"المعلمون أولًا"

حملة جدلية بين مديرية تربية الغوطة وكادرها التدريسي

camera iconامتحانات شهادتي الإعدادية والثانوية في مدارس تربية حماة الحرة في ريف حماة - 19 حزيران 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

“لن تنهض أمة حتى تصون كرامة معلميها”، عنوان حملة أطلقها معلمون وأساتذة مدارس من الغوطة الشرقية، منادين بحقوق حرموا منها بموجب ظروف أفضت إلى تهجيرهم باتجاه الشمال السوري.

الغاية من هذه الحملة، وفق ما أعلن منسقوها، هي لفت الأنظار لمعاناة معلمي الغوطة الشرقية المهجرين، والذين لم يحصلوا على فرص عمل حتى اللحظة، أو حتى على شهادات خبرة تؤهلهم للعمل في المناطق التي هجروا إليها.

الحملة انطلقت، في 22 من حزيران الماضي، تحت اسم “المعلمون أولًا” ولا تزال مستمرة “حتى تحصيل حقوق المعلمين”، من بدل تهجير ومستحقات مالية لقاء عملهم لسنوات في الغوطة ومناطق التهجير.

تلك الحملة تستهدف بالدرجة الأولى مديرية تربية ريف دمشق في الغوطة الشرقية، التي كانت مسؤولة عن عمل كادرها من معلمين وإداريين داخل الغوطة، في حين لم تستطع تأمين الحماية اللازمة لهم في الشمال السوري، من وجهة نظر المشاركين في الحملة.

مهند العباس، موجه ومدرس للمرحلتين الإعدادية والثانوية في الغوطة، قال لعنب بلدي إن المعلمين الذي هُجروا لم ينالوا تعويضًا ماديًا أو معنويًا عن عملهم لسنوات طويلة في الغوطة، أو حتى “بدل التهجير” الذي منحته المديرية لإداريين فيها ومنعته عن المعلمين، على حد قوله.

وأضاف “كل المؤسسات التي كانت عاملة في الغوطة منحت كوادرها بدل تهجير، إلا مديرية التربية منحته للإداريين فقط”.

وبحسب مهند، فإن مديرية التربية طلبت من كادرها التدريسي المباشرة بمهامهم في الشمال السوري، وذلك خلال شهري نيسان وأيار الماضيين، وبعد أداء المدرسين لمهامهم خلال هذين الشهرين لم يحصلوا على رواتبهم مجددًا.

مديرية تربية الغوطة أمام تحدي التهجير

عنب بلدي تواصلت مع مسؤول إداري في مديرية تربية ريف دمشق، للاستفسار عن صحة ما يتم تداوله من قبل منسقي حملة “المعلمون أولًا”، والذي أكد بدوره حصول الإداريين على بدل تهجير، فيما لم يحصل المعلمون عليه.

المسؤول الإداري، الذي فضل عدم ذكر اسمه، قال إن برنامج “مناهل” المسؤول عن تمويل مديرية التربية في الغوطة سابقًا، أعلن عن “وفر” بعد حملات التهجير التي شهدتها الغوطة، مشيرًا إلى أن المسؤولين عن البرنامج هم من طلبوا إعطاء “بدل التهجير” للإداريين باعتبارهم أقل عددًا من المدرسين وجميعهم موجودون في الشمال.

وبحسب المسؤول، فإن المديرية طلبت من المدرسين في الشمال تسجيل أسمائهم ضمن قوائم لاستكمال حصولهم على مستحقاتهم، لكن بعض المدرسين الذين لا يزالون في الغوطة الشرقية طلبوا من أقاربهم تسجيل أسمائهم ضمن تلك القوائم، ما أربك عمل المديرية ومساعيها لتأمين التمويل لهم.

وأكد المسؤول أن المديرية طلبت بالفعل من المدرسين استئناف التدريس في مدارس الشمال السوري، من منطلق سعيها لتأمين فرص عمل لهم، لكن عملهم في مدارس الشمال يعني أنهم يجب أن يتلقوا رواتبهم من مديريات التربية هناك لا من المديرية نفسها، وأضاف “لا يمكن لبرنامج مناهل أن يعطي رواتب لمدرسين يعملون في مدارس لا يشرف عليها”.

وتعيش مديرية تربية الغوطة حاليًا تحديات التهجير، حالها حال الكثير من المؤسسات في الغوطة، وسط أنباء عن أن المديرية ستحل نفسها قربيًا في مديريات التربية العاملة في الشمال السوري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة