معنا غالونات ماءٍ بعد تعبئتها من بئرٍ قريب لقضاء حاجتنا»، بينما تصب الفضلات في حفرٍ كبيرةٍ «تطوف بعد هطول الأمطار لتطوف معها حماماتنا».

أم زينب لاجئةٌ في مخيمٍ مجاور، أفادت عنب بلدي أن هذا النوع من الحمامات، الذي لا تصله أنوار الكهرباء ليلاً، يدفع الأطفال في غياب الأهل إلى قضاء حاجتهم قرب البراكية «خوفًا من وحشتها، ما يسبب انطلاق الروائح البشعة ليلاً على سكان المخيم»، في حين لم تعد كل طلباتهم إلى المنظمات الإغاثية الرامية إلى تحسين وضع الحمامات بنتيجة تذكر.

في حين يعتبر بعض اللاجئين في مخيماتٍ أخرى أن مشكلة التخلص من النفاياتٌ المتراكمة هي أسوأ المصائب التي نزلت بهم خلال فترة لجوئهم إلى لبنان، إذ يستطيع البعض إلى حدٍ ما التأقلم مع ظروف المعيشة والعمل الصعبة، في حين «لا يطيق أحدٌ منا رؤية منظر القمامة المرمية بجانب بركاياتنا»، حسب وصف أبي ياسر، المسؤول عن أحد مخيمات المرج.

وأشار أبو ياسر إلى تقصير موظفي البلدية في أداء واجبهم في نقل النفايات بعيدًا عن المخيم، «تأتي سيارة الزبالة لتفرغ الحاويات في فترة لا تقل عن 10 أيامٍ في أحسن الأحوال» ما يسبب تجمعها أمام باب المخيم «بشكلٍ مثيرٍ للاشمئزاز».

أما مالك، أحد قاطني التجمع نفسه، أفاد عنب بلدي أن سبب المشكلة هو «تقاعس رئيس بلدية المرج عن تقديم الخدمات لهذا المخيم»، كون المجلس السويسري للاجئين السوريين مسؤولًا عن رعايته بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة «الذين لا يهتمان إلا بتعليم الأطفال وتسجيل العائلات في سجلاتهم»، بينما لم يلتفت أحدٌ منهم إلى النفايات التي تملأ أنحاء المخيم.

وأضاف مالك أن مسؤولي النظافة في البلدية نقلوا الحاويات إلى داخل المخيم «بذريعة المنظر غير اللائق على جانب الطريق»، إلّا أن سكانه أعادوها إلى الخارج خوفًا من انتشار الأمراض بينهم.

صعوبة الحال ذاتها كانت دافعًا عند أبي ماجد وجارته الحاجة أم عبدو القاطنين في المخيم نفسه، إلى السخرية من حجم المعاناة إما بدافع التخفيف منها، أو تعبيرًا عن حرقة قلوبهم إثر الحال التي وصلوا إليها، إذ يقول أبو ماجد «أصبح دلو القمامة أمام خيمتي جزءًا منها اعتدت أن أراه كل صباح»، بينما قالت أم عبدو ساخرةً «أفكر بافتتاح مشروعٍ لتحويل القمامة إلى سمادٍ عضويٍ للزراعة بسبب كثرتها».

وقد نفذت المنظمة الأوروبية ECHO  بالتعاون مع منظمة أوكسفام خلال شهر آذار الماضي من العام الجاري مشروع النظافة والمياه لمخيمات النازحين السوريين في منطقة الكورة شمال لبنان، الذي يهدف إلى تأمين المياه النظيفة ومياه الشرب وتنفيذ وتركيب حمامات وأماكن للاستحمام، بينما لم تشهد باقي المناطق أيًا من هذه الفعاليات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة