داليتش.. “المغمور” الذي أعاد كتابة تاريخ كرواتيا الكروي

tag icon ع ع ع

قلب مدرب المنتخب الكرواتي “المغمور”، زلاتكو داليتش، طاولة التوقعات في كأس العالم، عندما أوصل منتخب بلاده إلى المباراة النهائية التي لعبها أمام فرنسا.

داليتش لم يكن معروفًا في الساحة الكروية، إذ اعتزل لعب كرة القدم مع فريق فارتيكس الكرواتي عام 2000، قبل أن يصبح مساعد المدرب، وبعد ثلاثة أعوام نجح لاعب الوسط المعتزل بنيل شهادة تدريبية مقدمة من الاتحاد الأوروبي وانطلقت مسيرته كمدرب.

من الفيصلي السعودي إلى الهلال السعودي إلى قيادة العين الإماراتي، تنقل المدرب الكرواتي قبل تعيينه مدربًا للمنتخب الكرواتي خلفًا لأنتي شاشيتش في أثناء سير تصفيات كأس العالم 2018، ليبدأ يرسم خطوط الفوز مع اللاعبين وينتزع بطاقة الملحق المؤهل للمونديال.

كرواتيا لم تكن من المنتخبات المؤهلة للوصول إلى النهائي، لكن بالرغم من قلة خبرته في التعامل مع البطولات الكبرى قياسًا مع بقية المدربين الموجودين في كأس العالم، تمكن داليتش من تجاوز الخصوم والوصول إلى المباراة النهائية.

تكتيك ومرونة

أظهر المدرب الكرواتي مرونة تكتيكية رائعة، وظهرت مهارة قيادته في أكثر من مباراة، فقد اعتمد على الاستحواذ في أول مباراة أمام نيجيريا، ليحقق المنتخب الفوز، بينما لعب ضد الأرجنتين بأسلوب مختلف، إذ أتاح الاستحواذ لمنافسه، وخطف الفوز بالهجمات المرتدة المنظمة.

وفي مواجهتي روسيا وإنكلترا في ربع ونصف النهائي، أجرى تغييرات عدة على مستوى التشكيل ومراكز اللاعبين للتركيز على الأطراف، لإدراكه أن فريقي الخصم يعتمدان على إغلاق العمق، وهو ما نجح في تجاوزه أيضًا، ليسجل فريقه من أطراف الملعب، ويصل إلى نصف النهائي.

ويحسب للمدرب حفاظه على خصوصية الكروات في اللعب بشكل كتلة متقاربة الخطوط دفاعيًا وهجوميًا، والالتزام بالدور الدفاعي والهجومي مع خط وسط ناري بوجود مودريتش وراكيدتش وبيريزيتش.

كما نجح في فرض شخصيته الإيجابية على لاعبيه، وسخّر إمكاناتهم وقدراتهم بصورة جماعية، وكأنه يريد أن يقول للجميع إن الكروات هنا لإظهار أفضل ما لديهم، طالما أنهم يملكون المعطيات الإيجابية التي تساعدهم على تجاوز التحدي من دون قلق من مواجهة أي منتخب.

وتميّز المدرب بالعلاقة التي تربطه مع اللاعبين والجماهير، إلى جانب الدور النفسي الذي يقوم به مع لاعبيه، وهو ما منحه فرصه التفوق، وتحقيق أفضل النتائج أمام كبار المدربين على مستوى العالم.

كان نجاح زلاتكو في قيادة منتخب بلاده إلى المباراة النهائية دليلًا على قدراته العالية في التعامل مع المباريات الصعبة، ما جعل منه حديث العالم في مونديال روسيا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة