«الجيش الوطني» في دير الزور بين النشأة وتنامي القوة

tag icon ع ع ع

محمد حسان – دير الزور

عمد نظام الأسد إلى زج أبناء المناطق التي ترتفع فيها حدة الاشتباكات بينه وبين قوات المعارضة في تلك المعارك، وبالأخص في محافظة دير الزور شرقي سوريا؛ إذ اعتمد في الآونة الأخيرة على ميليشيا «الجيش الوطني» كرديف أساسي لقواته، عمادها أبناء المحافظة أنفسهم، الذين انضموا إلى التشكيل إما خوفًا من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» أو طمعًا بالغنائم والمسروقات.

الناشط الإعلامي سرمد جيلاني تحدث لعنب بلدي عن بداية تنامي «الجيش الوطني» ومكوناته والدوافع التي أدت إلى انتساب الشباب له. يقول جيلاني «بدأ ظهور الجيش الوطني شهر حزيران العام الماضي، لكن دوره بدأ بالتبلور في أيلول من العام نفسه بعد انشقاق عدد من عناصر الجيش الحر والتحاقهم به، إثر مصالحة مع النظام»، وأضاف «الجيش الوطني في غالبه من أبناء مدينة دير الزور مع وجود أعداد قليلة من أبناء الريف والمحافظات الأخرى».

ونوه الجيلاني إلى أن «معظم العناصر انضموا إلى الجيش الوطني إما طلبًا للمال والرواتب التي يقدمها النظام، أو طمعًا بالسرقات التي يقوم بها الجيش، كما كان لتنظيم الدولة الإسلامية دور في انضمام بعض المقاتلين الذين رفضوا الانضمام له، أو كانوا مهددين بالقتل من التنظيم، أو كرد فعل على تهجيرهم من مناطقهم، كحال بعض أبناء عشيرة الشعيطات».

بدورها روت أم رامي لعنب بلدي تفاصيل انضمام ابنها ذي الـ 25 عامًا إلى الجيش الوطني، وقالت إنه في بداية الثورة انضم إلى فصيل في الجيش الحر في دير الزور، «عارضت التحاقه بذاك الفصيل خوفًا عليه، وعند دخول تنظيم الدولة الإسلامية للمنطقة واصطدام فصائل الجيش الحر معها ومقتل عدد منهم، أقنعته بضرورة المصالحة مع التنظيم، وخصوصًا بعد التقدم المستمر الذي حققه التنظيم، والحصار الذي يفرضه على المدينة، حيث لا يوجد منفذ للهرب إلا باتجاه النظام، ولكنه رفض».

لم يكن بالاستطاعة تهريب رامي خارج المدينة المحاصرة من جميع الجهات، وبدافع من الخوف عليه سمح له ذووه بالالتحاق بالجيش الوطني في المنطقة الخاضعة لسيطرة الأسد، ليصاب قبل أسبوع برصاصتي قناص في صدره في إحدى معارك النظام مع تنظيم الدولة، ليموت إثرها ويدفن دون وداع أهله؛ تقول والدته «رامي هرب من الموت إلى الموت».

ويخضع المنتسبون للميليشيا إلى معسكرات تدريب داخل القطع العسكرية التابعة لقوات الأسد، حيث يتم تزويدهم بالسلاح، ويسمح لهم بالاشتراك بالعمليات القتالية.

وعن دور عناصر الجيش الوطني وفعاليتهم بالمعارك الدائرة في دير الزور، قال أبو المعتز، وهو قيادي في الجيش الحر من أبناء المحافظة، إن «هذه الميليشيات لها دور كبير في معارك مطار دير الزور العسكري وحي الرصافة، حيث يتموضع معظم مقاتليها، إلا أنه تم استنزاف الكثير منهم، أي بنسبة 40% من عددهم البالغ ألفي عنصر».

وأردف أبو المعتز «إن التشكيل يعاني من مشاكل كثيرة مؤخرًا، أبرزها رفض عناصره الالتحاق بمعظم المعارك التي يخوضها النظام، وذلك إما بسبب الخوف من الوقوع أسرى لدى تنظيم الدولة وبالتالي التنكيل بهم، أو بسبب تخلي النظام عن معظم العناصر في حال محاصرتهم وعدم إرسال إمدادات لهم».

حاولت قوات الأسد اعتقال عدد من عناصر «الجيش الوطني» على خلفية عصيانهم وعدم التحاقهم بالمعارك الدائرة في المحافظة، ما أدى إلى صدام مسلح مع هذه المجموعات؛ إلا أن قوتهم المتنامية حالت دون أي قرار من النظام ضدهم، وخاصة بعد صدور قرار سحب الاحتياط، إذ جندت قيادة هذه الميليشيا عددًا كبيرًا من الذين أنهوا خدمتهم الإلزامية، ما رفع نسبيًا من الخبرة العسكرية والقتالية لدى مقاتليها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة