كاسبر بيتر شمايكل.. شبل ابن أسد

tag icon ع ع ع

“هذا الشبل من ذاك الأسد”، مقولة تنطبق على حارس المنتخب الدنماركي، كاسبر شمايكل، نجل الأسطورة الدنماركية بيتر شمايكل، بعد المستويات المميزة التي قدمها خلال بطولة كأس العالم المقامة حاليًا في روسيا، خاصة في المباراة الأخيرة للمنتخب الدنماركي في دور الـ 16، التي خسر فيها بركلات الترجيح أمام كرواتيا، الأحد 1 من تموز، ليغادر الحارس البطولة مع منتخبه رغم نيله لقب رجل المباراة.

ويعتبر بيتر شمايكل من أنجح الحراس في الكرة المستديرة وحاز على لقب أفضل حارس في العالم في عامي 1992 و1993.

كاسبر بات يعتبر واحدًا من عمالقة حراس المرمى بعد مشاركته في مونديال 2018 الذي أثبت فيه علو كعبه، وقد قدم مستوى لا يقل عن والده الذي شاهد مباراة الدنمارك الأخيرة ضد كرواتيا من الملعب، وكان يتفاعل مع كل تحركات ابنه، وكتب بعد المباراة، عبر حسابه في “تويتر”، “ضاعت الكلمات، لا يمكن أن أكون فخورًا أكثر ببلدي وابني وجميع زملائه ومدربنا الوطني، بعد أن تجف الدموع سنعرف قيمة الإنجاز الذي قمنا به”.

أحلام الطفل الخجول

في عام 2000، بلغ كاسبر الرابعة عشرة من عمره، كان الفتى الصغير قد حدد رغبته بأن يصبح حارس مرمى أسطوريًا مثل والده، ومع مرور الوقت كان واضحًا للجميع قوة كاسبر وإمكانياته الكبيرة، إلا أن عيبه الوحيد كان حضوره، فلم يمتلك نفس الكاريزما التي كان يتمتع بها والده، ودائمًا كان خجولًا.

انتقد والده طبعه الخجول وقال عنه، “لم يكن يتمتع بما يكفي من شخصية وقوة، فقد تركيزه في أهم لحظات بعض المباريات، احتاج للكثير من الوقت والعمل خاصة مع الضغوط الملقاة على عاتقه، لم يكن كاسبر الذي ترونه الآن”.

ولم تكن مسيرة كاسبر الطويلة مستقرة، إذ لعب بين 2006 و2010 لثمانية أندية من درجات متفاوتة، ولم يوجد طيلة تلك الأعوام في أي مباراة دولية للمنتخب، ولم يكن له مكان، ولم يقتنع أحد بأنه يمكنه حراسة مرمى الدنمارك.

مورتن أولسن، مدرب الدنمارك، قال عنه حينها، “لماذا أستدعي حارسًا تألق لفترة وجيزة ولم يلعب لنفس النادي لفترة طويلة؟”، ثم عاد ليعلن “لن ينضم شمايكل للمنتخب لمجرد أنه ابن بيتر، عليه أن يكتسب مكانته”.

الانتقال إلى ليستر والتألق المتأخر

لكن تجربته مع ليستر سيتي الإنكليزي تعتبر الانطلاقة الحقيقية في مسيرته، بعد أن نجح معه في التتويج بلقب الدوري الإنكليزي في موسم 2015-2016، في إنجاز اعتبرته الجماهير الإنكليزية أنه “معجزة” لفريق كان يصارع على الهبوط قبل تحقيق اللقب بموسم وحيد.

وعقب ذلك صار كاسبر عنصرًا أساسيًا في تشكيلة المنتخب الدنماركي خلال تصفيات كأس العالم 2018، ويحسب له أنه حافظ على شباكه نظيفة في أربع من مباريات التصفيات الأوروبية من أصل تسع مواجهات.

وعانى كاسبر من سوء الحظ والإدارة طيلة مسيرته. ربما كانت موهبته واضحة وقابلة للتطور، لكنه لم يحصل على الرعاية اللازمة، ولم يعش في ظلال والده أو يلعب من أجله، بل اكتسب مكانته من الكفاح الذي خاضه طيلة مسيرته.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة