مظاهرات إيرانية تخلف اعتقالات.. ودعوات حكومية للتهدئة

مظاهرات في خرمشهر في ايران 2018 (وكالة فارس)

camera iconمظاهرات في خرمشهر في ايران 2018 (وكالة فارس)

tag icon ع ع ع

عادت المظاهرات الاحتجاجية في إيران، لتتوسع رقعة العصيان الشعبي إلى غربي البلاد بعد العاصمة ظهران، ضد تردي الأوضاع الاقتصادية وسوء الأوضاع الخدمية في البلاد.

وشهدت مدن جنوب غربي إيران، مظاهرات شعبية خلال الأيام الثلاثة الماضية، احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية ونقص المياه.

وأسفرت عن أعمال عنف واعتقالات واسعة وتحرك حكومي لتهدئة التوتر، بعد تبني الحكومة رواية تصف المحتجين بـ “المندسين والعملاء”.

مطالب قديمة متجددة

وقالت وكالة “رويترز” اليوم، الأحد 1 من تموز، إن الاحتجاجات الليلية التي شهدتها مدن خرمشهر وعبادان جنوبي البلاد، أمس السبت، تطورت لأعمال عنف بين المتظاهرين والشرطة الإيرانية، التي حاولت فض التجمعات بالقوة.

وأعلن مساعد وزير الداخلية الإيراني، حسين ذو الفقاري، اليوم، عن إصابة عشرة عناصر من الشرطة، قال إنهم أصيبوا خلال أحداث مدينة خرمشهر وعبادان، بحسب وكالة “فارس”.

واتهم ذو الفقاري بعض المتظاهرين بحمل السلاح أثناء الاحتجاجات، والهجوم على عناصر الشرطة ومراكز البنك والأبنية الحكومية.

وبحسب الوكالة، نفى مسؤولون إيرانيون في الحكومة، ما رفعه المتظاهرون من مطالب حول نقص المياه وملوحتها، واصفين تلك الادعاءات بالأكاذيب والغوغاء.

وكانت مدن ايرانية جنوب البلاد شهدت أمس السبت احتجاجات شعبية بسبب نقص المياه وملوحتها وبسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.

واستمرت المظاهرات حتى وقت متأخر من الليل، وتحولت إلى أعمال عنف، بحسب ما نقل التلفزيون الإيراني عن مشاهد وصفها بهجوم المتظاهرين على المراكز العامة.

وكالة “رويترز” نقلت عن وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني، إنه لم يقتل أحد في المظاهرات، وأن شخصًا أصيب بإطلاق نار.

وأضاف رحماني “جهدنا هو وضع حد لهذه الاحتجاجات في أقرب وقت ممكن مع ضبط النفس من جانب الشرطة وتعاون السلطات، ولكن إذا حدث العكس، فإن السلطة القضائية وقوات تطبيق القانون ستقوم بواجباتها”.

وبدأت الاحتجاجات في مدن إيرانية عدة منذ بداية العام بسبب جفاف المياه وملوحتها، ويتهم السكان المسؤولين بتفاقم الأزمة بسوء الإدارة.

وتقع مدن خرمشهر في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، وهي ذات أغلبية عربية، ويشتكي السكان مما يصفونه بالتمييز العنصري والقبضة الأمنية المشددة عليهم.

تداعيات المظاهرات وسط طهران

شهد السوق الرسمي وسط العاصمة طهران احتجاجات شعبية، خلال الأسبوع الماضي، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالحالة الاقتصادية التي وصلت إليها البلاد.

وعلق رئيس لجنة الشؤون الداخلية التابعة لمجلس الشورى الإسلامي، جواد كوليوند، اليوم بأن “ما شهده السوق من احتجاجات في طهران وبعض المدن له خلفياته القانونية. هناك فئة ليست منهم أقحمت نفسها في الاحتجاجات”، بحسب وكالة “فارس”.

وأضاف كوليوند أن “هذه الفئة الدخيلة، لا رغبة لها بوجود النظام ولا تشعر بالمسؤولية تجاه البلد، تدرّبت على أيدي أعداء الشعب الايراني، وحاولت ركوب أمواج الاحتجاجات الشعبية وأقدمت على إتلاف الممتلكات العامة”.

وتحدثت الوكالة، عن اعتقال 129 متظاهرًا في السوق العام وسط العاصمة طهران، بعد وصفهم بالجماعات المناهضة للنظام الإيراني، وعدم حصولهم على ترخيص.

ونقلت وكالة “رويترز” عن الزعيم الايراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، تعلقيه على الاحتجاجات في إيران، بأن الولايات المتحدة هي أبرز الخصوم الاقليميين، وهي وراء محاولة زعزعة استقرار الحكومة في طهران.

وأضاف خامنئي “إذا كانت أمريكا قادرة على التحرك ضد إيران فلن تحتاج إلى تشكيل تحالفات مع دول سيئة السمعة أو رجعية في المنطقة، وتطلب مساعدتها في إثارة الاضطرابات وعدم الاستقرار”.

وكانت مظاهرات اندلعت في مدينة مشهد، في كانون الأول الماضي، احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية وتدخل إيران في شؤون الدول الإقليمية التي أفقرت الشعب، بحسب شعارات رفعها المتظاهرون.

وامتدت المظاهرات لتشمل أغلب المدن الإيرانية في يوم واحد، بما فيها العاصمة طهران، وسط دعوات من السلطة الدينية للحزم مع المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل 21 شخصًا، بينهم مدنيون ورجال شرطة وأفراد من الحرس الثوري.

وردد المتظاهرون شعارات مثل “أطلقوا سراح السجناء السياسيين”، و”الحرية أو الموت”، و”الموت لروحاني”، و”الموت للديكتاتور”، و”اتركوا سوريا وفكروا بنا”.

وبحسب مركز الإحصاء الإيراني، وصلت نسبة البطالة إلى 12.4% في العام المالي 2017، في إيران، وهو ما يمثل ارتفاعًا نسبته 1.4% عن العام 2016.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة