تعا تفرج

الصبر طيب يا حسن نصر الله

tag icon ع ع ع

خطيب بدلة

نقلت صحيفة “عنب بلدي” عن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أنه دعا أنصارَه إلى مواجهة العقوبات التي فرضتها أمريكا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقيادات حزب الله اللبناني، بـالتحمل، والصبر.

اعتبرَ المراقبون الدعوةَ إلى مواجهة العقوبات الأمريكية الظالمة بالتحمل والصبر خطوةً إلى الأمام في خطاب حسن نصر الله النضالي، فقبل وقت ليس بالبعيد، دعا أنصارَه لـ “التغريد” على تويتر، في مواجهة العدوان الأمريكي المتواصل على الأمتين الفارسية والإسلامية… ووقتها خطرت لي، أنا محسوبكم، فكرةٌ خشيتُ أن أعرضها عليه، فيضطرب، ويتكركب، و”يَنخَطِفْ دوزانُهُ” في أثناء قيادته لمحور الممانعة.

فكرتي هي أن كثرة “التغريد” من قبل هؤلاء الأنصار حول أُذُنَي دونالد ترامب، وآذان قادة الكيان الصهيوني الغاصب، تجعلهم ينطربون، ويرفعون من معدل العدوان على الأمتين الفارسية والإسلامية، وبدلًا من أن يكتفوا بقصف مواقع إيران وحزب الله في سوريا، ونقلِ السفارة الأمريكية إلى القدس، يخطر لهم، على هوى الانطراب من حلاوة التغريد، أن يفسخوا الاتفاق النووي (إذ لم يكن قد فسخوه بعد) فينزل، بالتالي، سعرُ صرف الريال الإيراني في مواجهة الدولار إلى الحضيض، ويصبح لزامًا عليهم أن يصبروا، ويصابروا، ويحتسبوا، ويتحملوا أكثر مما كانت تتحمله بعض الكائنات غير البشرية، ويا حبذا لو أنه اتبعَ، في مواجهة هذا الحلف الإمبريالي المتصهين، أسلوبَ التشويش و”النكرزة”، واستخدم، في موضع “التغريد”، أصواتًا مُنْكَرَة، تتناسب مع خطورة هذه المرحلة النضالية الصعبة!

برأيي المتواضع أن الطريق الطويل الذي اختارَ حسن نصر الله السيرَ عليه، وهو طريق تحرير القدس، لا يحتاج إلى التحمل والصبر فقط.. وإنما العودة إلى التجارب النضالية المتراكمة، وأهمها، بلا شك، تجربة حافظ الأسد الذي كان يدعونا نحن المواطنين السوريين لأن نضحي بالغالي والنفيس (أحلى شي النفيس!) ويضيف بندًا آخرَ شديدَ الأهمية هو: الشهادة في سبيل الله.

سأصدقكم القول بأننا كنا “آخدين” فكرة غامضة بعض الشيء عن مفهوم الشهادة، واعتقدنا، لزمن طويل قبل الحركة التصحيحية، أن الشهادة تعني أن يذهب الواحدُ إلى الجولان حصرًا، ويبدأ المواجهة مع الصهاينة الحقيرين، بطريقة “قاتل أو مقتول”، إلى أن يمن الله عليه بالشهادة، ويذهب من هناك إلى جنة الخلود سكارسا.

ولكن حافظ الأسد -جزاه الله خيرًا- أنار لنا الطريق، وأعطانا فكرة بأن الشهادة مثل الجنون، لها سبعة وسبعون بابًا، فالشهيد هو مَنْ يُقْتَل في أثناء اشتراكه في إبادة الفلسطينيين بـ “تل الزعتر”، أو في مواجهة مع القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، أو في اقتحام معاقل ميشيل عون، أو الذي يفجر نفسه في موكب لشخصية لبنانية أو فلسطينية أو سورية معارضة.

وأما الذين يموتون، بحسب حافظ ووريثه بشار، تحت التعذيب في أقبية المخابرات، وفي سجون أمن الدولة، وخلال المظاهرات المناهضة للاستبداد، ومن الجوع، والقهر، وبقصف البراميل، أو غرقًا في الطريق إلى اليونان، فهؤلاء ليسوا أكثر من خونة، ولا بد أن حسن نصر الله يترفع عن دعوتهم إلى التحمل والصبر، بل يدعو إلى قتلهم قبل الصهاينة والإمبرياليين والتكفيريين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة