اتفاق في جنوبي دمشق.. عناصر التنظيم إلى أين؟

آثار الدمار في مخيم اليرموك جراء المواجهات العسكرية بين تنظيم الدولة وقوات الأسد - 17 من أيار 2018 (أعماق)

camera iconآثار الدمار في مخيم اليرموك جراء المواجهات العسكرية بين تنظيم الدولة وقوات الأسد - 17 من أيار 2018 (أعماق)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تكتب آخر فصول معارك منطقة مخيم اليرموك الذي يتعرض لحملة مكثفة منذ قرابة شهر، تشنها قوات الأسد ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ويأتي ذلك بعد أنباء عن توصل الطرفين إلى اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة، دخل حيز التنفيذ في الساعة 12 ظهرًا من يوم السبت 19 من أيار، وحتى الخامسة من صباح الأحد 20 من أيار.

خبر الاتفاق تناولته وكالات روسية وشبكات موالية للنظام، وقالت إنه يقضي بانسحاب عناصر التنظيم من المنطقة بعد استسلامهم، قبل أن ينفي مصدر عسكري لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) الاتفاق قائلًا إنه “ليس هناك أي اتفاق بين الجيش السوري وإرهابيي داعش في الحجر الأسود، وما تم تناقله من معلومات غير دقيق”.

وبحسب معلومات عنب بلدي، فإن قياديين في “قوات الغيث” التابعة لـ “الفرقة الرابعة” المقاتلة في المنطقة طلبوا من العناصر، مساء الجمعة، التجهيز للتوجه نحو درعا، وعند سؤالهم عن مصير المعارك في المخيم، أجاب القياديون بأن “المعركة انتهت”.

وجهة مجهولة لمقاتلي التنظيم

وعقب الأنباء بدأت التساؤلات عن الجهة التي يمكن أن يخرج إليها عناصر التنظيم، في حال تم الاتفاق النهائي، ليدور الحديث حول منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي الخاضع لسيطرة “جيش خالد بن الوليد”، المتهم بمبايعة التنظيم.

“جيش خالد” استبق الاتفاق، وشن في 29 من نيسان الماضي هجومًا يهدف إلى السيطرة على بلدة الشيخ سعد ومنطقة مساكن جلين المجاورة لها، ليسيطر عليها لعدة ساعات فقط قبل استرجاعها من قبل فصائل المعارضة.

وكان هاشم أبو حذيفة، القيادي في “هيئة تحرير الشام” برر في وقت سابق لعنب بلدي الهجوم بأن “جيش خالد” يهدف بالسيطرة على بلدة الشيخ سعد إلى ربط مناطق سيطرته بمدينة الشيخ مسكين، التي تسيطر عليها قوات الأسد، وبالتالي تستطيع قوات الأسد نقل مقاتليها من جنوبي دمشق إلى حوض اليرموك.

وبحسب القيادي، تمتلك فصائل المعارضة الحق بإفشال صفقة مرور عناصر التنظيم في حال تمت، عبر استهداف أماكن تجمع الحافلات أو مسارها، أو استهداف مواقع قوات الأسد وحواجزها في الشيخ مسكين لإفشال العملية.

استنزاف لقوات الأسد

تأخر قوات الأسد في السيطرة على مخيم اليرموك أثار استياء مؤيدي النظام، خاصة وأن عدد مقاتلي التنظيم لا يتعدى 300 مقاتل، لكن مواقع موالية بررت ذلك بعدة أسباب منها “الطبيعة الجغرافية المعقدة والبنية العمرانية الصعبة التي تمنع توغل العربات المدرعة الثقيلة والمصفحة الأساسية في عمليات الاقتحام البري”، إضافة إلى كثافة الأنفاق أيضًا التي تعيق تقدم قوات الأسد برًا.

وعرضت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، الجمعة 18 من أيار، خسائر قوات الأسد منذ بدء الحملة، وذكرت أن مقاتلي “الدولة” تصدوا لمحاولات اقتحام قوات الأسد منذ بدء الحملة، التي قتل منها أكثر من 900 عنصر ودمرت لها 37 آلية عسكرية، تزامنًا مع استمرار الغارات الجوية (يقدر عددها بمئة غارة على الأحياء السكنية يوميًا) على مخيم اليرموك الذي دمر منه 80%.

ونشرت الوكالة صورًا للمخيم تظهر حجم الدمار الكبير نتيجة الغارات الجوية والقصف الصاروخي اليومي، ما يتقاطع مع ما نشرته عنب بلدي، في 22 من نيسان الماضي، بأن النظام يحاول تدمير المنطقة لاستخدام ذلك حجة لمنع الأهالي من العودة، ودمجها بتنظيم “باسيليا سيتي” العمراني، الذي أقرته محافظة دمشق، في 26 من آذار الماضي، ويمتد من جنوب المتحلق الجنوبي إلى القدم والعسالي وشارع الثلاثين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة