أول جهاز طبقي محوري يعمل في “محرر” درعا

camera iconجهاز الطبقي المحوري في نوى قبل إصلاحه - 2017 (الهيئة السورية للإعلام)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

نجا بعض المصابين وفقد آخرون حياتهم في درعا، لعدم تمكّن الأطباء من تحديد دقة الإصابة، مع استمرار غياب أجهزة التصوير الطبقي المحوري الصالحة للعمل لسنوات عن المحافظة، إلى أن ظهرت بوادر مبشرة للأهالي، بعد تشغيل أول جهاز في مدينة نوى، الثلاثاء 24 من نيسان.

فقد الشاب محمد الزعبي حياته بعد تعرضه لإصابة على مستوى الحوض في المعارك ضد “جيش خالد بن الوليد” في ريف درعا الغربي، منتصف الشهر الحالي، إذ لم يتمكن الأطباء من تحديد حجم الإصابة للتعامل معها، بعد أن تطلب وضعه صورة طبقي محوري.

وقال ابن عمه، نجم، لعنب بلدي، إن غياب الجهاز واستحالة إسعافه إلى مناطق سيطرة النظام، إلى جانب إغلاق الحدود الأردنية بوجه مصابي درعا، دعا إلى نقله باتجاه الجولان المحتل.

وأوضح أن دخوله “تأخر أكثر من ست ساعات، بينما وصل إلى المستشفى هناك بعد مضي أكثر من 20 ساعة على إصابته، ثم فقد حياته”.

مها السعدي كانت محظوظة بأن بقيت على قيد الحياة، بعد إصابتها بطلق ناري على مستوى الصدر داخل منزلها في بلدة عقربا بريف درعا، قبل أربعة أشهر.

ووفق ما تحدثت مصادر مقربة من عائلتها لعنب بلدي، لزم إجراء صورة شعاعية لها لتحديد دقة الإصابة، لكن ذلك تعثر بسبب غياب التجهيزات اللازمة، ما دعا للتفكير بالمخاطرة بنقلها إلى الحدود الأردنية مع إمكانية رفض الأردن إدخالها للعلاج، إذ كان وضعها الصحي لا يحتمل التأخير.

نقلت مها إلى مستشفى “المواساة” في دمشق بعد التواصل مع “الهلال الأحمر”، بينما لم يستطع أحد من أقاربها مرافقتها خوفًا من الاعتقال، وفق المصادر، التي لفتت إلى أنها “أمضت أسبوعًا كاملًا دون مرافقة ثم استطاعت العودة بعد معاناتها التي لم تكن لتحدث في حال توفر أجهزة التصوير في محرر درعا”.

جهاز نوى يبدأ العمل

 عاد جهاز الطبقي المحوري في نوى بعد أن كان متوقفًا عن العمل منذ عام 2013، وهو من الأجهزة القديمة في المدينة.

دخل جهاز الطبقي المحوري في مستشفى الطبيب وليد خطاب بمدينة نوى العمل للمرة الأولى منذ سنوات، في إطار مرحلة تجريبية بطاقة جزئية للتأكد من وضع الجهاز بعد إصلاحه.

ويستقبل الجهاز الحالات الإسعافية فقط، وفق ما قالت مصادر طبية لعنب بلدي، وحددت تكلفة للصور حسب المنطقة في الجسم، عازية سبب أنها غير مجانية إلى الكلفة التشغيلية “الكبيرة” للجهاز، بينما أعفيت الإصابات الحربية الحديثة من الرسوم.

تبلغ تكلفة صورة الدماغ أو الجيوب 15 ألف ليرة سورية، وتُكلّف صورة الصدر بدون حقن 20 ألفًا، بينما يدفع المريض مقابل الصورة العظمية 15 ألف ليرة، وتصل تكلفة الصورة القطنية إلى 25 ألفًا، إلى جانب 20 ألفًا لصورة البطن والحوض.

وقالت مصادر مطلعة لعنب بلدي، إن جهازًا دخل إلى بلدة طفس في وقت سابق عن طريق إحدى المنظمات، بتمويل فردي، لكنه لم يعمل حتى اليوم، بحجة أنه يحتاج إلى كهرباء منتظمة ومستمرة، على عكس ما هو عليه الوضع اليوم في المحافظة.

يعاني أهالي المناطق “المحررة” من صعوبة واستحالة التوجه إلى مناطق سيطرة النظام في درعا أو السويداء، بحكم أنهم مطلوبون للسلطات الأمنية.

ويعتقد بعض السكان أن بدء عمل الجهاز قد يحل المشكلة لفئة واسعة من الناس، وخاصة ممن يعانون من الديسك وأمراض أخرى في الرأس، ويقول أطباء إنه ضرورة ملحة في المنطقة.

وتعتبر أجهزة الطبقي المحوري حساسة للأعطال، وفق تقنيين، وتحتاج عملية صيانتها فنيين ومختصين بالتشغيل، بينما ما زالت بعض الأجهزة في مدن وبلدات الجيزة وطفس وجاسم معطلة حتى اليوم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة