جبلة: تجار المدينة يدفعون رواتب “الشبيحة” مرتين

tag icon ع ع ع

حسام الجبلاوي – ريف اللادقية

طالبت ميليشيات جيش الدفاع الوطني مؤخرًا عددًا من التجار وأصحاب رؤوس الأموال في مدينة جبلة، تخصيص مبالغ شهرية لصرفها كرواتب لمقاتلي “الدفاع الوطني”، رغم استمرار حملات السرقة والابتزاز التي يقوم بها هؤلاء المقاتلون، الذين أصبح لهم اليد العليا في المدينة بعد انحسار دور الشرطة وأجهزة الأمن.

وذكر عضو لجان التنسيق المحلية في مدينة جبلة أبو ملهم جبلاوي لجريدة عنب بلدي أن” لجان الدفاع طلبت من تجار مدينة جبلة ما يقارب مبلغ مليون ونصف ليرة سورية شهريًا، ليتم اعتمادها كرواتب لميليشيات الدفاع بعد زعمهم عدم وجود رواتب لهم من النظام”.

وبررت ميليشيات الدفاع للتجار ذلك بأنها تعمل على حمايتهم و “من أجلهم” بحسب أبي ملهم، الذي أشار الى “تعاون بعض التجار بالفعل، بعد خشيتهم من الاعتقال أو مصادرة الأرزاق”.

ودفع القرار بعض التجار لمغادرة المدينة، كحال أبي فراس، وهو تاجر مواد غذائية، إذ وقع عليه الاختيار في دفع جزء من الرواتب يصل إلى 75 ألف ليرة شهريًا، لكنه فضل الخروج من المدينة خوفًا من الاعتقال كون المبلغ فوق طاقته، كما يقول لعنب بلدي.

ولا يبدو أن حالات الابتزاز تمارس بحق تجار المدينة فقط، إذ أكد أبو محمد، أحد العاملين في المجال الصناعي (رفض الكشف عن اسمه الصريح لدواع أمنية)، أن “ميليشيات الدفاع الوطني دخلت متجري يوم الثلاثاء الفائت وقامت بأخذ معدات صناعية دون دفع ثمنها، تصل قيمتها إلى 200 ألف ليرة” بحسب قوله.

وأكد أبو ملهم أنه “في ظاهرة غير مسبوقة تم إعمار وإكساء ما يقارب 50 منزلًا تتبع لعناصر من الدفاع على حساب تجار وعمال مدينة جبلة، وذلك عدا المفروشات والأدوات الكهربائية”، موضحًا أن ذلك يجري بالتهديد والاعتقال في حال عدم الاستجابة”.

وقد انعكست هذه الممارسات على الظروف المعيشية لأهالي المدينة، إذ أوضح أبو ملهم “زاد تسلط ميليشيات الدفاع من قساوة الوضع المعيشي المتدهور أصلًا، حيث وصل سعر جرة الغاز إلى 5 آلاف ليرة مع ندرة وجودها، وتضاعفت ساعات تقنين الكهرباء في المدينة لتصل مؤخرًا إلى 4 ساعات تقنين مقابل ساعتين للتشغيل، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمواصلات نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات بعد قرار حكومي بتخفيض مخصصات المحافظة من الوقود”.

وأشار أبو ملهم الى موجة هجرة جديدة، تشهدها اللاذقية وطرطوس باتجاه تركيا، من المرافئ البحرية في المدينتين، مستدلًا بـ “زيادة عدد الرحلات السياحية من سوريا الى مرسين التركية من رحلة واحدة أسبوعيًا، إلى أكثر من 4 رحلات، وبمعدل بين 300 إلى 500 راكب في كل رحلة”.

يذكر أن لجان “الدفاع الوطني” في مدينة جبلة بقيادة آيات بركات، متهمة بقتل واعتقال وتهجير عدد كبير من أبناء مدينة جبلة، وما يزال 14 مخطوفًا من أبناء المدينة مفقودًا منذ أشهر، بالإضافة إلى عشرات المعتقلين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة