روسيا 2018.. منعطف الانتقالات الصيفية

اللاعب المكسيكي الشاب لوزانو

camera iconاللاعب المكسيكي الشاب لوزانو

tag icon ع ع ع

مع انتهاء بطولة كأس العالم يفتح باب الانتقالات الصيفية على مصراعيه في الدوريات الأوروبية والعالمية، ومن المؤكد أن للمونديال أثرًا كبيرًا على وجهات اللاعبين وتوجه الأندية في “الميركاتو” الحالي، بعد تصدر الكثير من اللاعبين المشهد في المحفل الكروي في حين خابت الآمال بآخرين.

على الرغم من عدم ارتباط رحيل كريستيانو رونالدو “المدوي” عن ريال مدريد باتجاه يوفنتوس بالمونديال، أسهم بشكل كبير بتشجيع الكثير من الأندية للذهاب وعقد صفقات كبيرة مع لاعبين كبار ومؤثرين في أنديتهم.

خبراء كرة القدم يقولون إنه من الخطير التوقيع مع لاعب ما بناءً على الأداء الذي قدمه في كأس العالم فقط، ولكن لا يمكن إنكار حقيقة أن لاعبي كرة القدم ووكلاءهم يرون في البطولة الدولية الكبرى فرصة مثالية لإظهار مواهبهم أمام جمهور كبير.

وسعى ريال مدريد، منذ أربع سنوات خلت، إلى التعاقد مع الكولومبي خاميس رودريفوز وجعل منه أحد نجوم تشكيلته، وذلك عقب الأداء المذهل الذي قدمه اللاعب بألوان منتخب بلاده في كأس العالم 2014 بالبرازيل.

ويعتبر توقيع النادي الملكي مع اللاعب الكولومبي خير دليل على أن تقديم أداء جيد في المونديال كفيل بتغيير مسيرة لاعب كرة القدم.

وبعد انتهاء مونديال كأس العالم، بدا جليًا أن هناك الكثير من المواهب والجواهر التي برزت ووجدت نفسها على لوائح المتنافسين في السوق الكروية الأوروبية والعالمية، لتسير بذلك على خطى رودريغز.

تعتبر أندية أرسنال ومانشستر يونايتد وليفربول الإنكليزية، إلى جانب ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، أبرز الأندية التي تتجه أنظارها إلى المسابقات الدولية لا سيما المونديال لاكتشاف المواهب الشابة التي تبرز في تلك المسابقات.

ويضمن ذلك لتلك الأندية انتداب لاعبين شباب أقل تكلفة من صفقات الانتقالات، التي شهدت في الموسمين الأخيرين تضخمًا تاريخيًا بالنسبة لأسعار اللاعبين، كصفقة نيمار دا سيلفا البرازيلي، والفرنسي كيليان إمبابي وعثمان ديمبلي وغيرهم.

ويعد نادي العاصمة الإنكليزية أرسنال أول المتعاقدين مع اللاعبين الذين برزوا في المونديال، بعد أن تعاقد مع الأوروغوياني لوكاس تريرا لاعب نادي سامبدوريا الإيطالي.

وتنطلق الأندية الكبرى بعد المواجهة النهائية لتعزيز صفوفها وترميم مراكزها بضم المواهب الصغيرة، التي قد لا تكلفها كثيرًا مقارنة بلاعبين بارزين في الكرة الأوروبية.

كأس العالم.. “دبغة” النجومية في سوق الانتقالات

ما بين مونديالي فرنسا 9819 والبرازيل في 2014، لم تنس الجماهير كيف صنع كأس العالم من زين الدين زيدان بطلًا قوميًا في بلاده، بعدما حقق لقب البطولة الأول لفرنسا بتسجيله هدفين بالرأس في المباراة النهائية لمونديال 1998، التي جمعت الديوك أمام السامبا البرازيلية.

ولم يفاجئ خبر انضمام لاعب المنتخب الكولومبي خاميس رودريغيس إلى ريال مدريد متابعي كرة القدم، بموجب الأداء والجمالية التي قدمها اللاعب خلال كأس العالم رغم صغر سنه، وتحصيله لقب هداف البطولة بستة أهداف، دون أن يكون اسمه معروفًا قبل المسابقة العالمية، في وقت كانت العيون تراقب مرشحين آخرين.

أما في كأس العالم 2010، فكانت السيطرة إسبانية تمامًا، وضم الفريق المثالي للبطولة ستة لاعبين من إسبانيا، خمسة من فريقي القمة الريال وبرشلونة، إضافة إلى ديفيد فيا من فالنسيا، وكانت النتيجة انضمامه إلى برشلونة بعد نهاية البطولة.

في مونديال ألمانيا 2006، حققت إيطاليا اللقب، فذهب مدافع إيطاليا فابيو كانافارو إلى ريال مدريد وجان لوكا زامبروتا إلى برشلونة، قبل أن يعودا إلى الدوري الإيطالي دون تحقيق ما كان متوقعًا منهما، بالمقارنة مع أدائهما خلال كأس العالم.

ورغم حزمة المفاجآت الضخمة التي حملها مونديال كوريا واليابان 2002، إلا أن عنوان “عودة رونالد” (الظاهرة البرازيلية) أو “ولادة ثانية لرونالدو” كان أبرز ما طغى عليه، في ظل سلسلة الإصابات التي أنهكت اللاعب وكادت أن تؤدي به للاعتزال، قبل أن يعاود التألق ويحقق لقب البرازيل الخامس، ولقب هداف كأس العالم متصدرًا قائمة الهدافين عبر التاريخ، قبل أن يكسر رقمه لاحقًا الألماني ميروسلاف كلوزه خلال مونديال 2014.

إضافة إلى مفاجأة أخرى كان بطلها السنغالي الحاج ضيوف، الذي قدم أداء جيدًا للغاية ولفت الأنظار نحوه، لينتزع ليفربول الإنكليزي خدماته، لكنه فشل بشكل واضح في الآنفيلد، وربما هذا ما جعل نادي ليفربول الإنكليزي لا يغامر بشراء لويس سواريز بعد كأس العالم 2010، بل تركه عامًا آخر مع أياكس الهولندي، للتأكد من مستواه وخشية تكرار تجربة ضيوف.

وحقق منتخب تركيا إنجازًا بات أشبه بلقب البطولة لدى الأتراك، بحصوله على المركز الثالث في مونديال 2002، إنجاز ما كان ليتحقق لولا تألق حارس المرمى روستو، الذي كان غير مرتبط بفريق قبل البطولة، فانتقل إلى برشلونة بعدها وشارك في أربع مباريات فقط، ثم عاد إلى الدوري التركي.

وبالعودة إلى مونديال فرنسا 1998، الذي أظهر الأثر الأكبر للمونديال في تقلب بورصة انتقالات اللاعبين، من خلال واقعة اللاعب الكرواتي روبرت يارني الذي وقع قبل كأس العالم مباشرة عقدًا جديدًا مع نادي كوفنتري سيتي، ثم أبدع خلال البطولة العالمية مع منتخب بلاده كرواتيا، ما دفع بنادي ريال مدريد إلى جلبه دون أن يشارك مع فريقه الإنكليزي في أي مباراة.

عزز مواهب سابقة واكتشف مهارات جديدة

المونديال الحالي في روسيا كان على غرار المسابقات السابقة باكتشاف مواهب جديدة وبزوغ نجوم جدد على الساحة الكروية، ومن أهمهم:

السويسري شيردان شاكيري

قدم لاعب الوسط الدولي السويسري شيردان شاكيري أداء مميزًا مع منتخب بلاده في النهائيات جعله محط أنظار الكثير من الأندية الإنكليزية، أهمها ليفربول ومانشستر يونايتيد.

شاكيري من مواليد 1991 بدأ مسيرته الاحترافية في نادي بازل السويسري 2009، ثم انتقل إلى بايرن ميونيخ الألماني قبل أن ينضم إلى ستوك سيتي الإنكليزي.

وبعد أدائه في روسيا دار صراع بين الشياطين الحمر وليفربول لضمه، لتنتهي المفاوضات بالتوقيع لمدة خمس سنوات مع نادي ليفربول.

وأعرب يورجن كلوب، المدير الفني للنادي، عن إعجابه بشاكيري بالقول، “إنه يمتلك السرعة والقوة والتمركز الصحيح في الملعب، وعندما يصبح لاعب بمثل قدراته متاحًا، علينا أن نسارع لإتمام الصفقة دون تفكير”.

الأوروغوياني لوكاس تيريرا

من اللاعبين الذين سلطت الأضواء عليهم كان لاعب وسط الأوروغواي لوكاس تيريرا، الذي قدم مستويات جيدة أسهمت في تأهل منتخب بلاده إلى ربع النهائي قبل أن يخسر أمام فرنسا بهدفين دون مقابل.

تيريرا، الذي كان يلعب في صفوف سامبدوريا الإيطالي، وقع عقدًا مع أرسنال الإنكليزي مقابل 25 مليون جنيه إسترليني، وذلك لدعم صفوف الفريق في خط الوسط، ووصفه المدير الفني لفريق آرسنال، أوناي إيمري، بأنه “شاب وموهوب للغاية، كما أنه يمتلك جودة عالية”.

هيرفينغ لوزانو.. المكسيكي الصغير

ظهر لاعب المكسيك نادي آيندهوفن الهولندي هيرفينغ لوزانو بمستوى رائع في منتخب بلاده وقدم أداء جيدًا، ليطلق عليه نجم المونديال، لتبدأ الأندية بالصراع عليه لضمه إلى صفوفها.

برشلونة وريال مدريد الإسبانيان دخلا بصراع لضم اللاعب، في حين اقتحم مانشستر يونايتيد دائرة الصراع، وقدم عرضًا للاعب صاحب الـ 22 عامًا، مقابل 40 مليون يورو.

صراع على بنيامين بافارد

ومن اللاعبين البارزين الفرنسي بنيامين بافارد الذي يلعب في صفوف شتوتغارت الألماني، وتوجهت الأنظار إليه من قبل باريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونخ الألماني.

وإلى جانب اللاعبين الجدد الذين بروزا خلال المونديال، زاد الرهان على عدد آخر من اللاعبين الذي أثبتوا جدراتهم خلال النهائيات ومنهم حارس منتخب بلجيكا تيبو كورتوا، وهو على وشك التوقيع من نادي ريال مدريد الإسباني، وفق تقارير صحفية إسبانية.

كما أثبت البرازيلي ويليان مهارته التي أطلقها في صفوف تشلسي سابقًا، ليكون محط أنظار برشلونة الإسباني، إضافة إلى الفرنسي نبيل الفقير والكرواتي أنتي ريبيتش والكولومبي خوان كوينتيرو، الذي يمتلك قدرة على المراوغة والتسديد، وزميله المدافع ياري مينا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة