لا عنب في درعا.. المساحات المزروعة تتراجع 80%

camera iconمزارع العنب في محافظة درعا (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

تحول المزارعون في درعا جنوبي سوريا من زراعة العنب إلى زراعة أشجار أخرى تحتاج كمية أقل من المياه وتكاليف إنتاج أقل، كالرمان والقمح وغيرها، بعدما كانت مساحات شاسعة من المحافظة تزرع بعرائش العنب.

وأدى نقص المياه وزيادة تكاليف استخراجها مع ارتفاع أسعار المحروقات إلى تراجع المساحة المزروعة بالعنب بنسبة 80%.

كما أدى نقص الري إلى تقزم الثمرة وتقزم بالنبتة، وبالتالي ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض الإنتاجية حتى وصلت إلى 20% من الإنتاج الكلي للمحصول.

الأول في التصدير من محافظة درعا

وشغلت زراعة العنب ما يزيد على 60% من مساحة المحاصيل الثمرية خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1990 و2010، بحسب مدير مشروع المشاتل في درعا، خالد الحشيش، لعنب بلدي.

وأضاف الحشيش أن العنب كان يحتل المركز الأول من حيث الإنتاج في محافظة درعا جنوبي سوريا، وكان يُصدّر إلى دول الجوار ودول مجلس التعاون الخليجي.

لكن خلال الأعوام القليلة الماضية تراجعت زراعته، حتى وصلت إلى نسب متدنية جدًا لهذا العام، إذ وصلت إلى أقل من 10% عما كانت عليه.

ارتفاع التكاليف وانحسار المساحات المزروعة

يقول خالد الحشيش إن المزارعين استبدلوا زراعات أخرى بزراعة العنب، ولم يعد بمقدورهم الاستمرار بهذا الازدياد الكبير بتكاليف الإنتاج على عدة أصعدة، لا سيما الأيدي العاملة وارتفاع أسعار المحروقات وأسعار الأسمدة والأدوية.

ويرى خالد حشيش أن أسعار الأدوية المرتفعة واحتياجات زراعة العنب إلى ري كامل على مدار العام جعل من الصعب على الفلاح متابعة العمل بها، إضافةً إلى انخفاض الأسعار بسبب توقف التصدير وانحسار الأمطار وجفاف الآبار، ما اضطر الفلاح إلى تحطيب العرائش.

وقطع محمد العبدو، وهو مزارع من محافظة درعا، أشجاره بعد تراجع الموسم وتقزمها.

وقال العبدو لعنب بلدي، إنه باع الأشجار كحطب وأعمدة وأشرطة تساعد في نمو العنب.

وكان العبدو يعتمد فيما سبق على تصدير محصوله سنويًا إلى دول الجوار، ولكن توقف التصدير دفعه للتخلي عن أرضه.

حشرة “الفلكسرة” تفتك بالموسم

المهندس الزراعي في محافظة درعا جمال جعارة، عزا تراجع الإنتاج ودمار المحاصيل إلى حشرة “الفلكسرة” التي تستهدف المجموع الجذري.

وهي حشرة صغيرة صفراء اللون ولها أنواع متعددة، وأخطر أنواعها الحشرة التي تستهدف المجموع الجذري للنبتة، ما يؤدي إلى توقف نموها وتقزمها، وفق المهندس جمال جعارة.

وتنشط هذه الحشرة في الربيع إذ تحتاج إلى حرارة 13 درجة مئوية، ولون حوريتها أصفر وبعد تحولها إلى حشرة كاملة يصبح لونها أصفر غامق.

وتضع الحشرة البيوض على المجموع الجذري، وتحتاج من أربعة أيام إلى 12 يومًا حتى تفقس، وتتغذى اليرقات الصغيرة على جذر النبتة ما يؤدي إلى تعفنه، وبالتالي تظهر علامات التقزم على الأوراق وتراجع إنتاجية النبتة.

إعادة تأهيل المشاتل في المنطقة الجنوبية

عمل مجلس محافظة درعا على مشروع زراعي يهدف إلى إعادة تأهيل مشاتل “تل شهاب” ومشتل “نهج” لزراعة الأشجار المثمرة والحراجية.

ويمتد عقد التأهيل حتى نهاية عام 2018 بعد أن بدأ قبل عامين، وفق ما صرح مدير المشروع خالد الحشيش لعنب بلدي.

وعن الأصناف التي تنتجها المشاتل، قال الحشيش إنها أشجار الزيتون بجميع أصنافه، والأشجار المثمرة (التفاح، الخوخ، الدراق، المشمش، الإجاص، السفرجل، العنب وغيرها)، بالإضافة إلى الأشجار الحراجية (الكينا والسرو) وأشجار الزينة (المظلات والمرجان).

في حين يركز إنتاج المشاتل على تغطية الاحتياجات الزراعية للمنطقة الجنوبية في سوريا بشكل كامل، وقامت المشاتل مؤخرًا ببيع 60 ألف غرسة كينا بسعر 100 ليرة سورية للغرسة الواحدة، أما سعر غرسة المشمش والدراق والخوخ المطعم فيبلغ 200 ليرة، والإجاص بين 300 إلى 400 ليرة للغرسة الواحدة.

وارتفعت أسعار العنب عما كانت عليه قبل 2011 من 40 ليرة حتى سجلت أعلى مستوياتها 250 ليرة للكيلو الواحد.

كذلك الأمر بالنسبة لورق العنب، إذ ارتفعت أسعاره من 200 ليرة للكيلو الواحد وصولًا إلى ألف ليرة، وانخفضت مع ارتفاع أسعار المادة نسبة الطلب على المادة من المواطنين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة