من “حيوان” إلى “رئيس”.. كيف تبدل خطاب ترامب للأسد؟

دونالد ترامب وبشار الأسد (إنترنت)

camera iconدونالد ترامب وبشار الأسد (إنترنت)

tag icon ع ع ع

وسط الحديث عن معركة مرتقبة في إدلب، شمال غربي سوريا، أطل الرئيس الأمريكي عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في تغريدة، يحذر فيها رئيس النظام السوري بشار الأسد من “مأساة إنسانية” قد تحل بالمنطقة في حال شن الأخير هجومًا للسيطرة عليها.

تبدلت لهجة ترامب من التهديد إلى التحذير والاستجداء، إلى جانب تغير الوصف الذي نعت به رأس النظام السوري بشار الأسد في تصريحاته السابقة.

بدأت القصة من شرعية بشار الأسد نفسها، بعد أن شغلت حيزًا من الاهتمام لدى الإدارة الأمريكية، وتقلب الموقف الأمريكي إزاء مصير الأسد وخاصة بعد إعلانات متكررة عن أن أولوية الولايات المتحدة هي تنظيم “الدولة الإسلامية”.

ولكن هذا الموقف سرعان ما تبدل عقب الهجمات الكيماوية التي شنتها قوات الأسد على مدينة خان شيخون في ريف إدلب، في نسيان 2017، والتي راح ضحيتها ما يقارب 90 شخصًا، ما دفع السلاح البحري التابع للولايات المتحدة والموجود في البحر المتوسط لاستهداف قاعدة الشعيرات الجوية بالقرب من مدينة حمص وسط سوريا.

وفي حديثه عقب الضربات الأمريكية، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن “ما حدث في إدلب غير مقبول بالنسبة لي، وتسبب بالفعل في تغيير موقفي تجاه سوريا والأسد كثيرًا”.

وأضاف ترامب أن “الهجوم تجاوز خطوطًا حمراء كثيرة”، في إشارة منه إلى تهديد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، للأسد بشن غارات جوية عقب الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية في آب 2013.

وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، في 12 من نيسان 2017، وصف ترامب الرئيس السوري بـ”الحيوان” وقال لدى سؤاله عن الأسد، إن “بوتين يدعم شخصًا شريرًا بحق، أظنه سيئًا جدًا، سواء بالنسبة لروسيا أو للبشرية والعالم أجمع”.

وأضاف ترامب في مقتطفات بثتها القناة، أنه “عندما تلقي غازًا أو قنابل أو براميل متفجرة، أن تلقي تلك البراميل الضخمة المعبأة بالديناميت وسط مجموعة من الناس، ثم تجد الأطفال دون أذرع أو أرجل أو أوجه، فهذا، بكل إنصاف، هذا حيوان”.

كرر ترامب الوصف ذاته لرأس النظام السوري في موقف مشابه عقب استهداف قوات الأسد مدينة دوما بالغازات السامة، في آيار الماضي.

وقال في تغريدة عبر “تويتر”، إن العديد من الضحايا قتلوا في مجزرة الكيماوي بمن فيهم النساء والأطفال، مهددًا النظام السوري بدفع “فاتورة كبيرة”.

وأضاف أن “المنطقة في الحبس ويحيط بها الجيش السوري، ما يجعلها غير متاحة تمامًا للعالم الخارجي”، واصفًا الأسد مجددًا بالحيوان وأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعمه.

واعتبر أنه “لو نفذ الرئيس السابق، باراك أوباما، تهديداته المتعلقة بالخطوط الحمراء، لانتهت الكارثة منذ وقت طويل”، مؤكدًا “وكان الحيوان الأسد من الماضي”، وفق ترجمة عنب بلدي.

اللهجة التهديدية للرئيس الأمريكي تبدلت للهجة تحذيرية، وفي فحواها شيء من الاستجداء، في تغريدته الأخيرة، يوم الاثنين، وقال “على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يهاجم بشكل متهور محافظة إدلب، سيتركب الروس والإيرانيون خطأ إنسانيًا جسيمًا إذا ما شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة”.

وأضاف، “يمكن لمئات الآلاف من الناس أن يقتلوا. لا تدعوا هذا الامر يحدث”.

ولكن من غير الواضح عقب التصريحات الأمريكية الأخيرة هل يعتبر ذلك تبدلًا للموقف الأمريكي بالنسبة للأسد وتركيزه فقط على الوجود الإيراني، أم هو تسجيل موقف فقط في ظل تنامي الحديث عن إدلب وانتظار حسم القرار بين الدول الضامنة لمؤتمر أستانة (تركيا وإيران ورسيا)، في القمة المقبلة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة